اتصل بنا
 

الرئيس والقارورة واللبنة المدحبرة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2021-07-09 الساعة 16:20

الرئيس والقارورة واللبنة المدحبرة ـ بقلم:
نيسان ـ محمد قبيلات
أعان الله دولة الرئيس بشر الخصاونة، فالرجل كان يلوذ بدارته على الدوار الرابع، يراقب الأوضاع، من بعد، ولا يتدخل فيما لا يعنيه، حتى بدأت حملة إلكترونية، قادتها شخصيات معارضة، موضوعها أن الرئيس ليس لديه ما يفعله، وأن كل هذه الأحداث الجسيمة التي تعصف بالبلاد خارج صلاحياته.
ربما استفزت هذه التصريحات الرئيس، وأقول ربما؛ لأنني أثق بطول بال و"نَفَس" دولته، فلن تُخرجه تلك الفيديوهات الحاقدة عن أطواره، وهو الرئيس الذي جاء إلى الرابع يحدوه الأمل بإحداث فوارق كبيرة، لكن؛ لنفترض أنها استفزته، فقام الرجل بزيارة محافظات الشمال أطلّ خلالها على بعض المشروعات الصغيرة، وبعض الجمعيات الخيرية، ثم تفقد عموم الخدمات المقدمة من قِبل الحكومة، وإذا بمواطنين يعترضون طريقه يشكون سوء الأحوال وكيف فقدوا وظائفهم التي لم يكن دخلهم منها يكفي أصلا لتلبية القليل القليل من حاجاتهم، حيث قال أحد المتعطلين من عمله إن راتبه بالكاد كان يصل إلى مئتين وخمسين دينارا، فعانقه الرئيس وعانق كل أولئك المساكين ممن طحنتهم سياسات الحكومات المتتالية بما فيها الحكومة البشرية.
ويْكأن الرئيس ودَّ لو يقول لهؤلاء الناس إن حالته تصعب على الكافر، وأسوأ من حالتهم، وليس بيده شيء يقدمه لهم غير التعبيط والنهنهة.
بعد الزيارة، قامت الدنيا ولم تقعد في وسائط التواصل الاجتماعي، واستغل المغردون زيارة الرئيس لمشغل يُعِدُّ اللبنة بالزيت، وراحوا يمسخرون كل شيء، وتوسعوا في شرح الزيارة للمشغل ودَوْر الحكومة في دحبرة اللبنة بالزيت، ولا بد أن الرئيس آلمه ذلك كثيرًا، لكن رضا الناس غاية لا تدرك، وقال الرئيس في عقل باله، لا بد أن أفاجِئ الجميع بزيارة لمشروعات كبيرة تنسيهم هذه القصة.
وفعلا، أفاق الرئيس البارحة ويمم صوب الشرق ماخرًا مفازات الوهن الأردنية، قاصدا بئر حمزة النفطي، برفقة وزيرة الطاقة المثيرة للجدل الإلكتروني، ولم يكن يعلم أن هذه الزيارة ستزيد الطين بِلًة، فقد استغل المتصيدون تلك اللقطات التي بثت عن الزيارة، وموضوعها الوزيرة إياها وهي تقدم له قارورة فيها نفط أسود، احتفالا برفع انتاجية البئر إلى ألفي برميل يوميا، ويا قارورة السواد على الرئيس! ففعلا نسي الناس اللبنة المدحبرة لكنهم بدأوا بالتسلي والتهكم على الرئيس بقصة القارورة.
أيها الناس خافوا ربكم! ماذا يفعل الرئيس ليرضيكم وأكثر ما فيه قد فعله؟!
الرئيس صاحٍ، لن تورطوه، ولن يتدخل في شيء من تلك التي في بالكم، خصوصا أنه لاقى ما لاقى في إثر تدخله فيما يعنيه من شؤون وشجون، وحدث له ما حدث، فما الذي سيلاقيه إن تدخل فيما لا يعنيه؟!

نيسان ـ نشر في 2021-07-09 الساعة 16:20

الكلمات الأكثر بحثاً