اتصل بنا
 

سياستنا الخارجية..اشنقونا عالياً واجعلوا مأتمنا مشرّفاً

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-07-18 الساعة 20:39

سياستنا الخارجية.. اشنقونا عاليا واجعلوا مأتمنا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
تسعى السياسة الأردنية حاليا على الصعيدين؛ المحلي والخارجي إلى إعادة التواجد في صيغ جديدة بهدف استعادة دور الدولة الذي فقدته منذ أربع سنين عجاف، حجب أمطارها دخول الرئيس الأمريكي دونالد البيت الأبيض.
هي مرحلة عدّت، رغم ان الإدارة الامريكية قالت إن ما خلّفه ترامب من خراب لن تستطيع إزالته، وأهمها بالنسبة إلينا الاعتراف بالقدس المحتلة، عاصمة لكيان العدو، ونقل السفارة الامريكية اليها.
اليوم نخن أمام محطة مهمة من محطات المنطقة، محطة تستعيد فيها المنطقة عهدها السابق، الذي كان آفة علينا، لكنه رغم ذلك لم يكن بالبشاعة المطلقة، التي أرادها ترامب لنا.
بعد السنوات العجاف تلك التي قادها دونالد ترامب والتي كادت ان تطيح بالمنطقة برمتها في فوضى لم يكن بالإمكان التكهن في تبعاتها، تتنفس السياسة الأردنية اليوم الصعداء.
لم تعد المحاولات الأمريكية التي حيكت للمنطة، يدا بيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو واخرين سراً.
محاولات أريد منها الإطاحة بكل الخطوط الحمراء التي عرفتها المنطقة منذ مئة عام وأكثر.
صحيح ان الدبلوماسية الأردنية الرصينة لم تعقّب، وإن أظهرت بعض الملامح لما أريد للأردن خاصة والمنطقة عامة، ثم ان هذه الدبلوماسية "الصبورة"_صبر الحلم والدهاء كما نؤمّل_صبرت لعل حقبة لعينة من تاريخ العالم تنقضي، بقضها وقضيضها الترامبي.
علينا هنا أن نتذكر اننا لا نتحدث عن قوم أخيار باتوا يقودون البيت الأبيض، أو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت خير من سابقه، وهو الذي لطخت يداه بكثير من الدماء الفلسطينية من قبل.
كما أن علينا أن نتذكر أننا اليوم بمواجهة سياسات صهيونية يمينية متطرفة لا تعني مغادرة نتنياهو الواجهة انتهاء سياسة العدو القاتلة، بل إن ما علينا نقشه في رؤوسنا هو ما يجري في المسجد الأقصى خاصة والقدس عامة وفلسطين بصورة أشمل من انتهاكات وممارسات قتل وتجويع وتعذيب بالتواطؤ مع سلطة التنسيق الأمني.
للأسف كنا ببساطة بين إحدى اثنتين: إما أن يقتلنا ترامب وهو يفاخر أصحابه أنه إنما منحنا المجد بموتنا على يديه المباركتين، ثم يمثّل بجثثنا في لوحة يختلط فيها لون الدم ولون الورود.
أما الحالة الثانية، فهي التي نعيشها اليوم، بقتلنا بصمت، دون أن يشعر العالم أننا نقتل.
مشهد محزن لوضعنا، كأننا نقول : اشنقونا عالياً واجعلوا مأتمنا مشرّفاً

نيسان ـ نشر في 2021-07-18 الساعة 20:39


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً