اتصل بنا
 

( وصفي التل )

نيسان ـ نشر في 2021-11-27

نيسان ـ يصادف بعد غد يوم الثامن والعشرين من تشرين الحالي الذكرى الخمسين لإغتيال رئيس وزراء الأردن وصفي التل في القاهرة أثناء حضوره مؤتمرا على مستوى الجامعة العربية
هذه الشخصية الأردنية التي ما زالت موضع جدل معقد بين تيارين أحدهما يصل به لدرجة التقديس والثاني يرميه في خندق الشيطنة لكني سأحاول في هذا المنشور أن أذكر بعض الحقائق التي أعرفها ولا يستطيع أحد نكرانها من خلال متابعتى لمجريات الأحداث تلك الفترة في البلاد بدقة ويقظة لذا أستطيع القول أن وصفي التل مع سليمان النابلسي أبرز شخصيتين أردنيتين تولتا رئاسة الحكومة بممارسة حق الولاية العامة بشكل كامل غير منقوص .
ذكر لي الرفيق الشيوعي البارز محمد سعيد مضية انه بعد خروجه مع عدد من الرفاق من المعتقل ارادوا السفر للخارج وكانت جوازات سفرهم محجوزة لدى دائرة المباحث فذهبوا إلى وصفي وشرحوا له الأمر فزودهم بكتاب يأمر فيه بإعطائهم جوازات سفرهم لكن الدائرة لم تأبه للكتاب فعاودوا مراجعة وصفي فاتصل بمدير الدائرة تلفونيا بحضورهم وقال له بحزم : أعطهم جوازاتهم قبل أن آتي بنفسي لأعطيهم إياها فذهبوا وأخذوها
صحيح أنه شكل حكومته الأولى بتاريخ 28 /1/ 1962 وبتاريخ 1962/2/24 تم قتل الرفيق الشيوعي عبد الفتاح تولستان تحت التعذيب وباشراف الخبير الألماني الملقب ابو بيتر ولكن لم يكن لوصفي دراية باعتقاله وحين علم ما حدث أمر بطرد الخبير النازي من البلاد وترميج الضابطين المسؤولين وانا هنا لست بصدد الدفاع عن وصفي وإنما لذكر تفاصيل الحقيقة التي تبينت لنا بعد ثماني سنوات من تلك الحادثة
هذا ومن المعروف ان وصفي التل اخرج المعتقلين السياسيين من السجون مرتين وأمر بإتلاف كل ملفات السياسيين في دائرة المباحث العامة ( الإسم السابق للمخابرات ) كما أغلق ملف المعارضة الخارجية وسمح لهم بالعودة ليرتقي بعضهم فيما بعد أعلى المناصب ومن ضمنهم نذير رشيد الذي تولى منصب مدير المخابرات العامة ووزارة الداخلية وعضوية مجلس الأعيان والذي قال في أحد مقابلاته الإعلامية أن وصفي التل كان له أجندة خاصة وحينما سئل عن هذه الأجندة قال : اقرؤا كتابه كان يريد الحرب مع إسرائيل ونحن ليس لدينا القدرة على ذلك وكان هذا الرد أبعد ما يكون عن الحقيقة لأنه لم يرد أن يذكر ماهي هذه الأجندة الخاصة ولم يشأ ان يقول ان وصفي كان يريد ملكية دستورية كاملة كما وردت في دستور المغفور له الملك طلال خاصة المادة 35 التي جرى تعديلها بعد الإنقلاب على حكومة سليمان النابلسي.
اما من حيث الحرب مع اسرائيل فقد كان ضد دخول الأردن حرب 1967 لأنه كان على دراية بموازين القوى العسكرية والتي سبق ان ذكرها الملك حسين في موتمر وطني عقد في قاعة سينما الحمراء في القدس إثر احداث السموع في تشرين الثاني 1966.
أما أغتيال الرجل في فندق شيراتون القاهرة لم يكن كما جرى الإدعاء بأن منظمة ايلول الأسود هي من قامت بإغتياله فأنا اعتقد ان جهازي الموساد ووكالة المخابرات الأمريكيه من قاما باغتياله لأنه افشل مشروعا امريكيا إسرائيليا في الأردن ما زال قائما حتى الآن وآخر أسمائه الكنفدرالية او صفقة القرن وجوهرها ما اقترحه الصهيوني ستيفن كوهين على عرفات وخليل الوزير بوجود سعيد صلاح مدير مكتب المنظمة في القاهرة اثناء لقائهم في بيروت قبل الخروج منها الأمر الذي رفضه خليل الوزير ودفع حياته ثمنا لهذا الرفض ومن يدقق فيما جرى بعد ذلك من أحداث تعلقت بالقضية الفلسطينية يدرك ذلك خاصة إذا اطلع على مذكرات جون رايت مستشار الأمن القومي الأمريكي آنذاك ..
وهناك الكثير مما يقال ولكن ليس هذا وقته .

نيسان ـ نشر في 2021-11-27


رأي: محمد مشرف الفقهاء

الكلمات الأكثر بحثاً