اتصل بنا
 

وداعا أيها الدجاجات

نيسان ـ نشر في 2022-03-14 الساعة 14:23

نيسان ـ يدخل الطفل القروي ضمن حلقات الإنتاج وسلاسل التوريد مذ يبدأ بتحمل القدرة على حمل الأشياء وإدارة الأعمال الصغيرة، والمعاونة والمناولة، تزويد الحصادين بالإفطار وتغمير القش و رد الشياه وتقزيم قشور البطيخ للحمار وحتى إشعال وإطفاء زر الكهرباء والسرفسة بين الجيران.
كان المنصب الذى تسلمته على درجة من الأهمية، فقد قررت العائلة - دون رغبة أو إستشارة- تعييني مسؤولة عن خم الدجاجات من الألف إلى الياء مقابل بيضة اشتري بها يوميا من الدكان ما أشتهي.
اعد الدجاجات مع الغروب وأحكم إغلاق الخم بالحجارة وافتح صباحا، اضع العلف والماء واحرس الصيصان من القطط المتربصة بهن، كانت مهمة شاقة ومرهقة فوق طاقتي، ولا يوجد خيار للفكاك منها إطلاقا.
بعض المرات كنت الهو فأنسى المهمة المنوطة بي ، أخشى إخبار جدتي وأخاف الذهاب ليلا إلى الخرابة، حيث الخم، هناك غولة كما يقولون، ذكرها أكثر من شخص مر بالمكان ، يحلفون أنها طلت عليهم من النافذة في سنة حرب الستة.
أحيانا كنت اتشجع و أذهب سروة، أحشرهن في خمهن وكأن شيئا لم يكن، لكن لسوء الحظ وقد يكون لسعادته أيضا، اُكتشف الأمر ذات يوم، تعرضت به لمرشاق مناقرة عنيف، استمر من الصباح وحتى صلاة الضحى، ذلك كان مدعاة الإطاحة بي، ومباشرة جدتي بجلالة قدرها المسؤولية بكافة حذافيرها، حبايبي بتفكروا شو صار بإجرتي طبعا.. لا حد يهكل همي، لقد ظليت احصل على بيضة اتشبرق بثمنها بطرق شتى .
لم تكن الأمور عادية، فقد جاءت ليلة عاصفة، زل فيها الحرص ونسيت الجدة - كما كنت أنسى- مهامها ، وبعدما أصبحت و أعدت قهوتها ومجت غليون هيشي، ذهبت لتعلف دجاجاتها، لكنها لم تجد إلا ريشاتهن يتطايرن في القاع.. لطمت بهدوء وصمتت، على أساس" غُلب بستيره" بعدما كانت تحرصني على نفس الفعلة.. رغم مرور الزمن إلا أني بقيت أعاني وسواس دجاجي، فكلما سمعت ديك يصيح، يتهيئ لي أنه ينادي ميسرررروووووكوووو.... حزنت بشدة لخبر سرقة الحمامات تبعات رئيس من زمن ما... ترى ما نوع الوسواس القهري الذي سيلازمه بعد الحادثة الأليمة التي زادت هم البلد فوق هم زيت القلي... وداعا يا دجاجاتي... وداعا بونابرت.. إنه زمن اللئام و كشيشة الحمام... ؟!!

نيسان ـ نشر في 2022-03-14 الساعة 14:23


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً