من زمانات ' أبو خليفة'

نيسان ـ كان أبو خليفة قرابتي لزم- رحمه الله - يمتلك شلايا غنم ورعية بعارين، قضى كل حياته يسكن بيت شعر مغاريب قرايا إربد، صاحبنا مشهود له بالمرجلة والجود "خوي خويه" حتى أنه طلع الشهر بذبيحة ، يعني كل ليلة يذبح وفي يوم ذبح ذبيحتين.
الحاصل بيوم من ذات الايام تقريب الظهر حول عليه ضيوف من بني صخر، صحبة قديمة، كعادته، حيالله بالضيفوف والدرب اللي جابتهم.
ماشاف ابو خليفة وهو معلق الذبيحة بكاسر البيت، يسلخ ويقطع غير سيارة شرطة تقف أمام الربعة، ، تفضلوا يالاقيين خير، قالوا والله ياابو خليفة انت مطلوب جلبك للتصرف فورا ، وش السالفة يا رجال؟ السالفة غنمكم ماكله كرم زيتون وصاحب الكرم اشتكى عليك.
ما علية، راع الحق يأخذ حقه، بس مثل ما انتوا شايفين عندي ضيوف من بلاد بعيدة، اغديهم واروح للمتصرفية، افلحوا معهم على ماقسم الله، اعتذروا الجماعة لأنهم بمأمورية ورجعوا بكل لطف.
شوي وإذا سيارة ثانية جايه، الزاد على النار،نزل المتصرف، هو هو، ببدلته وقرافته وكرشة، شو يا ابو خليفة متعصي ومابدك تجي وغنمك ماكله كروم الناس، بتفكر الدنيا فالته ومافي دولة وقانون ؟ ياحضرت المتصرف أنا ما عييت أجيك، بس قلت لما أغدي ضيوفي، هسع أفلح مع الرجال وعقب الغدا يصير خير ، أصر المتصرف على رأيه، ورأسه والف سيف غير تمشي هسع قدامي، وأبو خليفة يداري فيه يازين ياشين، مافي فايدة، حمى ابو خليفة َبهذاك المخمس لخم المتصرف كف خلاه يترمرم الأرض، اخبط ولا تخبط، ويادوب مزط منه بالتي هي، بعد ما تغدوا الجماعة، طبعا شاهدوا الموقف من أوله لآخره، ركب ابو خليفة وراح للمتصرفية، وقفوه بالنظارة،بس ضيوفه من حمر النواظر، ما تركوا معزبهم، من مكتب لمكتب ومن مسؤول لمسؤول، اتفهمت السلطات القصة، ورجع المعزب لبيته ولقهوته ودلاله... هذه القصة يمكن صارت بحيطان السبعينات... بس ياترى لو هالايام شو كان صار بالرجل؟ وكيف كانت رح تطلع أخبار الصحافة عنه... ووضح البيان الرسمي أن أبا خليفة. كان ينوي قلب المتصرفية على رأسها ويمكن أكثر وأكثر ....زمن أول حول ياعرب.