عشرة أقمار وعصفور دوري

نيسان ـ علّميهم يا دمشقَ
أنك صامدةٌ أمامَ الرياح...
تنزفين بصمتِ العشاق ...
أظافرُ الليل تنهشكِ من الأعماق...
تمشينَ على متنِ الشوكِ ...
تستقبلين بصدركِ رصاصَ الغدرِ ..
تُصَارعين العدى....
وتصبرينَ على الجراح ...
علّميهم يا دمشق...
أنك تقدمين أبناءكِ قرابين الصباح ...
عشرُ أقمارٍ وعصفورٌ دوري...
بقنابل غدرٍ من عدوٍ سفّاح...
تقاومين البرد وسِقْطُ صقيعٍ....
يلفُّ أرواحَهم بصمتٍ دون صياح..
وجوههم مصبوغة بالدماء...
ومسامير الصلب ...
مغروسةٌ بالأصابع وفي كل راح....
علّميهم يا دمشق
عشرُ أقمارٍ وعصفورٌ دوريِّ..
أرواحُهم في السماء بعد الفلاح...
علّميهم يا دمشق...
عشرُ أقمارٍ وعصفورٌ دوريٍّ...
نزفت جراحهم بلسمًا..
على الثرى الطاهر
ولا استراح جماحْ...
علميهم يا دمشقّ...
أن الياسمين سيظل فواحًا...
رغمَ أنفِ العدى...
معلَّقٌ في جيد الحرائر..
في المساء والصباح...

علميهم يا دمشق....
أنكِ تبصرين في الظلمة...
وتقهرين النواح ....
ترتدين بياض الثلج ...
يدثِّرُ قلبكِ...
وتزغردين للشهادة والكفاح...
علّميهم يا دمشقَ...
في كل مدينة وفي كل قرية...
وفي كل شارع...
وفي كل حارة..
أقمارٌ وعصافيرٌ دورية...
وحرائرٌ تربي أجيال الكرامة...
على أسنَّة الرماح....
علّميهم يا دمشقَ...
أن أقمارَ مصياف...
وعصفورها الدوري..
يفوحُ منها عبق الشهادة...
مطرزاً بالياسمين..
وترتفعُ راياتكِ في كل ساح....