حل الحكومة الإسرائيلية .. وزيارة الرئيس بايدن للمنطقة

نيسان ـ يفصح المجلس الأطلسي، أكبر مراكز الدراسات والأبحاث الجيوسياسية والامنية، عن رؤية مختلفة للحدث الساخن في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأكد أن انهيار الحكومة الإسرائيلية، كان بمثابة منحنى-بمعنى توقعات مسبقة مدروسة سياسيا وامنيا- لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن القادمة، لدول المنطقة والشرق الأوسط.
.. "الأطلسي"، أشار إلى : عمق العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وفق قراءة دانيال شابير، الباحث المتميز في المجلس الأطلسي وسفير أمريكي سابق في إسرائيل.
*
واقعيا، لم يكن تصوّيت البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، الخميس، على حل نفسه، مستغرب، بما في ذلك الإعلان عن إجراء انتخابات جديدة، هي الخامسة في غضون 4 سنوات، في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وعمليا: يتولى وزير الخارجية يائير لابيد، الجمعة، منصب رئيس الوزراء المؤقت بموجب شروط اتفاق ائتلافي تم التوصل إليه بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالي بينيت ولابيد العام الماضي.
*هل يصل حزب الليكود إلى الحكومة؟.
.. والحقيقة ان التصويت، الذي جاء بموافقة 92 نائبًا وبدون أي صوت معارض، عهد بينيت كرئيس للوزراء - وهي واحدة من أقصر الفترات في تاريخ إسرائيل - ويمنح رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو طريقًا للعودة إلى السلطة، ويكشف ممارسات وعنصرية وفشل بينيت المشهد في الواقع.
.. وقد يكون، حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو في طريقه للفوز بأكبر عدد من المقاعد، لكن استطلاعات الرأي لا تظهر أن كتلته اليمينية ستحصل بالضرورة على مقاعد كافية للحصول على أغلبية برلمانية وتكون قادرة على تشكيل حكومة وحدها.
*غموض الزيارة الرئاسية لبايدن.
يقول شابير، ان مسؤولو البيت الأبيض الذين يخططون للسفر الرئاسي الدولي، يبدلون قصارى جهدهم لإزالة الغموض. يتم التخطيط لمثل هذه الرحلات بدقة متناهية ف؛ ذلك أن السفر إلى إسرائيل يمكن أن يحدث مفاجأة حتى قبل أن تهبط الطائرة. في ظل الديمقراطية البرلمانية الصاخبة في إسرائيل ، غالبًا ما تتأرجح الائتلافات باستمرار على حافة القابلية للحياة ، ويمكن للأحزاب الصغيرة أن تنفجر وتطيح بالحكومات بين عشية وضحاها.
.. ويذكر بأن اندلع الصراع الشامل بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة أربع مرات خلال ثلاثة عشر عامًا،بما في ذلك سياسة الإعلان عن الموافقات على المستوطن آت الصهيونية في الضفة الغربية دون إشعار مسبق،قد يجعل تخطيط الرحلة يحتاج إلى اليقظة.
الدراسة التي نشرها المجلس الأطلسي، تؤكد أن الزيارة الرئاسية لبايدن، 13 يوليو ستمضي قدمًا كما هو مخطط لها.
برغم انه :كانت حكومة بينيت لابيد عبارة عن مجموعة متناقضة من ثمانية أحزاب تغطي العديد من التقسيمات الأيديولوجية والهوية ، مع عدم وجود صوت واحد لتجنيبها. كان انهياره متوقعا منذ اليوم الذي أدى فيه اليمين ، وحقيقة أنه استمر لمدة عام ، ووافق على الميزانية ، وحكمه جيداً ، يعني فقط أنه تجاوز التوقعات. ولكن ، مع تعهد بايدن قبل عدة أشهر بزيارة إسرائيل هذا العام - وهو الشيء الطبيعي تمامًا الذي يجب فعله لسياسي يمتلك عقودًا من الارتباط الوثيق والدعم العميق للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل - تم أخذ هذا الاحتمال في الاعتبار بالتأكيد.

في المنظور الحالي، يعد تخلي بينيت عن رئاسة الوزراء ، فرصة، سيلعب-من خلالها- شريكه لبيد الآن دور المضيف لبايدن.
شابير ألمح إلى أن :هناك بعض القرارات التي لا يستطيع القائم بأعمال رئيس الوزراء اتخاذها ، لكنه يتمتع بصلاحية كاملة لتمثيل الدولة في البروتوكولات الدبلوماسية. أقام بينيت وبايدن علاقة عالية الجودة خلال الاجتماعات والمكالمات على مدار العام الماضي ، حيث عمل كلاهما على إبعاد نفسيهما عن التوترات التي سادت سنوات بنيامين نتنياهو - باراك أوباما ، والتعامل مع الخلافات باحترام وبشكل خاص قدر الإمكان. لكن بايدن يعرف لبيد أيضًا ، وإذا كان هناك أي شيء ، فإن الاثنين لديهما الكثير من القواسم المشتركة ، حيث يعرب لبيد عن دعمه لحل الدولتين مع الفلسطينيين ، وهو ما يعارضه بينيت.
*جوهر ما يريد بايدن.
يركز شابير على أبعاد جيوسياسية أمنية، وهي تحدد الجزء الأقل تأثراً من زيارة بايدن بسقوط الحكومة الإسرائيلية هو الجوهر. بغض النظر عن الانتخابات الإسرائيلية ومن هو رئيس الوزراء ، يبقى جدول الأعمال كما هو
*ما هو البرنامج الرباعي الذي وضعته الإدارة الأميركية؟

*أولاً :
سيركز على تعزيز اندماج إسرائيل في المنطقة ، والبناء والتحضير لدول عربية إضافية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. قد تأتي محطته التالية ، مختلفة كليا، بإعلانات مهمة في هذا الاتجاه.
*ثانيًا :
سيسعى إلى تعميق التعاون الأمني ​​بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، والذي قد يشمل الاستعداد لتمويل تكنولوجيا الليزر الإسرائيلية المضادة للصواريخ والطائرات بدون طيار. ترتبط هذه التطورات بظهور تحالف إقليمي أوسع يركز على التهديدات المشتركة والجهود التي تقودها القيادة المركزية الأمريكية لترتيب دفاعات جوية متكاملة بين شركاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة.
*ثالثًا :
سيدعو إلى اتخاذ خطوات لتحسين الأجواء بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، بما في ذلك تحسين الاقتصاد الفلسطيني وتجنب أي خطوات من قبل أي من الجانبين تزيد من التوتر. لا يرى بايدن أي فرصة للمفاوضات السياسية في الوقت الحالي - والانتخابات الإسرائيلية لا تحسن تلك الآفاق - لكنه سيضغط على كلا الجانبين لفعل ما في وسعهما للحفاظ على إمكانية حل الدولتين قابلاً للتطبيق لبعض المفاوضات المستقبلية. في هذا المسعى ، قد يجد بايدن أذنًا متعاطفة في لبيد.
*رابعا: سيسعى بايدن إلى التنسيق مع الاستراتيجيين الإسرائيليين بشأن المرحلة التالية في التعامل مع إيران ، سواء من خلال اتفاق نووي بعيد المنال بشكل متزايد أو إنهاء المحادثات النووية وواقع بقاء إيران كدولة نووية عتبة.
بين اولا ورابعا، هناك حراك تعمل عليه الإدارة الأميركية، إذ أنها تضع مسألة ان .. الحكومة الائتلافية الإسرائيلية، كانت تتأرجح منذ أسابيع، لكن إعلان بينيت ولابيد الأسبوع الماضي عن رغبتهما في حل حكومتهما كان مفاجئا،وقد تزامنت مع الأحداث والسطوة التي مارستها بعنصرية الأحزاب الدينية التوراتية، إبان اقتحامات المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، ومحاولة تغيير الوضع القائم في إدارة الأوقاف المسيحية والإسلامية في القدس، وحق الوصاية الشرعية والإدارية والحضارية التي هي من الحقوق السيادية للمملكة الأردنية الهاشمية والملك عبدالله الثاني، الوصي الذي يصر على استمرار الحق الأردني العربي الإسلامي في الدفاع عن القدس.
.. وفي مراجعة تاريخية، حكومة بينيت - لابيد أدت اليمين الدستورية في يونيو/حزيران من العام الماضي، لتنهي رئاسة نتنياهو للوزراء، التي استمرت لأكثر من 12 عامًا.
.. ما زال الأفق السياسي مشبع بالغيوم السوداء في إسرائيل المحتلة.. والاتي مختلف مرحليا وينذر بالخطر.
الدستور المصري