اتصل بنا
 

إنها عاقبة إدارة ملف الطاقة بأساليب الزعرنة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2022-12-07 الساعة 15:49

نيسان ـ محمد قبيلات..
منذ أيام وكرة الاحتجاجات تتدحرج وتكبر، ومن الواضح أن الحكومة غير مستوعبة تتابع الأحداث، لكن الأحداث المتسارعة تشي أن ساعة الزلزال قادمة ولا ريب فيها، إلّا إذا تداركت مراكز القرار الأمر، بإجراء تحول سياسي كبير لا يقف عند إقالة الحكومة أو استقالتها، أو تعديل حقائبها الوزارية على طريقة المختار في مسرحيات غوار الطوشة.
بداية يجب التوقف عن العبث الرسمي في عملية التمثيل، إن أول خطوة في الإصلاح والتطوير الإداري تتطلب تقسيم العمل السياسي، وقبول الآخر كما هو من دون الإدعاء بأن الجهات الرسمية أحرص منه وأوعى منه بمصالح البلد، فلا يجوز أن تكون النقابات صورية؛ بل إن من مصلحة الحكومة أن تكون النقابات والاتحادات ممثلة حقيقة لقطاعاتها، حينها ستتشارك مع الرسمي بحمل المسؤولية وتفهم التحديات والأولويات.
ثم لا بد من أن تسود الشفافية في الإدارة، ويصبح ملف الطاقة واضحا من ألفه إلى يائِه، وأن لا تكون فيه بُقعٌ أو ثقوبٌ سوداء غير واضحة المعالم، ولا طرق الاحتساب الغامضة، ولا الكميات المشتراة بأسعار تفضيلية بالسرية التامة، فإما أن تشكل لجنة مشتريات حكومية تشرف على شراء النفط من خلال عطاءات علنية، أو أن يُحرَّر القطاع وتسوده المنافسة في الاستيراد بين الشركات، ويكون الأمر مفتوحاً للجميع، وليس محصوراً بين مجموعة من الشركات الكبرى.
حينها لو قالت الحكومة للناس أريد أن أفرض 100% لا 40% رسوماً وضرائب على المشتقات البترولية سيقبلون بطيب خاطر، لأنهم يعرفون أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لتجنب الانهيارات الكبيرة.
أيها السادة؛ الناس يعرفون كل شيء ولا تخفى عليهم خافية، فلا تغرسوا رؤوسكم أكثر في رمال الوهم بأنكم أذكى من الجميع.
إن العبث والهندسة التي مورست في السابق وما زالت تمارس لانتاج البرلمانات وقياداتها لن تجدي نفعا، وكذلك توظيب الأحزاب المبرمجة لن يخلق الممثلين الحقيقيين للشارع، أو للقطاعات، إن هذه العملية التضليلية أسهمت في احتقان الشارع، والشعور بأن الهدف من ورائها هو تحييد مؤسسات الرقابة من أجل تنفيع المسؤولين وزبانيتهم.
لكن الفرصة ما زالت سانحة لتدارك الكارثة، لقد جربتم أيها السادة ما يكفي، ونهبتم ما يكفي لأحفاد أحفادكم، فاتركوا القليل المتبقي لمساكين الله الذين دفعوا الكثير، ولم يبق من حيلتهم ما يقيم أود صغارهم، كما لم يعد بإمكانهم الاحتمال أكثر، فارحموا عزيز قوم، واحذروا غضب حليم بدأت تتورم عروقه.

نيسان ـ نشر في 2022-12-07 الساعة 15:49

الكلمات الأكثر بحثاً