من الرابح والخاسر في خلط أوراق سوريا؟
نيسان ـ نشر في 2024-11-30 الساعة 09:46
نيسان ـ بعد أيام معدودة من وقف الحرب في الجنوب اللبناني إجتاحت فصائل المعارضةالسورية بقيادة جبهة النصرة مدينة حلب السورية ،حيث خلطت الأوراق من جديد في سوريا وبالتالي في الإقليم وفي العالم نظرا لتعقيدات المشهد السوري منذ عام 2011،لتحليل ما حدث في سوريا يجب ربطه بالأحداث الأخيرة وهي حرب الجنوب اللبناني حيث ان السؤال المطروح لماذا هذا التزامن بعد وقف الحرب في الجنوب اللبناني تم الإجتياح؟.
للإجابة على هذا السؤال وعلى خلفية تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي للرئيس السوري بأن سوريا تلعب في النار،من خلال مساعدته لحزب الله بالسماح بمرور المساعدات العسكرية الإيرانية ،لذلك كان هذا الإجراء الذي قامت به فصائل المعارضة السورية بدعم وتنظيم غربي والدلالة على ذلك كان هناك طائرات مسيرة إستخدمت في الهجوم قيل إنها من أوكرانيا وتركيا.
وهنا سنوضح إنعكاسات هذا الهجوم على دول الإقليم والدول العظمى:
اولا: إسرائيل ستنشغل الفصائل الإيرانية الموجودة في سوريا عن إمداد حزب الله بالسلاح والدعم اللوجستي ،حيث يتطلب من الفصائل الإيرانية مجابهة فصائل المعارضة السورية ،وقد يتطلب الأمر أن يقوم حزب الله بإرسال قوات تدعم الفصائل الإيرانية في مجابهة فصائل المعارضة في حلب،وقد يتطلب الأمر أيضا أن تتدخل الفصائل العراقية الموالية لإيران بإسناد الفصائل الأيرانية في سوريا خوفا من تمدد فصائل المعارضة السورية إلى الشرق وبالتالي إعادة المشهد السابق لتنظيم القاعدة في العراق،كل ذلك سيصب في صالح إسرائيل بإضعاف الأذرع الإيرانية واستنزافها والتي أثرت على إسرائيل تأثيرات مباشرا في حرب غزة والجنوب اللبناني.
ثانيا:تركيا ،كان الرئيس التركي أردوغان قد طلب من الرئيس السوري فتح صفحة جديدة واللقاء به لكن الأخير إشترط بالإنسحاب الكامل للقوات التركية من سوريا مما أدى إلى إستياء أردوغان من ذلك،وبالتالي فإن فصائل المعارضة السورية والتي تدعمها تركيا ستساعد تركيا في بسط نفوذها على الشمال السوري والتخلص من الفصائل الإيرانية الموجودة في سوريا في المستقبل لتتمكن تركيا من الإستفادة من سوريا من خلال عبور البضائع التركية إلى الخليج وكذلك المساهمة في بناء وإعادة إعمار سوريا دون وجود منافسة او إعاقة من إيران،إضافة الى ضمان العودة الآمنة لجميع السوريين النازحين في تركيا إلى الشمال السوري .
ثالثا:الولايات المتحدة وخصوصا بايدن الذي يريد أن يقدم للرئيس الأمريكي ترامب واقع وهو ضرورة تواجد القوات الأمريكية في سوريا ،إضافة إلى أن فتح جبهة سوريا هي بمثابة فتح جبهة نزاع روسية جديدة لتخفيف الضغط عن الجبهة الأوكرانية وخصوصا أن روسيا احكمت قبضتها على أوكرانيا في الفترة الأخيرة مما يؤدي الى التقليل من الاندفاع الروسي داخل اوكرانيا وعدم كسب أوراق جديدة للتفاوض عليها مع ترامب .
إما بالنسبة للخاسرين،فإن الخاسر الأكبر من ذلك هي سوريا التي لا زالت تدفع ثمن صراعات إقليمية ودولية على أراضيها.
الخاسر الثاني هي إيران والتي ستكون قد فقدت قوة أذرعها الضاربة في المنطقة ،وبالتالي لا يوجد لها أي أوراق قوة تؤثر فيها عسكريا لكسب مكاسب سياسية في المستقبل.
ثالثا:روسيا قد يؤدي إلى إضعافها في اوكرانيا،إضافة الى تهديد وجودها في سوريا.
في الختام يجب أن يتم حل شامل للقضية السورية بمساعدة دولية بعد الفراغ السياسي أثناء حكم بايدن ،ومنذ إتفاق أستانا عام 2020، على أن يتم إنسحاب كامل للقوات الأجنبية من الأراضي السورية، وفرض الدولة السورية سيادتها على أراضيها بالكامل،لتجنيب المنطقة صراعات جديدة.
*المهندس مهند عباس حدادين
خبير ومحلل استراتيجي واقتصادي
mhaddadin@jobkins.com
للإجابة على هذا السؤال وعلى خلفية تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي للرئيس السوري بأن سوريا تلعب في النار،من خلال مساعدته لحزب الله بالسماح بمرور المساعدات العسكرية الإيرانية ،لذلك كان هذا الإجراء الذي قامت به فصائل المعارضة السورية بدعم وتنظيم غربي والدلالة على ذلك كان هناك طائرات مسيرة إستخدمت في الهجوم قيل إنها من أوكرانيا وتركيا.
وهنا سنوضح إنعكاسات هذا الهجوم على دول الإقليم والدول العظمى:
اولا: إسرائيل ستنشغل الفصائل الإيرانية الموجودة في سوريا عن إمداد حزب الله بالسلاح والدعم اللوجستي ،حيث يتطلب من الفصائل الإيرانية مجابهة فصائل المعارضة السورية ،وقد يتطلب الأمر أن يقوم حزب الله بإرسال قوات تدعم الفصائل الإيرانية في مجابهة فصائل المعارضة في حلب،وقد يتطلب الأمر أيضا أن تتدخل الفصائل العراقية الموالية لإيران بإسناد الفصائل الأيرانية في سوريا خوفا من تمدد فصائل المعارضة السورية إلى الشرق وبالتالي إعادة المشهد السابق لتنظيم القاعدة في العراق،كل ذلك سيصب في صالح إسرائيل بإضعاف الأذرع الإيرانية واستنزافها والتي أثرت على إسرائيل تأثيرات مباشرا في حرب غزة والجنوب اللبناني.
ثانيا:تركيا ،كان الرئيس التركي أردوغان قد طلب من الرئيس السوري فتح صفحة جديدة واللقاء به لكن الأخير إشترط بالإنسحاب الكامل للقوات التركية من سوريا مما أدى إلى إستياء أردوغان من ذلك،وبالتالي فإن فصائل المعارضة السورية والتي تدعمها تركيا ستساعد تركيا في بسط نفوذها على الشمال السوري والتخلص من الفصائل الإيرانية الموجودة في سوريا في المستقبل لتتمكن تركيا من الإستفادة من سوريا من خلال عبور البضائع التركية إلى الخليج وكذلك المساهمة في بناء وإعادة إعمار سوريا دون وجود منافسة او إعاقة من إيران،إضافة الى ضمان العودة الآمنة لجميع السوريين النازحين في تركيا إلى الشمال السوري .
ثالثا:الولايات المتحدة وخصوصا بايدن الذي يريد أن يقدم للرئيس الأمريكي ترامب واقع وهو ضرورة تواجد القوات الأمريكية في سوريا ،إضافة إلى أن فتح جبهة سوريا هي بمثابة فتح جبهة نزاع روسية جديدة لتخفيف الضغط عن الجبهة الأوكرانية وخصوصا أن روسيا احكمت قبضتها على أوكرانيا في الفترة الأخيرة مما يؤدي الى التقليل من الاندفاع الروسي داخل اوكرانيا وعدم كسب أوراق جديدة للتفاوض عليها مع ترامب .
إما بالنسبة للخاسرين،فإن الخاسر الأكبر من ذلك هي سوريا التي لا زالت تدفع ثمن صراعات إقليمية ودولية على أراضيها.
الخاسر الثاني هي إيران والتي ستكون قد فقدت قوة أذرعها الضاربة في المنطقة ،وبالتالي لا يوجد لها أي أوراق قوة تؤثر فيها عسكريا لكسب مكاسب سياسية في المستقبل.
ثالثا:روسيا قد يؤدي إلى إضعافها في اوكرانيا،إضافة الى تهديد وجودها في سوريا.
في الختام يجب أن يتم حل شامل للقضية السورية بمساعدة دولية بعد الفراغ السياسي أثناء حكم بايدن ،ومنذ إتفاق أستانا عام 2020، على أن يتم إنسحاب كامل للقوات الأجنبية من الأراضي السورية، وفرض الدولة السورية سيادتها على أراضيها بالكامل،لتجنيب المنطقة صراعات جديدة.
*المهندس مهند عباس حدادين
خبير ومحلل استراتيجي واقتصادي
mhaddadin@jobkins.com
نيسان ـ نشر في 2024-11-30 الساعة 09:46
رأي: مهند عباس حدادين