اتصل بنا
 

حرٌّ يذيب الصخر.. كأن سعد الذابح يزور الأردن

نيسان ـ نشر في 2025-05-08 الساعة 19:33

x
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
الحرّ لم يعد مجرد موسم عابر، بل صار "فصلًا خامسًا" يفرض نفسه بقسوة. الطقس لم يعد أربعة فصول، بل تحوّل إلى "سعد الذابح" دائم، تتخلله أسابيع من "السعود الذابحة" كأنها "دزينة العذاب"! حرارة لا تُطاق، تذوب فيها الظلال، ثم فجأةً "زمهرير" غادر يضرب في الأعصاب كخنجر خفيّ. وفي المساء برد ينخر العظم.
الجو هنا يشبه سياستنا. لا شيء مستقر ولا شيء متزن.
كأن هناك مارد ما يمسك شجرتنا السياسية بيد والطقس بيد أخرى ثم يبدأ الهز .
"سعد الذابح، سعد الظلام، سعد الأفاعي.." أسماء لا نسمعها إلا في حكايات الأجداد، لكنها اليوم صارت واقعنا. لسنا في جهنم بعد، لكننا "على العتبة"! المساءات لم تعد تتنفس بنسمات رائقة، بل صارت "مثل عصا مشتعلة"، لا دخان فيها بل نار تُفرقِع في الأذن. ألا تسمعون "فرقَعتها"؟
أما الصباح، فلم يعد ذلك الضيف الهادئ المرتبط "بفنجان القهوة الصباحي"، بل صار "مثل زيتونة مملّحة"! حتى القهوة فقدت مزاجها، والصبح صار كعباءة سودا، محدودبة كجبل مكلوم. لو نطقت، لما سمعها أحد إلا همسًا: "حجرٌ محجور!".
واعتبارًا من الغد، ستأتي ريحٌ نظنها "عارض ممطرنا"، لكنها ليست سوى "خدعة الحر". سيهتف البعض: "والله يا جماعة، هاذ مش عارض ممطرنا، هاذ اللي استعجلناه!" لأن الكتلة الهوائية القادمة "متلظية" كيوم في قيظ تموز.
أما السحب، فهي "مثل كهل يجلس على باب الدكانة، ودايماً بيسأل: وين رايح؟" – لا هي ممطرة، ولا هي ظليلة، بل "سحابة همّ" تعلو رؤوسنا بلا جواب.

نيسان ـ نشر في 2025-05-08 الساعة 19:33

الكلمات الأكثر بحثاً