عام على سقوط الاسد

نيسان ـ مريم ظافر أله رشى


يمضي عامٌ كامل على تحرّر سوريا، وعلى سقوط النظام الذي أثقل صدورنا لسنوات. عامٌ منذ أن انكسر عهدٌ مظلم، وانتهت حقبة حاكمٍ بائدٍ ظنّ أن الشعوب تُهزم، وأن الكرامة يمكن أن تُمحى.
منذ ثلاثة عشر عامًا، لم نكن نعرف إن كان فينا ما يكفي لنصمد. لكننا اكتشفنا في تلك السنوات ما لم نكن نعلم أننا نملكه: قدرةٌ لا حدّ لها على الاحتمال، وإرادةٌ تتقدم حتى وهي مجروحة، وإيمانٌ بأن الوطن يستحق كل هذا العناء.
تحمّلنا لأن الحرية كانت موعدنا، ولأن الكرامة كانت قدرنا. واليوم… نرى حصاد الطريق الطويل، ونحتفل بسوريا التي عادت تقف على قدميها من جديد
وأكرر ندائي لشعبي المناضل واقول :
أيها الأحرار، من قلب دمشق، من نبض العروبة، من تراب الكرامة الذي شقي بدماء الشهداء... نقف اليوم لا لنرثي من رحل، بل لتحيي في ذاكرتنا كل من سطر بدمه كلمة "حرية" ، كل من قال "لا" في زمن الصمت، ودفع ثمنها من عمره أو روحه.
يا لخسارة من لم يذق طعم النصر في هذا البلد.
يا لحزن من لم يشهد هذه اللحظة التي حلمنا بها سنين طويلة لحظة نقش فيها المجد، لا على جدار، بل في وجدان شعب.
عبد الباسط الساروت، فدوى سليمان، مازن حمادة، وغيرهم كثيرون.... أنتم لستم مجرد أسماء، أنتم الشعلة، أنتم الذاكرة، أنتم الوطن حين كان الوطن يباع ويذل.
اليوم تدوّن تاريخاً جديداً.
نرفع تذكاراً آخر لشعب لا يهزم.
ونقول: الحمد لله على نصر ما كان ليكون لولا فضل الله أولاً، ثم
تضحياتكم. سلام عليكم في الخالدين وسلام على وطن نهض من تحت الركام، حراً، عزيزاً، أبياً.