اتصل بنا
 

الاسترخاء الأردني .. والتموضع السعودي الجديد

نيسان ـ نشر في 2015-05-01

x
نيسان ـ

الكثير من العوامل الجامعة، سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي، بدأت تأخذ ملامح - رغم سوداوية ما يجري في المنطقة - إلا أنها تبدي إمكانك لملمة جراح المنطقة في محاولة للنهوض مجددا.

من الواضح أن مايسترو الحفلة التي يجري الإعداد لها هي المملكة العربية السعودية، وهي في المناسبة حفلة لن تكون عند الجيران، بل ستصب في عمق كل دول الإقليم، وعلى الرأس منها الأردن.

تشعر المملكة اليوم أنها أقوى من ذي قبل، بعد أن اخذ إيقاع المنطقة ينضبط بما هو مفهوم. ورغم قلق الاردن السابق من وجهة العهد السعودي الجديد، إلا أن كل ذلك تبدد اليوم، بعد عدة انزياحات سياسية في دول الإقليم، ومنها القاهرة التي كادت أن تتحول الى ضرة لعمان، لكن أداء النظام المصري وإعلامه – لحسن طالع الأردن - أفقد القاهرة هذه الميزة، ورجح كفة عمان كلاعب مقبول، يمكن أن يلعب دورا مهما، وهو ما يظهر جليا في ثقة السياسيين الأردنيين، لكن من دون أن يعني ذلك أن عمان ليست بحاجة الى مغازلة الرياض.

كأنها محمولة على أجنحة خفية، تجمعت لعمان كل الخيوط لترسم ما كانت تريده تماما. على أية حال هذا هو ديدن تاريخ المملكة التي استطاعت سياستها أن تدير أزماتها عبر تحولها الى غنائم في معارك الآخرين. وكيف لا تستفيد المملكة اليوم والمنطقة مقبلة على إعادة ضبط تشغيلها من جديد وفق رؤية (المشغل السعودي).

اليوم تتجه السياسة السعودية الى التموضع في مربع يريد أن يشكل جبهة متعددة الأطراف ومترامية الساحات ضد النفوذ الإيراني في المنطقة. ويبدو أن الخليجيين، وفي المقدمة منهم الرياض اقتنعت بتسليم عمان عدة أدوار مهمة سواء لموقعها الجغرافي أو لعلاقاتها الممتدة مع القوى الرئيسة في (دول الأزمات - سوريا والعراق).

إن التحالف الوليد الذي بات يطير بجناحين سعودية وتركية مشغول اليوم بتوفير كل الأجواء الملائمة لمعاركه المقبلة.

هنا لن تكون عاصفة الحزم سوى خطوة تمهيدية لمعارك حقيقية تريد كل من الرياض وأنقرة خلالها قص أظافر طهران التي جاست في دول المنطقة حتى اتسخت.

وبالتأكيد لن تكون الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة عن هذا كله، بل إن اجتماع كامب ديفيد الذي سيجمع القادة الخليجيين بالرئيس باراك اوباما سيصب ضمن هذا السياق.

نيسان ـ نشر في 2015-05-01

الكلمات الأكثر بحثاً