اتصل بنا
 

الدوائر الحكومية.... لماذا تتفوق الدوائر الخدمية على الإنتاجية في الأداء

كاتب أردني وخبير مياه

نيسان ـ نشر في 2015-05-13 الساعة 16:24

نيسان ـ


دعونا نبدأ بالسؤال التالي: لماذا لا يصبح الحصول على رخصة مصنع بسرعة استخراج تجديد جواز سفر، حتى لو كان هذا التساؤل فيه بعض المبالغة ... جواز السفر خدمة ملحة، لكن أليست رخصة المصنع حاجة أكثر إلحاحا في ظل تفاقم البطالة واضمحلال الطبقة المتوسطة.

السؤال المطروح مبرر تماما فقد أصبحت الدوائر الخدمية تتبارى في سرعة الأداء لدرجة أننا على وشك الدخول في طور الخدمة الالكترونية الذاتية في بعض الخدمات مثل ترخيص السيارات فسوف نتمكن قريبا من ترخيص السيارة ونحن نشاهد التلفاز فلماذا لا تتبارى الوزارات المسؤولة عن تحفيز الإنتاج في سرعة الأداء ... من حقنا التساؤل فالوزراء في كلتا الحالتين تجمعهم غرفة اجتماعات واحدة.

هل هناك خطة لأن تصبح الـ 4 مليارات ضرائب دخل ومبيعات معظمها من قطاع الخدمات والمستوردات 40 مليار خلال عشرة سنوات من خلال خطة استثمار.

السؤال الحاضر الغائب هو عن تفاوت مستوى الفعل والمبادرة بين قطاعي الإنتاج والخدمات في المملكة.

على سبيل المثال، ما هو مبرر عدم تعويم قطاع الطاقة الى الآن؟ أليس هذا معيارا لأداء وزارة الطاقة.

ألا يجب أن يكون معيار أداء وزارة المياه خفض فاقد المياه الذي يصل الى أكثر من 50% في معظم محافظات المملكة، مما يعني أننا نفقد سنويا ملايين الأمتار المكعبة من المياه تساوي قيمتها جزءا هاما من قيمة المساعدات الخارجية المقدمة للأردن.

ألا يجب أن يكون معيار أداء وزارة العمل خفض نسب البطالة التي لا نعلم قيمها الحقيقية.

ألا يجب أن يكون معيار وزارة التخطيط عدد مشاريعها التي دخلت حيز التنفيذ.

ألا يجب أن يكون معيار وزارة الزراعة نسب زيادة المساحات الخضراء في المملكة ورفاهية المزارع ... هذا المزارع الذي هو أكثر فئات مجتمعنا فقرا وحاجة وتأرجحا.

لماذا لا يكون من واجب كل دائرة أن تعلن معايير أدائها للناس كافة.

كل بند مما سبق يتطلب رؤية ومقياس أداء يتطور لاحقا ليصبح ثقافة فرجل الدفاع المدني الذي يستجيب لطلب الخدمة في دقائق معدودة ربما تجد لديه شقيقا في دائرة أخرى تمكث المعاملة على مكتبه شهرا. إذن المشكلة في الرؤى ومقاييس الأداء وليس في الأشخاص فثقافة الإنتاج تكتسب ولا تولد مع الإنسان.

إن بقاء مصفاة البترول مهيمنة على سوق المشتقات النفطية من دون منافسة عادلة مع من يرغبون بالاستثمار في قطاع الطاقة هو مؤشر فشل.

عدم استرداد وزارة المياه لمبالغ ضخمة من أثمان المياه المدفوعة بالشبكات هو مؤشر فشل

عدم خفض نسب البطالة من قبل وزارة العمل هو مؤشر فشل مع تقديرنا لمجهودات وزارة العمل ومبادراتها في هذا الشأن حيث أعتقد أنه لو تكاملت مجهودات وزارة العمل مع مجهودات مطلوبة من وزارات أخرى لكان شأن وزارة العمل مختلفا.

عدم قدرة وزارة التخطيط وضع مشاريع مهمة قيد التنفيذ هو مؤشر فشل.

إذاً وجود معايير أداء لدوائر الإنتاج كتلك المطبقة في دوائر الخدمات هو ضرورة استراتيجية بل على صانع القرار أن يقارن هذه بتلك من دون النظر الى أية تبريرات والمستوى السياسي وعلى رأسه الملك ليس مطلوبا منه العناية بالتفاصيل بل المحاسبة على النتيجة.

أنا واثق تماما أن الجميع سيقول أن هناك كائنات هلامية لا نلاحظها تقف سببا وراء التناقض الذي نحن بصدده.

ليس شأننا من يعيق .... يجب وبسرعة وضع معايير أداء تحاسب عليها مختلف الدوائر التي من أوجب واجبتها تحسين أدائها بما يضمن ذلك من آليات عمل وتحفيز وطالما أن دوائر الخدمات قد قفزت قفزات هائلة للأمام فهذا ينفي وجود أسباب حقيقة وراء ضعف الصناعة والتعدين ومضاعفة فرص العمل.

نيسان ـ نشر في 2015-05-13 الساعة 16:24

الكلمات الأكثر بحثاً