اتصل بنا
 

(الاخوان المسلحون) .. الخلاصة: سلمية غاندي اسطورة بريطانية

نيسان ـ نشر في 2015-05-30 الساعة 14:54

نيسان ـ

يكتشف شباب الاخوان المسلمين المصريين اليوم أن برنامج دعوتهم الذي تربوا عليه هم واباؤهم واجدادهم منذ نحو المئة عام لم يعد.. يصلح

لقد قيل لهم أن سلميتهم أقوى من الرصاص، فانتظروا لتحقيق (النبوءة) فإذا بالرصاص يخترق اجساد سلميتهم واحدا واحدا من دون ان تجدي نفعا قصة إدارة الخد الأيمن للكف بعد صفعه الخد الأيسر.
بعد قليل لا بد وأن يوسموا انفسهم بالاخوان المسلحين وليس فقط المسلمين، فالصراع بين من أفاق على (الكذبة الكبرى) وحالمي (سلميتنا اقوى من الرصاص) وصل مكتب الإرشاد العام. وهذا يعني الكثير لمن يقرأ المشهد المصري الراهن.
• ملاحظة: من سيخطر له أن الخلافات الدائرة اليوم بين فئتي تنظيم جماعة الاخوان المسلمين المصريين (التي تدعو لمواصلة السلمية مهما كانت النتائج، وبين من تعب من عدّ العصي على خاصرته) تشبه صراع الاخوان الاردنيين، فهو مخطئ. فلم يصل اخوان الاردن الى هذه المرحلة، وما يجري داخل تنظيمهم، لا يمكن تعريفه سوى بانه صراع بين (اخوان مسلمين) والحكومة.

لنعد في الحديث الى الاخوان المصريين المضطرين الى اجراء مراجعات (عكسية) ستقودهم الى اعتماد العنف بديلا عن سلمية ابائهم.
المعادلة تقول: (طالما نقتل، وطالما نغتصب، وطالما يعتدى على نسائنا، وطالما نلاحق، ويطلق علينا الرصاص، ونسجن، فما هي المحاذير التي تمنعنا من رد الصاع). اليس رفض العنف هو لدرء مفاسد ما سبق. أما والمفاسد متحققة، فلماذا كل هذا الخنوع؟
لدى جماعة الاخوان المسلمين ما يكفي من الادبيات لبناء ثقافة يستند عليها ذراعهم العسكري الذي بات انشاؤه مسألة وقت، هذا إذا لم يكن انشئ مسبقا بالفعل.
الاخوان يقتربون أكثر من خط سيد قطب الذي قامت عليه فكرة التيار السلفي الجهادي، عوضا عن "دراويش الدعوة السلمية"، الذين قضوا في السجون اكثر مما عاشوا خارجه.
اليوم يكتشف شباب الاخوان أن دعوة غاندي السلمية اسطورة بريطانية، تشكلت بغرائبية لا تقل عن غرائبية الهنود.
ما يخيف ليس هذا وحسب، بل في أن المناخ العام في المنطقة، وبحكم استخلاصات النسخة الأولى من الربيع العربي تجعل من فكرة السلمية فكرة ساذجة، اثبتت لاربع سنوات فشلها. كما ثبت أيضا ان كسر اليد التي تمتد لتعبث بالخطوط الحمر ناجحة الى حد بعيد او على الاقل تستطيع ان تلجم (عدوا يخاف ولا يستحي).
النموذج الحي في سوريا التي استطاعت ان تركع جيشين (امني وعسكري) مخيفين فيها، لم يظن للحظة ان ينجح شباب متطوعون ان يعبثوا فيهما كل هذا العبث ويرهقوهما الى حد يستنجد بشيعة الارض كلها لتنقذه، ثم لا ينجو.
النموذج المصري سيزيد من بعثرة الفوضى في المنطقة لو تدحرجت الامور - وهي ستفعل ذلك على أية حال - لصالح تشكيل نموذج مسلح ثالث من المقاتلين.
النموذج الاول شباب تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، داعش واغلبهم من المندفعين عاطفيا دون اسس ثقافية وعلمية. والنموذج الثاني شباب جبهة النصرة، الذراع الشامي لتنظيم القاعدة، المشكلون من كل اطياف المجتمع بمتعلميه ومثقفيه ونخبه وحرفييه وأمييه، والنموذج الثالث التشكيل الاخواني الذي يفترض ان يكون الاخطر على النظام المصري لسببين: الاول انه مثل جبهة النصرة يجمع كل اطياف المجتمع من ادنى الفئات لاعلاها، والثاني وهو الاهم وتفتقده جبهة النصرة ان لدى الاخوان قدرة هائلة على الحشد تعلموها عبر ما يقارب القرن.
• ليس غريبا ان تظهر حالة تحالف من نوع ما بين الاخوان بنسخة (الربيع العربي الثانية) وبين تنظيم القاعدة، ذلك ان جميع الفوارق الدعوية والثقافية والعقدية والبرامجية ستكون من الشبه حد التوأمة.
يستطيع شباب الاخوان ان يشكلوا نموذجهم الخاص الثالث - وهذا ما على النظام المصري ان يخشاه حقا، لكنه لن يفعل، وسيظن نفسه رامبو لكن سيكتشف كما اكتشف الجيشان السوري والعراقي انه يتداعى بكبسة زر، وربما اسرع ممن يظن.
عندما يبدأ الذراع المسلح لجماعة الاخوان المسلمين في مصر بالعمل سيكتشف العالم ان ما عرفته المنطقة سواء في سوريا او اليمن او العراق، كانت مزحة سمجة ولعب أطفال.
تماما ما سيشعر به العالم هو ما تشعر به اسرائيل أمام حركة المقاومة الاسلامية حماس مع فارق الحصار وقلة ذات اليد وضعف الامكانيات، ورغم كل ذلك، عبثت حركة حماس باسرائيل القوية والعنيفة، ولعبت بها (الغميضة) وارهقتها حتى تطلب الاستنجاد بالدول العربية الشقيقة لاسرائيل وغيرها.
• تكمن (خطورة إخوان مصر) هو انهم كانوا على الدوام النموذج الذي يحتذى به في كل فروع جماعة الاخوان المسلمين في العالم بأسره.
هذا بالضرورة سيعني ان قادة اسرائيل لو كانوا يمتلكون بعضا من الذكاء لاستدركوا حكم عبد الفتاح السيسي وطالبوه بالكف عن العبث (بأمن اسرائيل القومي)، واطلاق سراح الاخوان والاعتذار لهم، لكنهم - كما النظام المصري - لن يفعلوا شيئا، لان الاشارات السابقة كانت. من التنوع والكثرة ليراها الاعمى، ولم يروها.

نيسان ـ نشر في 2015-05-30 الساعة 14:54

الكلمات الأكثر بحثاً