كرسي الرئيس انخطف .. ماذا يجري وراء الكواليس؟

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...شخصيا صفقت للنائب عماد العدوان وهو يرفض التخلي عن "كرسي" رئيس الوزراء، في مجلس النواب، وقلت إنها حركة نيابية احتجاجية من خارج الصندوق وهذا حسن.
لم تغب شمس اليوم حتى صرح النائب ما نسف بالمعنى كل ما فعله.
كم وددت لو أن النائب عماد العدوان لم يصرح لوسائل إعلام بعد حادثة الكرسي.
اقصد عندما جلس النائب على كرسي اعتاد رؤساء الوزراء الجلوس عليه تحت القبة.
ليتني لم اقرأ تصريحه التالي: الكرسي ليس مخصصاً باسم رئيس الوزراء، وأنه استهجن ردة فعل الرئيس، ثم أضاف، " لن أعتذر للحكومة".
معنى تصريحه الذي قال فيه ان الكرسي ليس مخصصا لرئيس الوزراء ان موقفه في الصباح وحركته في الجلوس عليه لم يكن مقصودا منها التعبير عن الاحتجاج بطريقة مختلفة.
النائب العدوان لم يقل: "أنا جئت باكرا وجلست في الأول"، لكن حديثه نزع عنه بركة الصباح وضجيج العبدلي.
اصبحت جملة: "الكرسي ليس مخصصا باسم رئيس الوزراء"، لا تختلف في سخريتها من "وأنا جئت قبله. إذن الحركة ليست سياسية؟.
تصريح العدوان ينسف موقفه السابق الذي بدا فيه ان حركته تلك جاءت احتجاجاً على قرارات الحكومة الأخيرة.
والحق إنها كانت في البداية مبتكرة وتدعو الى الإعجاب، لكن يبدو ان الليل يتكفل دائما بمحو كلام النهار.
أن يقول النائب الكرسي ليس مخصصاً باسم رئيس الوزراء ثم يستهجن ردة فعل الرئيس فهذا ينسف بالمطلق اعتبار حركته احتجاجية، او انه يريد التراجع عما بدر عنه بهدوء.
الغريب أن النائب برر لوسائل إعلامية سلوكه بقوله: أردت إرسال رسالة إلى الجميع ومن بينهم الملك أن هذه الحكومة غير قادرة على مكتب وليس بلد.
فهذا هو التصريح الذي ربما علينا الوقوف أمامه بعناية، فماذا يعني الرجل بذلك؟ وما حقيقة الصراع الذي قاد الى جلوس العدوان على كرسي رئيس الوزراء في مشهد يحمل رسالة غضب. والرسالة ممن؟.
الحق ان تصريحه الاخير بدا وكأن الموقف كله غير متماسك. وان هناك مشهد غائب او جرى تغييبه.
حسنا. دعونا نضع كل ما قاله الرجل صباحا ومساء في علبة واحدة ونخضها ونخرج بموقف عام، أو بسؤال نهرب فيه الى الأمام، كون ساحتنا لا تحتمل الكثير من الإفصاح: ما الذي يجري وراء الكواليس؟