تجار الذهب.. نصف انتصار.. والآخر في الحلق يجرح

نيسان ـ نشر في 2018/03/19 الساعة 00:00
انتصر حراك تجار الذهب، وانتهى إلى إلغاء ضريبة المبيعات بمقدار 16% على 'دمغة' الذهب والمجوهرات؛ بعد أن أغلق العشرات من التجار، محالهم في كافة محافظات المملكة، احتجاجا على قرار حكومة هاني الملقي. نصف نجاح فيما يبقى النصف الاخر في الحلق. قرار الحكومة نصف انتصار، بعد ان وضعت الحكومة 'الذهب' بين ضريبتين' وكان عليه ان يختار بينهما. لكن هذا لا يمنع ان التجار في احتجاجهم كانوا جادين، ولم يكن خروجهم مزحة، لقد تزاحموا على هدف واحد فأنجزوه بهدوء. لقد آمن التجار بنفسهم وبأدواتهم، وحملوا جميعهم راية إسقاط 'ضريبة الدمغة' ولم يحيدوا عنها، فحققوا نجاحاً سيحسدهم عليه آخرون ضاعوا بين سلة أهداف كثيرة، وسوء التنظيم وقصور الرؤية. على أن النجاح سيحتفظ بقيمته النضالية، وسيترك شيئاً في نفوس بقية المحتجين، ولا سيما أنه يسجل نفسه كشاهد حقيقي على انتصار المحتجين وتظلهمهم. نقول هذا وفي الشارع المئات من المحتجين والحراكيين لا يزالون يتمسكون بأهدافهم، فيما تقول الإشارات إن الطريق لا تزال طويلة في سبيل مأسسة العمل النضالي ورفد أهدافه بمناخات وحواضن اجتماعية داعمة، وبإطار من القانون. أن يعلن نقيب أصحاب محال الذهب والمجوهرات والحلي أسامة امسيح أن النقابة ودائرة المواصفات والمقاييس، والحكومة، توصلوا الى قرار توافقي يقضي بإلغاء ضريبة المبيعات على الذهب والمجوهرات، فهذا يعني أنه خبر سار، لكن الحكومة أشطر. اشطر منا ومن الذهب ومن الاقتصاد، ومن السوق، ومن الرخاء نفسه. على أن التجار نجحوا ايضا وان كان نجاحا يقف كالشوكة في الحلق. والسؤال الجاد باتت تصنعه الحكومة في عقول الناس: كيف سنقنعها ان سياساتها تقتلنا؟ في الحقيقة، لا يتقبل البعض فكرة النقد لأدواته، ونشاطه وضجة أهدافه، حتى وإن صدر بدوافع وطنية، تسعى لتكريس حالة وطنية صحية، فيذهب إلى سلة التهم الجاهزة، بدلا من تصحيح المسار، وتصويب الاختلالات؛ لتحسين فرص النجاح، والبناء عليها. علينا أن نسأل أنفسنا التالي: إلى أي حد نؤمن بمشروعنا الإصلاحي باعتباره طوق نجاة لا غنى عنه؟ وهل توافقنا على صياغة عناوين وأهداف المرحلة؟ أم أنها مجرد فزعة موسمية بلا رؤية؟. حتما ستكون الإجابة على السؤال مختلفة باختلاف الناس وقناعاتها، لكن المؤكد أن شبابنا تحسسوا طريقهم، ولن يقبلوا بغير تحقيق مطالبهم الإصلاحية بعد أن وصل ضجيجها من المحافظات إلى أسوار العاصمة، ولم يبق إلا فتح صندوقها وإخراج المعتقلين من سجونهم، وسينجحون.
    نيسان ـ نشر في 2018/03/19 الساعة 00:00