رجائي المعشر لـ (نيسان): أعرف علاقتي بالصحافيين وهم أحرار في تفسيراتهم
نيسان ـ نشر في 2015/04/06 الساعة 00:00
حاوره لقمان إسكندر وإبراهيم قبيلات
سبب مشاكل الإخوان أنهم أقصوا أنفسهم لمدة طويلة
قلت للإخوان: إذا كنتم أقوياء فكونوا الأغلبية في مجلس النواب وافرضوا رأيكم على الجميع
على كوادر الإخوان الانضمام إلى الذنيبات والمؤسسة التي لا تحدّث نفسها مصيرها الذوبان
جماعة زمزم وذنيبات وسطيون وأقل شدة
لا يمكن أن يقف العالم العربي متفرجاً على التوسع الإيراني
إيران تسيطر على الحكم في العراق وسوريا وصاحبة البعد السياسي في لبنان
إيران دخلت على السعودية عبر اليمن فأصبحت محاصرة من الجنوب ومن الشرق
المعارضة السورية استعجلت مبكراً طلب إزاحة بشار
ليس مهما من صنع "(داعش)" المهم أنها موجودة
لو رفعنا معدّل النمو 8% بدلا من 3% كان يمكن أن نفعل الكثير
على الحكومة أن تسأل نفسها كيف ستزيد الاستثمار وما هي متطلبات تشجيعه
أتحدّى أن يكون لي فريق خاص من الصحافيين
اعرف علاقاتي بالصحافيين أما كيف يفسرونها فهذا شأنهم
لم يكن غريباً أن يكون خيارنا في حوار رجل الدولة الأردني المخضرم رجائي المعشّر.
المعشّر الذي عاصرناه لسنوات أثبت خلالها أنه رجل، سياسي رفض - وإن كان يمتلك من كانت إحدى أهم وسائل الإعلام الأردنية التدخل في (خط الصحيفة) حتى وإن كانت كثيرا من الأحيان ضد مواقفه السياسية. كنا هناك نراقب سياسيا ابتعد عن مطبخ الصحيفة رغم قدرته على الولوج إليه .
المعشّر في الحوار الذي أجرته معه صحيفة نيسان دخل في نقاط ساخنة كثيرة. سنتركها أحياناً كما قالها تماما. تحدث عن علاقاته بالصحافيين، وعن الربيع العربي، والاقتصاد الأردني، والاستثمار، كما تحدث عن جماعة الإخوان المسلمين وأزمتهم الراهنة. خارج حدود المملكة التفت المعشر الى التوسع الإيراني في المنطقة، إضافة الى النزاع الدائر في سوريا.. وغير ذلك من ملفات.
وتالياً نص الحوار
الاقتصاد
نيسان: دعنا نبدأ بهم الناس الأول، الاقتصاد .. هل أنت قلق على مسار الاقتصاد الأردني؟
لا، الاقتصاد يواجه صعوبة وهذه الصعوبة لها أسبابها، منها؛ أنَّ نفقاتنا الجارية أكثر من إيراداتنا، لذلك نحن معنيون بمعالجة الخلل، وهذا الخلل لا يمكن حله إلا إذا تم تنشيط الاقتصاد.
لو رفعنا معدل نمو الدخل في المملكة 8% بدلا من 3% كان يمكن أن نفعل الكثير. يجب زيادة وتقوية البعد الاستثماري والنمو الاقتصادي، وذلك عبر عدّة أمور منها؛ الاستقرار التشريعي وزيادة الاستثمار وضبط الإنفاق. لكن كيف؟
يجب أن تسأل الحكومة نفسها كيف ستزيد الاستثمار، وما هي متطلبات تشجيعه. كلما جلسنا مع مستثمر نسمع منه كم يعاني الأمرّين، وهو يحاول الاستثمار في بلادنا. لماذا؟ لماذا هذه المعوقات؟.
في تقديري. رغم الطروحات الكثيرة التي عرضت على الحكومة لكن من دون انجاز حقيقي.
جماعة الإخوان المسلمين
نيسان: هل كنت تخشى وصول الإسلاميين إلى القيادة أبّان النسخة الأولى من الربيع العربي؟
أنا لا أخشى الإسلاميين؛ لأنهم في النتيجة جزء من النسيج المجتمعي. وكنت ألومهم في الأردن في أمر واحد، وهو أنهم أقصوا أنفسهم بعدم المشاركة بأي شيء.
لم يوافقوا على المشاركة في الحوار الوطني، ولا في الانتخابات .. لقد رفضوا المشاركة، وقرروا البقاء خارج الصورة متفرجين على ما يجري في المنطقة، وكأنهم في انتظار شيء، وبدأوا يقولون (غدا إذا سقط بشار سيصبح الأردن مهدداً، ونحن البديل.. هذا الخروج عن كونهم جزءاً من النسيج الأردني والخروج من الصورة. متفرجون وفي الوقت نفسه محركون من بعيد.
لو كان لدى الإسلاميين وجهة نظر، سيكون الأمر مقبولاً. لكن كانوا يطالبون بمادة في الدستور تتعلق بتعيين رئيس الوزراء، وكنت أقول لهم الملك يعيّن رئيس الوزراء، لكن رئيس الوزراء يحتاج الى ثقة مجلس النواب، فإذا كنتم أقوياء كوّنوا أغلبية في مجلس النواب وشاركوا وافرضوا رأيكم على الجميع.
نيسان: قال طاهر المصري في حوار سابق مع نيسان "إن الإسلاميين في الوقت الذي كانوا يطالبون به بالإصلاح، اكتشفنا أنهم هم أنفسهم بحاجة الى الإصلاح".. هل أنت مع هذا الرأي؟
ما في شك بذلك. أي مؤسسة عمرها خمسون أو ستون أو سبعون عاماً، ولم تحدّث نفسها ومفاهيمها، سيكون نتيجتها الذوبان.
هل هذا برأيك سبب في مشاكلهم الداخلية؟
سبب مشاكلهم الداخلية هو أنهم أقصوا أنفسهم لمدة طويلة. ما هي مبررات الإقصاء؟ وما هو مبرر معاداة الحكومات الأردنية، وما هو المبرر لنقف متفرجين؟ ورفضنا لأي شيء.
حتى أنهم صاروا يطالبون بمقابلة الملك، فالحكومة لم تعد (تعبي عينهم). أنا كتبت مقالاً قلت فيه: لا يوجد أحد في الأردن نداً للملك، فالملك في النتيجة لنا جميعا، وإذا كان لديك مشكلة تتحدّث معي – إذا كنت أنا الحكومة إلى حين نصل معاً إلى حل، فإذا ما وصلنا إلى نقطة، ولم نعد قادرين فيها على التواصل، حينها اطلبوا لقاء الملك وقولوا له: يا سيدي تحدثنا مع الحكومة ولم نصل معها إلى أي نتيجة، ونريد رأيك ...إفصل بيننا.
أما أن تريد أن تفاوض الملك!!. من أنت لتفاوض الملك؟!. لا يجوز لا دستوريا ولا من ناحية مستقبل الأردن ومكانته. وحتى عندما تحدثوا عن الملكية الدستورية، بأن الملك ضامن.. فكيف سيكون ضامناً وأنت تفاوضه؟
نيسان: هل لا زال لديهم مشاكل في هذه الرؤية؟
انظر.. جماعة زمزم وذنيبات .. اعتقد أنهم أقل شدة ووسطيّون في تعاملهم، أما جماعة الدكتور همام سعيد، بتقديري ما زال التعامل معهم صعباً. وهم لم يلجأوا إلى الحكومة إلا عندما وجدوا أنفسهم في حالة صعبة.
نيسان: هل أنت مع لجوئهم الى الحكومة؟
لا أعلم إذا كانوا لجأوا إليها
نيسان: نعني بذلك جمعية عبد المجيد الذنيبات؟
(تحفظ على الإجابة)
نيسان: الذنيبات نجح في اللجوء الى الحكومة، لكن هل سينجح في إقناع الكوادر في الانضمام إليه برأيك؟
لا استطيع الحكم. لكن إذا سألتني رأيي، سأقول أن على الكوادر الانضمام إلى عبدالمجيد الذنيبات؛ للمحافظة على كينونتها القانونية. وبعد ذلك من سينتخبون مراقباً عاماً، هم أحرار. فلا خلاف على من سيفرز صندوق الاقتراع التنظيمي عندهم، وما هو رأيهم. فالذنيبات لا يريد مصادرة رأيهم بل ما يريده تصحيح مسارهم.
علاقة المعشر مع الصحافة
نيسان: أنت احد رجال الأردن المشهورين في علاقاتهم مع صحافيين .. هل أنت نادم؟
أعرف تماماً علاقاتي مع الصحافيين، أما ما يقوله الصحافيون عن علاقتهم معي فهذا شأن آخر.
نيسان: ألا يوجد فريق بين الصحافيين اسمه فريق رجائي المعشر؟
لا .. لا يوجد. وأتحدّى إذا هناك هذا الفريق. من أجل ذلك قلت أنا اعرف علاقاتي مع الصحافيين، أما كيف يفسر الصحافيون علاقاتهم معي فهم أحرار ... ليس بالضرورة .. وأرجو أن تكون فهمت علي.
نيسان: حدّثنا عن الربيع العربي
الربيع العربي بداية لمرحلة جديدة في حياة الأمة العربية، لكنها للأسف الشديد بدأت من دون قيادة، بدأت مع الشباب الباحثين عن فرص عمل وعن الحرية والعدالة والتنمية، عبر أدوات "الفيسبوك" وغيره، فوجدوا أن في الخروج الى الشارع فرصة. لكن جرى مصادرة إرادة هؤلاء الشباب إما بالانقلابات العسكرية، مثلما حدث في مصر، أو بإحباط وانهيار كامل للدولة نفسها، مثلما حصل في سوريا واليمن.
الربيع العربي فجر الكثير من الأمور، التي كانت مخفية تحت السجادة، وظهرت كلها على السطح، سواء الخلافات الطائفية أو الأحقاد الاجتماعية وغير ذلك.
يبدو أن التونسيين وضعوا عربتهم على السكة الصحيحة، وأتمنى أن يكون الأمر كذلك قريبا لمصر، لكن نحن نتألم ونحن نرى على سبيل المثال؛ بلد مثل ليبيا وقد وصل الى ما وصل إليه.
اليمن وسوريا
نيسان: دعنا الآن نخرج بعيداً حيث اليمن.. كيف تنظر إلى تطورات عاصفة الحزم؟
لا يمكن أن يقف العالم العربي متفرجاً على التوسع الإيراني. أليوم، إيران تسيطر على الحكم في العراق وسوريا، وصاحبة البعد السياسي في لبنان، والآن دخلت على السعودية عبر اليمن؛ فأصبحت المملكة العربية السعودية محاصرة من الجنوب ومن الشرق.
أمر آخر. لديها مضيق هرمز من جهة، والآن أصبحت على مقربة من باب المندب، وكل النفط العربي يمر من هنا. فإلى أي مدى يستطيع العالم أن يبقى متفرجاً على إيران، وهي تفاوض الولايات المتحدة الأمريكية، في سبيل الوصول الى اتفاق لبرنامجها النووي؛ من أجل إحراز مكاسب على الطريق لغايات المفاوضات ولغايات المستقبل، ومن أجل المفاوضة على الورقة العربية في باب المندب، على حساب مصالحان كعرب.
نيسان: قال بشار الأسد مؤخرا أنه سيستقيل لو شعر أن الشعب السوري يريد منه الاستقالة. ما تعليقك على هذا القول؟
كيف يريد أن يشعر؟ لا أعرف كيف يمكن له قياس هذا الشعور. عندما تكون تحكم 30% من بلدك، في حين 70% مقسمة بين جبهة نصرة وتنظيم (داعش) والأكراد وغيرها من الفصائل.؟ متى تقرر أن شعبك يريدك أم لا؟.
الانتخابات التي جرت في ظروف صعبة. لنقل أنها نزيهة مئة في المئة، لكن معظم الناس لم تستطع المشاركة، فكيف تريد أن تحكم إذا كان شعبك يريدك أم لا؟
هذا ليس طرحاً. هذه حجة غير مقنعة. وأنا اعتقد لا بد في النتيجة من الحوار مع بشار لأنه يمثل فئة من السوريين.
نيسان: حتى مع أربع سنوات من الدم والقتل؟
برأيي الحل كان يجب أن يبدأ منذ زمن، فقد استعجلت المعارضة في طلب إزاحة بشار مبكراً. كان يجب أن يكون الحل منذ أول يوم. بمعنى نريد أن يبقى بشار كجزء من المعادلة، ونستطيع دعمه في محاربته للإرهاب، لكن مقابل تنازلات سياسية من أجل مشاركة الأطراف الأخرى في الحكم. وتبدأ المفاوضات على هذا الأساس. ولا تبدأ بصناعة جبهات مموّلة من الخليج على حساب سوريا.
صناعة (داعش)
نيسان: البعض يرى ضرورة تكاتف الجهود لمحاربة "(داعش)".. وتكاتف جميع الأسباب لمحاربتها.. ومن بين هذه الأسباب؛ تخويف الطوائف والمجموعات واستنهاضها لمحاربة "(داعش)" ومن بينها المسيحيون.
لا يمكن أن أوافق أن يميَّز المسيحي عن أخيه المسلم في شق. فعندما يقولون إن "(داعش)" تستهدف المسيحية أقول لماذا؟ هل اليزيدية في مأمن؟ وهل المسلمون ليسوا مستهدفين من "(داعش)"؟ وآلاف القتلة من الشيعة والسنة. لا فرق .. "(داعش)" عبارة عن عصابة تسعى إلى السيطرة والمال على حساب كل شيء.
لا أعتقد أن إسلامهم إسلام، وحتى التيار السلفي. هؤلاء يسعون لقتل الروح، أية روح. ولا يوجد شيء اسمه مسيحي نريد له أن يحمل السلاح، ويذهب لقتال "(داعش)". بل هناك مسلم ومسيحي، هناك عربي يدافع عن الوطن.
نيسان: "(داعش)" صناعة من؟ هل تعتقد أنها صنيعة النظام السوري.. الولايات المتحدة الأمريكية؟ "(داعش)" صناعة من؟ أم أنها صنيعة المجتمع نفسه؟
ليس مهماً.. المهم أنها أصبحت موجودة وخارج السيطرة. قبل فترة طويلة كانوا يقولون إن حركة المقاومة الإسلامية حماس صنيعة اليهود والأمريكان. لكن هل حماس بيد اليهود وأمريكا؟!.
نيسان ـ نشر في 2015/04/06 الساعة 00:00