سميرة : ترامب المغامر ليس طفلا بيده عود ثقاب .. إنه يبتز الجميع
نيسان ـ نشر في 2018/04/05 الساعة 00:00
أكد الخبير في الشأن الأمريكي، الدكتور صبري سميرة، إن السياسة الأمريكية في عهد ترامب في جزء منها هي متابعة للسياسة الأمريكية لمن سبقه كجورج بوش الأب أو الإبن ، وكلينتون ، وحتى اوباما، وهو ما تعبر عنه ثوابت السياسة الأمريكية.
وقال سميرة إن ترامب يريد أن يبتز ، ويقتنص الفرص، وان يملأ جيبه وجيب من اتوا به الى الحكم، في الوقت نفس يريد ان يقنع قاعدته الإنتخابية أنه يوفي بشعاراته التي سوقها أن أمريكا أولاً .
وتالياً نص الحوار :
نيسان : في البداية كيف تنظر للسياسة الأميكية في المنطقة مع ترامب ، وكيف تصفها ؟
سميرة : السياسة الأمريكية في عهد ترامب جزء منها هي متابعة للسياسة الأمريكية مع غير ترامب مثل جورج بوش الأب أو الإبن ، كلينتون ، او اوباما ، هناك ثوابت في السياسة الأمريكية ، لكن هناك إخراج جديد وطريقة جديدة التي يقدمها ترامب للعالم لها صفات كثير منها ما يستخدمها بأسلوب الهزات ، أسلوب التضليل بمعنى التعتيم على ما يجري ، أسلوب المواجهات والصفقات ، وأسلوب الوقاحة في بعض الأحيان ، هو لا يؤمن انه يجب ان يقدم خدمات وغيره مجانية ، بل عليك ان تدفع ثمن ذلك مالاً او صفقات او حتى قواعد وغيره من المصالح والمنافع .
ما يحرك ترامب في الحقيقة ليس أنه طفل يلعب بالثقاب ، بل مغامر ومقامر ، يريد أن يبتز ، يريد أن يقتنص الفرص ، ويريد ان يملأ جيبه وجيب من اتوا به الى منصة الحكم ، في نفس الوقت يريد ان يقنع قاعدته الإنتخابية بأنه يوفي بشعاراته التي سوقها أن أمريكا أولاً ، ويجب مراعاة اقتصادها ، لذلك نستطيع فهم الكثير من سياسات ترامب ومواقفه بناءاً على هذه المنطلقات .
نيسان : ماذا عن سياسة ترامب في العراق ؟
سميرة : ترامب لديه الكثير من توزيع الأدوار ، فامريكا منذ البداية منذ أن احتلت العراق هدمت كل الأسس التي كانت قائمة في الحكومة العراقية من حزب البعث من الجيش ، وفتحت المجال لإيران التي تدعي دائماً بأنها تحارب نفوذها ووجودها ، وبالتالي هل هذا مقصود ؟ هل هذا مطلوب ؟ هذا مثير للجدل بينما تسعى أمريكا كما تقول بأن تحارب إيران هي تترك لها العراق ، لكن يبدو أن هناك أدوار وتقسيم منافع ما بين أمريكا وإيران ، وبالتالي الوضع في العراق صعب خاصة للسنة هناك ، وهذا جزء منه تتحمله الولايات المتحدة الأمريكية .
نيسان : كيف تقرأ تصريح ترامب تشجيع السعودية لأن تدفع إذا أرادت قوات أمريكية في سورية؟
سميرة : هو لم يخالف نفسه ، في الحملة الإنتخابية كان يقول: سألغي تحالفات دولية ، سأخرج من إتفاقيات دولية ، سأنسحب من مناطق في العالم ، سوف لن أخوض حروب ، ولن أرسل أي قوات أمريكية الا إذا دفع الثمن ، كان هذا شرطه الوحيد ، هو انتهازي يريد أن يحصد كل قرش لجيبه ، وعمل على حركة اهتزازية .
نيسان : فعلياً ما هو المتوقع الأن ، هل من المتوقع أن تبقى القوات الأمريكية في سوريا وهي لها قواعد وأسس؟
سميرة : المنطقة التي تتواجد فيها القوات الأمريكية في سوريا ، هي حوالي 160 نقطة او قاعدة لها ، بالتالي لا أتوقع أنها ستنسحب حقيقةً ، ولكن أكرر مرة أخرى هي مناورات ترامب التي يبتز بها السعودية والخليج ليحصد أكثر ما يمكن من أموال .
نيسان : ما تعليقك على الملف الفلسطيني وبصمة ترامب؟
سميرة : هو يسعى بكل قوة لينجز ما لم ينجزه الرؤساء السابقين ، بإنحياز تام للرؤية والطرح الإسرائيلي ، وبظلم كامل للجانب الفلسطيني ، والجو العربي للأسف الكارثي والمنقسم والذي يريد أن يتحالف مع إسرائيل ، والذي يساعد بخذلان الشعب الفلسطيني مع الأسف هو السائد ، التعويل أمام ما تطرحه السعودية ، وتمريرها لصفقة القرن وغيره تحت مسميات مختلفة ، أن الوعي والرهان هو على وعي الشعوب كاملةً ، وعلى ما يجري من مسيرات عودة ، بصمة ترامب أنه يريد أن يبتز الفلسطينيين والعرب بكل شىء لإسرائيل .
نيسان: ما هي السيناريوهات المتوقعة الأن وماذا يمكن أن يحدث في منطقة الشرق الأوسط وفي المنطقة بشكل عام بعد سياسات ترامب ؟
سميرة: هو سوف يتبع أسلوب رفع الأسقف ، والتصريحات والإبتزاز ، هذا سيحدث إرتباك في المنطقة ، سيحدث وهم لدى بعض الدول خاصة السعودية وغيرها من أن أمريكا لها صاحب ، أمريكا ليس لها صاحب خاصة سياسة ترامب ، هو يبحث عن مصالح ضيقة جداً ، ومعه حلف إستراتيجي مع إسرائيل ومطامعها في المنطقة فهم في أقصى علو أمريكا وإسرائيل وغيرها ، هم يفتحون المجال ل إيران ، هم من يفتحون المجال لروسيا في سوريا ، هم يغلقوا الباب ، هناك صفات خفية ، العالم العربي في خطر ، وكبار القوم مصر ليست موجودة ، العراق ، سوريا ، أمريكا لا تحب لنا الخير ، ولو كانت تحب الخير لما تركت الكثير من الكوارث ان تحدث في منطقتنا ، هي تلعب لعبة العبوا معها بطريقة صحيحة لا أن تغرروا حتى لا تنقادوا إلى مزيد من الفتات والكوارث والإنقسام في منطقتنا العربية .
نيسان ـ نشر في 2018/04/05 الساعة 00:00