د. فادي البطش.. عالم الطاقة المجاهد
نيسان ـ نشر في 2018/04/21 الساعة 00:00
رضوان صالح
'لم يتقاعس شاب مهندس عن تحديد بوصلته. فكتب مناصرا على منصته تغريدات تعبق شوقا. نصرة لقضيته الأم وعاصمة بلاده الأبدية. الأكاديمي الفلسطيني الدكتور فادي محمد البطش لم يتوقف تفكيره عن ذلك لحظة.
فماذا فعل ليتحرك يهود من الارض التي اغتصبوها من المسلمين متجهين نحو ماليزيا اقصى بلاد الشرق ليطلقوا عليه 10 طلقات فيردوه شهيدا؟
كان مقاتلا سلاحه أبحاثه وقلم وورقة ومعمل اجتهد به وأنجز.
يبلغ البطش من العمر 35 عامًا، وكان يعمل محاضرًا في جامعة ماليزية خاصة، وهو من مدينة جباليا في قطاع غزة، ومتزوج وله ثلاثة أطفال.
وكان فادي البطش، قد حصل على العديد من الجوائز العلمية الرفيعة، ومنها جائزة منحة 'خزانة' الماليزية العام 2016، التي تعد الأرفع، وذلك بعد حصوله على درجة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية “إلكترونيات القوى من جامعة 'مالايا' الماليزية.
وحقق البطش جملة من الإنجازات العلمية التي أهلته للفوز، كأول عربي يُتوّج بهذه الجائزة، ونشر خلال رحلته الدراسية 18 بحثًا علميًا في مجلات عالمية، ومؤتمرات دولية، وشارك في مؤتمرات وأبحاث علمية دولية.
ما كانت معركة المسلمين مع يهود يوما معركة رصاص. فهم الفلسطينيون ذلك. معركة عقول. عقول وقلوب. وهنا يأتي دور العلماء، والبحاثة، من شتى ضروب العلوم.
- أتعني حتى علماء اللغة واللغات؟
- نعم. أعني العلماء في العلوم كلها، تلك التي نسقيها ونصبّ عليها لتنمو مقاومة، رديفا ومعينا.
لكن من هو الدكتور فادي محمد البطش؟
' لن نرضى يوما أن نهادن رحّلا... عن قدسنا تاج الكرامة والعلا'، كانت هذه أحد المنشورات التي كتبها الشهيد الأكاديمي الفلسطيني الدكتور فادي محمد البطش الذي اغتاله مجهولون فجر اليوم السبت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر.
شهيدا الفجر في ماليزيا يرتقي في معركة العقول مع اليهود. رغم بعده عن بيت المقدس المحتل لسنوات بهدف الدراسة، لم يبتعد قلبه وعقله عنها، بل ساندها بطاقته وتفكيره وتغريداته، جامعا بين حب الوطن وبين الدعوة والعطاء التربوي والتعليمي.
وشارك البطش في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية والإسنادية التي عقدت في دول عربية وإسلامية مختلفة، عدا عن مكان دراسته في ماليزيا.
كان الدكتور البطش يدرك المعادلة. يقول في احدى لقاءاته الصحافية: 'إنجازات الشباب، ستكون رافعة، يرسل من خلالها للعالم أن الفلسطيني مصرّ على وجوده وإبداعه حتى نيل حقوقه'.
'لا يقعدن اهل الحق كسالى يرتقبون ان تجري سنة الله بلا عمل منهم ولا كد فإنهم حينئذ لا يمثلون الحق ولا يكونون أهله، وهم كسالى قاعدون' هذا ما كتبه البطش في احدى تغريداته فكان حيث قال.
وغرّد يوما قائلا: تذكر.. ستغيب يوما ويبقى الأثر حروف، صورك أحاديثك، تمتماتك.. سكلها ستكون يوما شواهد وحيدة.. #اترك أثرا.. فترك.
لكن أين البوصلة؟ يجيب د. فادي البطش: سئل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن؟ فقال: 'اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم'.
عائلة 'البطش' اتهمت جهاز 'الموساد' الإسرائيلي بالوقوف خلف حادثة اغتيال ابنها، مطالبةً السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين، ونعته حركة حماس، نعت شهيد صلاة الفجر. كما ألمح نائب رئيس الوزراء الماليزي زاهد حميدي إلى تورط استخبارات أجنبية في حادثة اغتيال العالم الفلسطيني البطش.
والشهيد مهندس كهرباء متخصصا في الطائرات المسيرة، اشتهر في العمل الخيري بماليزيا، خاصة مع الجمعيات التي تدعم الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
ولم يكن صعبا على وسائل الاعلام العبرية ربط حادثة اغتيال البطش باغتيال مهندس الطيران تونسي الأصل محمد الزواري، الذي عمل لصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تطوير الطائرات المسيرة.
وقال كبير مراسلي القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دفيد إنه 'تم اغتيال رجل حماس فادي البطش في ماليزيا'، ووصفه بأنه 'أحد مطوري طائرات الاستطلاع لدى حماس'.
وبحسب قائد شرطة المدينة داتوك سيري مازلان لازم، فإن المهاجمين استهدفا البطش بعشر طلقات نارية، أربع منها أصابته، مما أدى إلى مقتله على الفور، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة في القضية.
أما الدكتور أنور الأغا سفير دولة فلسطين لدى ماليزيا، وبروناي، وتايلاند، والفلبين، وجزر المالديف، إن الضحية الدكتور فادي محمد البطش كان من المفترض أن يغادر إلى تركيا لحضور مؤتمر اليوم.
وتابع، كان لطيفًا، ووديًا، وهادئًا، وكان يختلط جيدًا مع الجميع، لقد عاش 10 سنوات في البلاد، ويعمل محاضرًا في الهندسة الكهربائية في جامعة خاصة'.
نيسان ـ نشر في 2018/04/21 الساعة 00:00