الفُحش اللفظي و شتائم الكتابة !
نيسان ـ نشر في 2018/05/01 الساعة 00:00
تعبيرا ً عن ' الانكسار و السخط و حالات عدم الرضا ' ، يلجأ كثيرون إلى ' السخرية ' بوصفها موقفا ً سياسياً ناقداً أو موقفاً اجتماعا ً يقرأ الحدث بشكل مغاير .
و تتجلّى صورة التحوّل في الخطاب ، من سياسيّ أو اجتماعيّ أو فكريّ إلى ساخر ، بانتقال الكثير من الكاتبين والأدباء إلى ' لغة السخرية ' التي تجد حضوراً عند العامّة بسبب ' غياب فرص التعبير والقول و بسبب ميولهم إلى القول الموارب ' ، و تأخذ السخرية مداها ، فتحاول الكتابة الساخرة إعادة قراءة الحياة بشكل آخر وفق ما يّسمّى بــ ' الضحك والبكاء ' أو التبكيت !
انتقدنا في مراحل عديدة تحوّل الكتابة الساخرة وانحرافها عن دورها من السخرية الناقدة إلى ' أداة تنفيس وهروب ' تريح الكثير من الجهات التي تكون في عين العاصفة لدى الموجوعين أو الناقدين أو المتضررين من سلوكات سياسيّة عامة .
لكن ، يبدو أن ّ الأمر لم يتوقف عند حد ّ التنفيس السلبي ، بل زاد إلى أن صار ' فحشاً لفظيّا ً ' استمرأه عدد من الكاتبين وربّما وجد قبولا ً في أوساط قارئي الساندويشة الكتابيّة .
نرى فحشا ً كتابيا ً واضحا ً في الشعر الناقد لواقع الحال ، وفي النثر الشارح لواقع الحال وفي التعليقات والملاحظات والمتابعات و في كثير من الكتابات الملقاة في طرق ودروب الإعلام ' الفضائيّ التكنولوجي ّ الرقميّ ' !
و الفحش يؤذي العين والسمع والذائقة والذوق ويؤذي حتى الحرف النقيّ ويطيح الفكرة .
الفحش اللفظي والكتابي ّ لا ينجز فكرة ً ولا موقفاً رغم أن ّ الجمهور قد يضحك قليلا ً في شاشة الفحش ، لكنه سرعان ما يرجع إلى ذائقته ليمتحنها !
امتحنوا ذائقتكم و ما تراه عيونكم أو ما تسمعونه .
نيسان ـ نشر في 2018/05/01 الساعة 00:00