"مبس" يخلع حتى ورقة التوت
نيسان ـ نشر في 2018/05/01 الساعة 00:00
منذ مجيء الكارثة المتمثلة ببروز نجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الملقب ب'الدب الداشر'،بعد الإطاحة بإبن عمه محمد بن نايف والتنكيل به،ليصفو له الجو وحده ،ويمارس ما يشاء من العبث السياسي والإقتصادي والإجتماعي ،إنطلاقا من منظور فهمه القاصر بسبب مراهقته السياسية وإنعدام الخبرة لديه ، ونحن في كل يوم نضع أيدينا على قلوبنا ،ونترقب الأسوأ ،لأنه كان يغرقنا بإستمرار في مأساة جديدة تفوق ما قبلها،ولينظر الجميع إلى الواقع العربي والإسلامي وتطورات الأحداث الدراماتيكية في بلاد الحجاز .
أولى كوارث تفكير ولي العهد السعودي كانت 'تمحكه ' في إيران وإطلاقه التهديدات القاسية بحقها وكأنها قبيلة تائهة في الصحراء يسهل محاصرتها وذبحها ،كما فعل السير بيرسي كوكس مع القبائل الأصلية الحاكمة للجزيرة العربية تمهيدا لتسليمها لبقايا التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب ومنهم بطبيعة الحال 'مبس'.
أما الكارثة الثانية فكانت تهديد القادة الخليجيين والعرب والمسلمين بحضور قمم يترأسها الماسوني الإنجيلي ترامب، من أجل عرض مؤامرة 'صفقة القرن' التي يتشارك فيها مع بن سلمان على وجه الخصوص ،وتهدف إلى شطب القضية الفلسطينية والتنازل عن القدس وشطب الأردن الرسمي والسعي لإنتزاع الوصاية الهاشمية عن المقدسات العربية في القدس، لتؤول إليه شخصيا من أجل تفرده بالحضن الصهيوني بعد التفريط بكل المقدسات العربية ،تمهيدا لتهويد القدس ،ولا ننسى أنه أهدى ترامب نصف تريليون دولار عدا ونقدا ،عدا عن الهدايا والضخمة والثمينة التي لحقته في سفن بعرض البحر لأن الطائرة تعجز عن حملها.
وكانت الكارثة الثالثة فرض حصار على دولة قطر تمهيدا لغزوها عسكريا لكن القيادة القطرية قلبت الطاولة على كل من حولها وحاصرت من يحاصرها ،ووضعتهم وأولهم بن سلمان في ورطة ،وها هو لا يستطيع النزول عن الشجرة بعد أن صعد فوقها ،ظانا أنه سيحقق نصرا على قطر ،ويضمها إليه ،او في أبسط الأحوال تنصيب 'شخشيخة' تأتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه .
أما الكارثة الرابعة من صور المراهقة السياسية التي يتفرد بها بن سلمان ومن تحالف معه ،فهي شن حرب في اليمن ضد الحوثي الذي كان ضيفا مقيما ومرغوبا فيه في قصور الرياض ،ويمكن أن يقال عنه بحق أنه ربيب السعودية ،ظنا منهم أنه سيصبح حليفهم لكنه أعطاهم خازوقا 'مبرشما' وتحالف مع إيران.
ولمزيد من المراهقة السياسية فقد نجح بن سلمان في جمع مرتزقة عرب ومسلمين بعضهم بحسن نية مثل السودان ،لتشكيل ما يطلق عليه التحالف العربي الذي لم يحقق نصرا على الحوثي رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات من العبث في اليمن ،وجل ما انجزوه هو إثخان القتل في صفوف الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية.
واصل بن سلمان الضرب تحت وفوق الحزام بتبنيه صفقة القرن وكشف عن العلاقات الوثيقة والقديمة بين نظام آل سعود ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،وزياراته السرية لتل أبيب ،وإعلانه عن رغبته بتأسيس مدينة النيوم التي تربط تبوك بصحراء سيناء مرورا بالعقبة الأردنية ،بكلفة نصف تريليون دولار امريكي.
الكارثة الخامسة التي إرتكبها بن سلمان هي تدمير القيم النبيلة التي كان شعب بلاد الحرمين الشريفين يتمتع بها ،ويتفرد بها عن غيره من إلتزام وحشمة وأدب ،ويهدف من وراء ذلك إلى التغطية على جرائمه وكوارثه الناجمة عن جهله المطبق ليس في السياسة فقط بل وفي كل مناحي الحياة ،علما انه يرتكب كل جرائمه كي يحقق اهدافه الدنية واهمها مبايعته ملكا على الحجاز ،وقد فرّط بكل القيم الحجازية ،وها هو يدمر القيم العربية والإسلامية ،وينسحق أمام الغرب والصهاينة من أجل إنقاذه من كوارثه ،وإخراجه من اليمن ببعض ماء الوجه ،كما أنه يحرض الغرب على شن عدوان ضد إيران لكن احدا بمن فيهم الصهاينة لم يجرأؤا على مثل هكذا مغامرة مع انه تعهد بالدفع مع الهدايا والتكريم.
لم تقف كوارث بن سلمان عند هذا الحد ،بل إرتكب خطيئة عمره ،بإظهار عداوته السافرة للهاشميين العرب الذين كرمهم الله بسقاية ورعاية بيت الله الحرام ببكة ،وبأن جعل منهم النبي الخاتم محمد بن عبد الله 'صلى الله عليه وسلم'، وسار بذلك على خطى الأوائل الذين نصبهم المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس ملوكا على الحجاز ،وشنوا الحرب على الهاشميين أصحاب الحجاز الشرعيين وسدنة آل البيت.
كانت أولى حماقات 'مبس' التحريض على جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين راعي قمة البحر الميت الأخيرة ،وقد حرض أبيه الملك سلمان على جلالته لأنه قال ما يقال عند أولى الفهم من الناس وهي 'بسم الله والصلاة والسلام على النبي الأمي العربية الهاشمي'،وكأن جلالته إستفزهم بذكر الهاشميين الأطهار الشرفاء.
يبدو أن الدب الداشر إستمرأ محاولات النيل من الأردن الرسمي من خلال تبنيه صفقة القرن التي تشطب أيضا الأردن الرسمي لصالح الصهاينة والوطن البديل ،وحاول أيضا الإنتقام من الأردن لرفض جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الهاشمي العربي المشاركة في جريمة حصار قطر وقطع العلاقات معها ،وتم حصار الأردن ماليا ،وربما لن تكون آخر جرائمه ضد الأردن الرسمي هي توجيه ضربة قاسية للهاشميين في الأردن وعميدهم جلالة الملك عبد الله الثاني ،من خلال إنتزاع الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ، وقد إرتكب حماقات عدة في هذا المجال مثل عرضه خمسة مليارات دولار على جلالة الملك للتنازل عن الوصاية الهاشمية ،لكن جلالته رد عليه ردا يليق به ،ولم يكتف بن سلمان بذلك بل عمد إل لعبة سخيفة وهي البحث عن شخصيات مقدسية من سقط المتاع لرشوتها ومنحها تأشيرات للرياض لتعطي الولاء له ،حتى يتسنى له إنتزاع المقدسات من الهاشميين الأشراف العرب ،بالقول أن هذا هو خيار أهل القدس وفلسطين .
قبل أيام إرتكب بن سلمان حماقة ما بعدها حماقة وهي تصريحه العلني أن للصهاينة الحق كل الحق في فلسطين ،كما ان لهم الحق في العودة إلى الحجاز كونها بلاد اجدادهم التي طردوا منها ،وتفيد التسريبات الواردة من بلاد الحجاز ان الصهاينة عادوا فعلا إلى خيبر ويثرب ،ومنحوا خمسة كيلومترات في خيبر لإقامة مشارؤيع زراعية وصناعية عليها وتصدرير منتجاتها إلى الداخل الحجازي ودول الخليج العربية والعراق واليمن ،كما قيل أيضا أن الصهاينة قبضوا تعويضات عن ممتلكاتهم في خيبر ويثرب قيمتها 100 مليار دولار ،وهناك مناطق يتم السيطرة عليها لتسليمها إلى الصهاينة،مثل جبل النور الواقع شمال شرق المسجد الحرام بمكة ،وظهرت فيه أنوار النبوة ، ويضم غار حراء الذي كان يعتكف فيها نبينا العربي الهاشمي قبل البعثة.
ثالثة الأثافي التي إرتكبها الدب الداشر هي تصريحاته الأخيرة المذهلة في شهر آذار/مارس المنصرم المذهلة لأعضاء مراكز الضغط الصهيوني في واشنطن الذين يؤيدون مستدمرة إسرائيل ،وقال فيها أن السعودية وعلى مدى 40 عاما وهي تطرح المبادرات السلمية لكن الفلسطينيين كانوا يرفضونها ،كما طالب الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع الصهاينة أو ليخرسوا ......ليس بعد الكفر ذنب.
نيسان ـ نشر في 2018/05/01 الساعة 00:00