"في سياسة اتعربيش"...
نيسان ـ نشر في 2018/05/06 الساعة 00:00
ايام ليست ببعيدة ,كان في كل حارات الوطن حيطان عالية ' وكان في دوالي سامقه وشجر ليمون .. بتشجع اصحاب الاجسام القوية للتسلق لاصطياد قطف عنب ! ,او حبات ليمون لاطفاء وحمات بعضهن , فيما تسلق الحيطان لحالتين ..لا ثالث لهما ,اما السرقةوالسرقة ! ,او رؤية من 'نحب وهو مشهد نادر لاننا كنا محاصرون ,مذبحون بالخجل والاستيحاء '. !
هذه الحالات سماها المورؤث الشعبي ,.. 'اتعربش '.. جاءت على بالي هذا الصباح ,ليس لان احدا اتعربش على حيطاني او اشتهى قطف عنب او سكنه بالليل طيف من يحب ,بل ..لان .. 'اتعربش' صار سلوك ومدرسة ليست مطلقا ,نقدا او وجهة نظر مخالفة او متقاطعة مع ما يجري في العلاقات الاجتماعية او في صلب العمل العام وتشعباتة وخطوطة وتشابكاته وتقطعاته وتداخلاته.
فقد نما ,بيننا وربما نحن من سهل نمو ظاهرة 'اتعربش ' .. هواة واذكياء في 'اتعربش' حتى انهم تطاولوا وييتعربشون الوطن ,تحت يافطات ما هب ودب وهم في قرارة انفسهم يدركون انهم ..'خور عجزة' حتى عن انتاج فكرة ايجابية ويتقنون فقط مضغ كلام ومواقف غيرهم 'بديش اقول ..
اسيادهم' في مواقف العز والرجولة .!!
الخلاصة العجولة أن سياسة( اتعربش) أوصلتنا الى اعتقاد حازم أن لا ثمة خيار ثالث عند الاردنيين اما مع النظام بالسراء والضراء واما مع الفوضى واستنساخ تجارب الغباء للوصول للغباء ,او النضال من داخل مؤسسات النظام لتحقيق الاصلاح والتغيير .
فتجربة السبعينات ما زالت ماثلة للعيان وما زلنا نضج منها ,وعزة نفس الاردنيين لا تسمح لهم ان يكونوا في خيم و هناك من يترزق عليهم ولا ما يحزنون..!!
نيسان ـ نشر في 2018/05/06 الساعة 00:00