عن حصّة الإنشاء و ذاكرتي !

ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2018/05/13 الساعة 00:00
كنـّا نسمّيها ' حصـّة الإنشاء ' في اللغة العربية ، والمقصود بــ ' الإنشاء اللغوي ّ ' أن نبني حكاية أو نصّا ً أو خاطرة ً ! الإنشاء في زماننا كان يعني البناء ، صار اسمها ، تلك الحصّة ، حصّة التعبير ! المرّة الأولى التي أتذكّر أنّني كتبت فيها ' موضوع إنشاء ' أو موضوع تعبير ، كانت في العام 1965 من القرن الفارط أو المنصرم . كنت ُ في الصف الابتدائي الثاني في مدرسة مادبا الابتدائية الأولى ، هكذا كان اسمها ! ( مبناها قائم إلى الآن و لم تغيّره السنوات و المبنى كما أشرت سابقا ً تعود ملكيّته إلى العمّ المرحوم الشيخ شريف أبو الغنم ) . .. في الثاني الابتدائيّ ( 1965) ، كانت القراءات الأولى في عناوين خارج إطار المنهاج المدرسيّ ، وأبرزها في الصحف والجرائد في تلك الأيّام ( وبخاصة صحيفتي الدفاع والجهاد ذائعتي الصيت في حينه ) . ساعدني و دعمني وشجّعني في الأمر ، بل وحرّضني إلى القراءة وعليها ، معلّمان طيّبان نقيّان مؤثران ، المعلّم الصديق المرحوم علي عبد المجيد أبو الغنم و المعلّم الصديق المرحوم محمد عليان الشوابكة ! كلاهما ، وجدا في الولد ماجد حالة ً تستحق ّ الانتباه ، فشجّعاه و تركا في نفسه أثرا ً لا ينمحي وتركا في ذاكرته ما لا يمكن إغفاله . .. و بعد ذلك ، كان معلّمون رائعون يتركون أثرا ً تلو الأثر وقيمة تلو القيمة في درب وسلوك الولد والفتى ماجد في مراحله المتلاحقة في المدرسة أو في سواها ، و أخص ّ هنا من كان يعتني بلغتي العربيّة و بحصّة الإنشاء و بخطّي الجميل و بصوتي و بمشاركاتي في الاحتفالات المدرسيّة وغيرها ، ولا أنكر أدوارا ً عديدة أداها معلمون آخرون و كلّ على طريقته . أخص ّ بالإشارة والتقدير والاسترجاع ، عدا من أشرت إليهم من المؤسّسين أعلاه ، أساتذة ً ومعلّمين أسهموا في ' تخصيب ' التجربة و دعمها و متابعتها ، منهم من كان معلّما للّغة العربيّة و منهم من كان غير ذلك : المعلم الصديق عبد الغني النصّار الفقهاء ، المعلّم الصديق المرحوم خلف الهروط ، المعلّم الصديق المرحوم عيسى شحادة ، المعلّم الصديق عبد النعيم أبو عودة المصاروة ، المعلم الصديق مزعل حدادين ، المعلم الصديق غالب أبو شامة ، المعلّم الصديق المؤسّس المتابع الحقيقي ّ ( بعد الأوائل ) فوزي الطبّال ، و كانت هناك إضافات لا يمكن إغفالها من الأستاذ الصديق سليمان المشاعلة و الأستاذ الصديق أكرم المصاروة و الدكتور الصديق عبدالله الرضاونة و معلّم الفيزياء المهتمّ بالأدب والثقافة الصديق محمود إمواس المناصرة و الأستاذ الصديق محمد أبو إرقيّق و الصديق المرحوم الأستاذ محمد السوريكي . و غيرهم ممّن أثروا تجربتي و أحاطوها بالرعاية والحنوّ والمحبة والانتباه . أنا تحدثت عن الذين منحوا تجربتي في اللغة العربية ( قراءة و كتابة ) انتباها ً و كذلك الذين كانوا يحرّضون ذائقتي و يدفعونها إلى التميّز ، ولا يمكن أن أتجاهل من شدّ من أزري وساندني من أجيال عديدة من المعلّمين الأوائل الذين لا يمكن حصر أسمائهم هنا . و هنا كتبت عن ذاكرة تخص ّ المرحلة المدرسيّة وأحوالها و عن معلمين تركوا أثرا ً في الجانب المطروح وحسب . فيما هناك أسماء عديدة لمعلّمين متميّزين قدموا النصح والرأي والنقد و تابعوا وآزروا و قرأوا نصوصي الكثيرة و منحوها تجربة نقدية كبيرة و منهم الصديق الأستاذ الناقد والمثقف حنا القنصل . و سيكون هناك حديث عن أدوار أخرى لمعلّمين آخرين في مجالات الحياة العديدة . .. كنّا نكتب عن الورد كما نراه ، وكما نشتهيه ، لا كما يطلب المستمعون ! كنّا نكتب عن ' الماء ' كما نشربها ونتوضأ بها و يتعمّد شركاؤنا بها ونسقي معا ً أشجار حياتنا و نرشّ بها دروبنا وحين تفيض دروبنا من خير الغيم الذي يرزقنا به ربّ العالمين . لم نكتب عن ماء من دون أن ' نعطش ' أو ' نشرب ' أو من دون أن نغسل وجوهنا أو من دون أن نقدّمها لعصفور أتعبه العطش . .. حصص الإنشاء تلك كانت بين الأعوام 1965 و 1976 من القرن العشرين . .. تلك كانت صفحة قليلة من سيرة طويلة عن ' حصـّة الإنشاء ' .
    نيسان ـ نشر في 2018/05/13 الساعة 00:00