مجهول أنقذ حياة هذا الرجل فظل يتبرّع بدمه 60 عاماً رداً للمعروف.
نيسان ـ نشر في 2018/05/16 الساعة 00:00
أفاق الطفل الأسترالي، جيمس هاريسون '14 عاما'، بعد عملية كبيرة بالصدر. أزال الأطباء إحدى رئتيه في عملية استغرقت عدة ساعات، وأبقوه في المستشفى 3 أشهر.
أخبره والده أنه حصل على 13 وحدة من الدم، وأُنقذت حياته من قِبل أشخاص غير معروفين.
نصت القوانين الأسترالية على أنه يجب أن يكون المتبرع بالدم قد جاوز عمره الـ18 عاماً على الأقل وذلك عام 1951. كان أمام هاريسون 4 أعوام أخرى ليُسمح له قانوناً بالتبرع بالدم، لكنه قطع عهداً على نفسه بأنه سيصبح أيضاً متبرعاً بالدم حين يبلغ السن القانونية.
حين بلغ هاريسون 18 عاماً وفى بوعده، وتبرَّع بدمه بشكل منتظم لمنظمة الصليب الأحمر الأسترالية.
كان الأطباء الأستراليون في خضم كفاح طويل لمعرفة سبب إجهاض آلاف من المواليد بالبلاد أو موتهم داخل الرحم وإصابتهم بتشوهات في الدماغ. قالت جيما فالكنماير، من خدمات الدم في الصليب الأحمر الأسترالي 'بأستراليا وحتى عام 1967، مات آلاف الأطفال كل عام. لم يدرك الأطباء السبب، وكان الأمر بشعاً! عانت النسوة الإجهاض بشكل هائل ووُلد الأطفال بإصابات في الدماغ'. تبيَّن أن الأطفال كانوا يعانون فقر دم انحلالياً يصيب المواليد الجدد، أو ما يعرف بـHDN. كثيراً ما نجمت هذه الحالات بسبب حمل النسوة من أصحاب فصيلة الدم 'Rh سالب' بأجنّة لها فصيلة الدم 'Rh موجب'، وعدم التوافق هذا أدى إلى رفض جسد الأم خلايا الدم الحمراء للجنين. أدرك الأطباء أنه بإمكانهم منع حالة HDN من الحدوث، عن طريق حقن المرأة الحامل بدواء يصنع من بلازما الدم المتبرع بها والتي تحتوي على أجسام مضادة نادرة.
فتَّش الباحثون بنوك الدم تفتيشاً مكثفاً لعلهم يعثرون على شخص يحتوي دمه على هذه الأجسام المضادة، ووجدوا المتبرع في نيو ساوث ويلز: كان اسمه جيمس هاريسون. في تلك الآونة، كان هاريسون قد قضى عشر سنوات يتبرع بدمه بانتظام. قال إنه لم يتردد حين خاطبه العلماء وطلبوا منه المشاركة فيما سيُعرف باسم برنامج Anti-D.
بعدها بفترة قصيرة، طوَّر الباحثون مصلاً يسمى Anti-D، باستخدام البلازما المشتقة من دم هاريسون الذي تبرع به. مُنحت أول جرعة لامرأة حامل في مستشفى Royal Prince Alfred عام 1967، وفقاً لروبين بارلو، منسقة برنامج Rh، التي وجدت هاريسون.
استمر هاريسون في التبرع بدمه لأكثر من 60 عاماً. واستُخدمت البلازما المشتقة من دمه لصنع ملايين الحقن من الـAnti-D، وفقاً للصليب الأحمر. لأن نحو 17% من النسوة الحوامل في أستراليا بحاجة لهذه الحقن، تقدِّر خدمات الدم بالصليب الأحمر أن هاريسون ساعد ما يقرب من 2.4 مليون طفل في البلاد.
يوم الجمعة 11 مايو/أيار 2018، قطع هاريسون رحلته الأخيرة إلى مركز التبرع بالدم. بعمره البالغ 81 عاماً، تجاوز هاريسون بالفعل السن المسموح بها للمتبرعين، وقررت خدمات الدم أن هاريسون يجب عليه التوقف عن التبرع بالدم لحماية صحته. حين كان جالساً على مقعد التبرع طارت فوقه 4 بالونات فضية كُتب عليها '1173″؛ احتفاء بالمرات الـ 1173 التي تبرع فيها بالدم خلال حياته. قدِم العديد من الآباء إلى المستشفى احتفاءً بالمناسبة. حاملين بعض الأطفال الذين ساعد تبرُّعه بالدم في إنقاذهم.
نيسان ـ نشر في 2018/05/16 الساعة 00:00