شعوذة الدجاجة السياسية..الرسمي لم يشتّم كيمياء الشارع

نيسان ـ نشر في 2018/06/01 الساعة 00:00
حكومة غراب البين لم تشتّم كيمياء الشارع بعد. او إنها حكومة الدجاجة التي اعتادت منذ مولدها على تعفير رأسها حتى تغبّر. بعد ساعات قليلة من انتهاء إضراب الأردن الحضاري جاء رد الحكومة العبثي على مواطنيها برفع أسعار الكهرباء واسعار المشتقات النفطية، في رسالة صارخة عنوانها 'الأردن في قلب الأزمة. خط الأردنيون درسهم الأول في مشهد إحتجاج الثلاثين من ايار ضد مشروع قانون ضريبة الدخل بحبر من ذهب، ثم تأتي حكومة الدكتور هاني الملقي لتصب الزيت على النار. بعد أن خرج الرسمي من ضائقة سياسية وحسابات ضيقة ظن البعض أن كلف إدارتها ستدفع بنا إلى مناخات ما يسمى بالربيع العربي بعد أن سلمنا مصيرنا لأصحاب الشعوذة السياسية . المشهد الذي صنعه الناس بكل ديمقراطية وحضارية كان يستدعي عقلا باردا لاستيعاب ما يحدث والتعامل معه بحس وطني تحسبا لأي مفاجآت، لكن يبدو أن الرسمي لم يشتم كيمياء الشارع. ربما هناك من الحساسية المفرطة ما منعته من التقاط أي انفجار إنشطاري يلوح في الأفقق. البلاد على طولها وعرضها بدأت تتسحر على رائحة الكاتوشوك، في عمان سيارات مركونة وسط الشارع، وفي إربد الإطارات تحترق، وفي الجنوب الحناجر لا تكف عن إسقاط الحكومة ومجلس نوابها...إنها ورطة. ورطة الدجاجة أدخلت الناس في خيار واحد لا ثاني له، فإما الاعتصام أو الاعتصام، لم تترك الحكومة للناس من مهرب، وكأنها تتقصد شيطنتهم بعد العبث بتفاصيل وعنواين حياتهم وتجاهل حقائقهم. إنه العقل الرسمي 'المتيبس' الذي يفتقر إلى اللياقة الديمقراطية والسياسية ، ويرفض التعاطي مع المشهد المحلي، كما ينبغي، ويغلب من خيارته الامنية على السياسية. المطلوب اليوم من صانع القرار والقوى الوطنية أن تكف عن الاستمتاع في مشاهدة الناس وسط مقلاة الغلاء، والعمل على إيجاد مؤسسة وطنية صلبة قادرة على تبني مشروع وطني حقيقي يجنب البلاد والعباد فوضى ما تعيشه المنطقة برمتها. لا شيء يعيد الناس اليوم إلى منازلها إلا إحداث تغييرات تتدحرج عبرها رؤوس كبيرة وتسحق رموزا هلامية، وتحدث تحولات استثنائية في البرامج الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفق خطط وطنية قادرة على نزع فتيل الأزمة بعد أن أحكمت وثاقها حكومة الزوابع.
    نيسان ـ نشر في 2018/06/01 الساعة 00:00