التخوّف الرسمي الأردني ..في محلّه
نيسان ـ نشر في 2018/06/22 الساعة 00:00
يحق للأردن الرسمي الشعور بالخوف على مصيره ،رغم أدائه لدوره المتميز وسيطا بين مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،ودول الخليج بشكل عاموفي المقدمة السعودية منذ ما يزيد على 70 عاما خلت ،وجاء هذا الشعور بالخوف بعد ظهور 'الأصيل'وهو السعودية ،وتسارع خطوات التطبيع الرسمي ومن خلال أعلى المستويات مع مستدمرة إسرائيل ،بعد إنفضاض قمم الرياض التي ترأسها الرئيس الأمريكي ترامب في شهر حزيران 2017 ،وناقش خلالها مع القادة السعوديين والخليجيين والعرب والمسلمين بإستثناء تركيا وإيران ،صفقة القرن الماسونية التي تفضي بشطب القضية الفلسطينية بعيدا عن الأردن ومصالح الشعب الفلسطيني ،وكذلك شطب الأردن الرسمي الهاشمي الذي يناصبه أبناء مردخاي'الدونمي' سلول الخيبريين الصهاينة المغتصبين للحكم في الحجاز،ويدعم هذا التوجه التحالف الثلاثي الجديد الذي يضم مستدمرة إسرائيل والإمارات والسعودية.
يعمل أبناء مردخاي الدونمي منذ ذلك الوقت على الضغط على الحكم الهاشمي في الأردن ،لإجباره على تسليمهم الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،وعرضوا على عميد الهاشميين /الوريث الشرعي للحكم في بلاد الحجاز المغتصبة ،وعرضوا عليه مبلغ 5 مليارات دولار مقابل ذلك،ولكنه رفض ،ومع ذلك يوظفون وساخاتهم مع المتمسح بافنجليكانية والجمهوريين ترامب وصهره الصهيوني كوشنير ،لمشاركة الأردن في الوصاية على المقدسات ،ولا يريدون الإقتناع أن الفلسطينيين وفي طليعتهم المقدسيين يرفضون أي دور للسعودية في القدس ،ولهذا فإن الشخصيات المقدسية الوطنية التي وجهوا لها الدعوة لزيارة الرياض كي يعلنوا من هناك رغبتهم في إنتقال الوصاية لأبناء مردخاي ،رفضوا تلبية الدعوة ورفضوا المبالغ المالية التي عرضت عليهم.
بدأت تقابيح هذا الحل بعيد مغاردة ترامب السعوديا محملا بنصف تريليون دولار ،على أن تتبعه بحرا بواخر تحمل الهدايا الضخمة والثمينة التي قدمت له ولا تستطيع الطائرة نقلها لضخامتها، بدأت بحصار قطر في شهر رمضان شهر الرحمة ،وبات واضحا وكتبنا عن ذلك في حينه أن هذا التحالف الثلاثي إستبعد الأردن ،وواصلت الدول الخليجية المانحة للأردن وقف المساعدات عنه ،لإجباره على الموافقة على هذه الصفقة ،ليكون كمن فجر نفسه بنفسه ومات منتحرا.
كتبنا سابقا أن هذا التحالف إستبعد الأردن ،ومع ذلك لم يعجب البعض ما ذهبنا إليه ،لأنه تخيل ان ما قدمه الأردن الرسمي طيلة العقود السبعة الماضية سيشفع له ويحميه من عاديات 'الأعدقاء' و 'الأشدقاء'،وربما غاب عن البال أن حقد الصحراويين المانحين للأردن يشبه حقد الجمال الذي يستمر لأكثر من أربعين عاما ولا ينسى ،رغم أنهم وبالتعاون مع الحركة الصهيونية والإنجليز، أخرجوا الهاشميين من بلادهم الحجاز وقوضوا مملكتهم الهاشمية عام 1916.
صحيح أن الأردن ليس بلدا نفطيا أو لنقل صادقين أنهم لم يسمحوا له إستغلال مخزونه النفطي ،كي لا يؤثر على مخزونهم بسبب طبيعة التضاريس الجوفية التي جعلت الأردن جيولوجيا يشبه ساحة المدرج ،ما يسمح بتجمع النفط فيها ،لكنه انجز نهضة وتقدما أزعجت الصحراويين الذين كانوا مانحين له بأوامر أمريكية ،بمعنى أن كل ما كانوا يقدمونه للأردن كان بتوجيه أمريكي ،ويعتمد على العلاقة الأردنية- الأمريكية في كل مرحلة.
لم يكن ما يقدمونه للأردن كرما منهم رغم أن الأردن كان يحمي حدودهم ويضبط مسار الأحداث الداخلية عندهم كما حصل إبان تمرد 'جهيمان' ولجوئه للحرم في ثمانينات القرن المنصرم ،وما جرى أيضا بعد إندلاع ثورات الربيع العربي التي إختطفت لاحقا،وفي حال كانت الإدارة الأمريكية راضية عن الأردن الرسمي ،فإنها تطلب من الصحراويين تقديم المنح له ،والعكس صحيح وهذا مثبت في كتاب الراحل الحسين 'مهنتي كملك'.
ما يحصل هذه الأيام من تقتير صحراوي مالي على الأردن ناجم عن عدم رضا الإدارة الأمريكية عن الأردن الرسمي ،لأنه رفض فتح الحدود الأردنية للتحالف كي يحتل دمشق،ولا نريد الغوص في أسباب صمود الأردن ورفضه لهذا الطلب الذي لم يغضب الإدارة الأمريكية فحسب بل أشعل النيران في نفوس وقلوب الصحراويين أيضا.
جرى قبل نحوم عام تسريب معلومات مصدرها أحد الكتاب العرب في لندن نقلا عن مسؤول أردني رفيع المستوى زار بلاد الضبا ب وأسرها للكاتب ومفادها ، أن الأردن يتخوف على مستقبله بعد الإختلالات التي ظهرت بعد قمم الرياض ،وحقيقة القول أنه يحق للأردن الرسمي أن يتخوف على مصيره ومستقبله ،فقد ظهر 'الأصيل' الذي تحالف مع الصهيونية منذ 100 عام وباعها فلسطين ،عندما كانت مستدمرة إسرائيل فكرة صهيونية على الورق،ولم يعد للوكيل حاجة رغم انه أنجز ما أنيط به بإتقان.
تعمق هذا التحالف القديم الجديد في مفصلين إثنين الأول وثيقة عبد العزيز التي كتب فيها أنه' لا يمانع منح فلسطين لليهود المساكين، نزولا عند رغبة بريطانيا العظمى التي لن يحيد عنها حتى تصبح القيامة|،والثاني هو إتفاقية فيصل –وايزمن 1919،التي تعهد فيها فيصل بمنح فلسطين لليهود والمساعدة في تأسيس مستدمرة إسرائيل ،مقابل تثبيت حكم عائلته التي جاء بها لورنس العرب وسهل لها الأمور كي تقضي على خصومها من أهل الجزيرة وفي مقدمتهم الهاشميين الذين ينتمي إليهم نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،إضافة إلى رغبته في منح بريطانيا مناطق اخرى جديدة له يضمها إلى مملكته،وقيل أنهم أسلموا ، لكن مجريات الأمور تكذب ذلك اوتفيد على الأقل أنهم لم يحسنوا إسلامهم.
هذه النهاية المؤلمة للأردن الرسمي كانت متوقعة بالنسبة لنا بحكم قراءتنا الصحيحة ومراقبتنا الدقيقة لمجريات الأمور وما وراءها ،حتى ما أريد له ان يبقى مخفيا وطي الكتمان مثل وثيقة كامبل السرية المنبثقة عن مؤتمر كامبل الذى انهى اعماله عام 1907 بعد أن بقيت جلساته مفتوحة على مدى عامين.
كانت المفاجاة لمن لا يحسنون القراءة الذين ظنوا واهمين ان ولاءهم لمستدمرة إسرائيل سيغفر لهم ويثبتهم ،لكن ما حصل هو العكس ،وقد رأينا نماذج عديدة منها زين الدين بن علي ومبارك والقذافي ،فالصهاينة لا حليف ولا صديق له
نيسان ـ نشر في 2018/06/22 الساعة 00:00