رمضان في فلسطين.. صور

نيسان ـ نشر في 2015/07/02 الساعة 00:00
تحتفل فلسطين من كل عام بشهر رمضان الكريم وسط أجواء مشحونة بالقصف والاحتلال والاعتقالات التعسفية بحق أبناء الشعب الفلسطيني الحالم ببناء دولته المستقلة أمام حكومة صهيونية اتخذت من المستوطنات ملاذًا لإقصاء حل الدولتين. رغم أجواء الاحتلال والحصار والاعتقالات المستمرة ، يحتفل الفلسطينيون بشهر رمضان الكريم الذي يتميز بطقوسه الخاصة بدءًا من رؤية الهلال وإنارة الفوانيس والتجمع حول مائدة الإفطار والسحور ، والاعتكاف بالمساجد وتلاوة القرءان الكريم والتزاور والإكثار من الدعوات والأعمال الصالحة بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى. تتميز فلسطين منذ عقود طويلة بأصناف معينة من الطعام والشراب خلال شهر رمضان ، ففي غزة توجد " المقلوبة والسماقية والمفتول والقدرة " ،أما الضفة الغربية فتتميز بأطباق "المسخن والمنسف" ، ولا تخلو الموائد من المتبلات والمخللات بأنواعها والسلطات المختلفة لفتح الشهية . وتجدر الإشارة هنا إلى أن تبادل الإفطار الأسري برنامج لا يغيب عن أجندة العائلات الفلسطينية في شهر رمضان وتتفنن ربات البيوت في إعداد الأكلات والتباهي بأشهاها. وبالطبع فإن التمور بمختلف أشكالها وأنواعها عروس مائدة الإفطار الفلسطينية. وإلى جانب التمور تصطف المشروبات بألوانها والتي يأتي في مقدمتها "شراب الخروب" يليه مشروبات (عرق السوس، وقمر الدين، والكركديه، والعصائر بأنواعها). وتزدان أسواق غزة الشعبية بمظاهر استقبال شهر الصيام، خصوصاً لدى باعة الحلويات وفطائر "القطايف" التي لا تكاد تخلو منها أية مائدة فلسطينية في رمضان. وكغيرها من البلدان تصحو فلسطين على صوت "المسحراتي" بطقوسه المصاحبة لقدومه كالنقر على الطبل بقوة، وذكره لله عز وجل، والأناشيد الرمضانية العذبة التي تُوقظ النيام: "اصحى يا نايم.. وحد الدايم"، وتشعرهم بجمال هذا الشهر وأهمية “المسحراتي” بعيداً عن نغمات الجوالات المتعددة والمختلفة. والأمر يختلف في غزة ، فبعد انسحاب جيش الاحتلال اليهودي من الأراضي الفلسطينية يأمل فلسطينيو غزة أن يسمعوا مدفع الإفطار بعيداً عن الغارات اليهودية التي طالما أقلقت حياتهم وعكرت أجواء رمضان الكريم. وبالرغم من اقتناء غزة مدفعا أثريا قديما برونزي اللون، مثبتا على منصة رمزية أقامتها بلدية مدينة غزة قبل عدة سنوات بوسط المدينة، حيث كان يطلق قذائف صوتية وقت الفطور مع أذان المغرب في كافة أيام شهر رمضان قبل احتلال غزة عام 1967، فإنه سيظل عاجزًا عن تلبية رغبة الغزويين بإحياء تقليد يتذكره كبار السن في هذه المدينة الفقيرة والسبب أنه: قديم ومعطل. ويحتفل المواطنيين الغزيين برمضان من خلال الاستماع إلى الإذاعات المحلية على مدار الساعة ومتابعة البرامج والمسلسلات التي يشعرون بأهميتها، خصوصاً خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر أحيانا لساعات طويلة، في محاولة منهم إلى ايجاد مساحة يجدون بها من يعبر عنهم وعن الواقع الذي يعيشون فيه. وفي القدس يبدأ رمضان حيث المسجد الأقصى ، فلا يصل إلىه أحدًا من الخارج بسبب الحواجز العسكرية وانتشار جنود الاحتلال على الطرقات وإغلاق مداخل المدينة ، حيث تشهد المنطقة بشكل شبه يومي اعتقالات تعسفية ومنع المصلين من الصلاة فيه واقتحامات متتالية للمستوطنين. رغم الحصار والاحتلال والاعتقالات اليومية التي يواجهها الفلسطينيون ، فهم حريصون على أداء الطقوس الرمضانية ويسعون لتحقيق حلمهم ببناء دولتهم المستقلة ، فيصرون دوما على الذهاب للصلاة في المسجد الأقصى ويحيون طقوسهم للاحتفال بالشهر الكريم رغم العقبات التي يضعها الاحتلال الاسرائيلي وكان أخرها احتجام سفينى "ماريان" لكسر الحصار عن قطاع غزة.
    نيسان ـ نشر في 2015/07/02 الساعة 00:00