معركة الثقة بين الحكومة والنواب .. البيان الوزاري لاطلال كوكب الشرق يتجلى تحت القبة

نيسان ـ نشر في 2018/07/14 الساعة 00:00
اليوم، ستستمع الحكومة لكوكب الشرق، السيدة أم كلثوم وهي تغني الأطلال فتملأهم ثقة قبل ثقة البرلمان.
هذا اذن البيان الوزاري للشاعر إبراهيم ناجي الذي قدم إجابات شافية ووافية لمشهد صرعت به الحكومة مجلس النواب قبل أن تبدأ المعركة وأثخنته جراحا. 'جراح' تنزف ولا يمكن مداوتها بالشعبوية أو بالتنظير. ظهرت الحكومة الأكثر انحيازا للناس من مجلس نوابهم، وظهرت أيضا قادرة على تطويع الخطابة والثقافة بما يخدم مشروعها وبرنامجها، فيما يغضب النواب ويلوحون بحجب الثقة لأن وزيرا لم يبلغهم بزيارته إلى محافظتهم. يعترف برلمانيون بأن الحكومة متقدمة عليهم بالشارع، وأن قواعدهم الانتحابية لم تعد تسأل عن منحهم الثقة أو حجبها بقدر ما يتغنون بالحكومة، ووجود أعضائها بين الناس وفي المحافظات والقرى والمخيمات للوقوف على خدماتهم واحتياجاتهم.
الناس لا تريد أكثر من أن تشعر بشراكة حقيقية مع الحكومة، فيما يريد بعض من ممثليها شراكة ورعاية حصرية لمصالهم وتنفيعاتهم وعطاءاتهم ومطالبهم . 'مطالب' انحصرت في مجملها بين الخدمات والتنفيعات على أن آخرين من أعضاء الكتل البرلمانية زادوا الدوز قليلا، وصل حد التعديل الوزاري، من دون أن يقدموا شرحا وتفسيرا لقواعدهم عن أسباب الحجب، باستثناء التشكيلة التي عاد بها 15 وزيرا لحكومات سابقة وكلها أخذت الثقة من المجلس. الكتلة الأبرز في مجلس النواب 'الإصلاح النيابية' لا تزال في المنطقة الرمادية سياسياً، وهي معذورة في ذلك، لكنها ستحسم أمرها وسط ترجيحات بأنها ستكون لصالح الرزاز لا ضده، ولا سيما أن الرزاز قدم معالجات ووعودا لاقت استحسان بعض أعضاء الكتلة خلال لقائها الرزاز امس الأول. وفي الوقت الذي يكيل به نواب نقدهم وسخطهم على الحكومة وعلى أعضاء محددين فيها، يصر آخرون على منحها الثقة، باعتبارها طوق النجاة الأخير للجميع.
التقديرات النيابية تؤكد دوران حجم ثقة النواب حول الرقم 74، وسط ارتياح حكومي لمستوى الطرح النيابي بالحكومة خلال سلسلة المشاورات البرلمانية التي لا تزال الحكومة تجريها قبل بدء مارثوان الثقة الاسبوع الحالي.
    نيسان ـ نشر في 2018/07/14 الساعة 00:00