بينو يسأل عن مضاعفة كلف مشاريع للاشغال بعد احالة العطاءات

نيسان ـ نشر في 2018/07/19 الساعة 00:00
قال النائب تامر بينو خلال نقاشه لبيان الوزاري لحكومة الدكتور عمر الرزاز إن الشعب والمجلس لم يتشاورا بتشكيل الحكومة، فالشعب لم يختار الحكومة ولا اعضائها. واضاف بينو أنه يجب ان نقوم بألأصلاحات السياسية ونعمل على تشجيع الأستثمار وتحديد الأهداف التي حددتها الحكومة وتساءل بينو عن سبب تضاعف كلف تنفيذ بعض مشاريع وزارة الاشغال عن قيمتها عند احالة العطاءات وخاصة المشاريع الكبرى واسباب التأخير في انجاز بعضها لسنوات عديدة. وتاليا كلمة بينو: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سعادة الرئيس ... الزملاء والزميلات الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية اتفقُ تماماً مع كل ما ورد في كلمة كتلة الاصلاح التي القاها د .عبد الله العكايلة والتزم بقرار كتلتي تجاه الثقة بالحكومة . هناك قصة كنت قد ذكرتها سابقا تحت هذه القبة وسأعيدها اليوم عليكم لرمزيتها تقول القصة جاء سائح اوروبي لزيارة المملكة وعندما ركب سيارة الاجرة اخذ يتبادل مع السائق اطراف الحديث فسأله السائح : ما هي أحلامك ؟ فأجاب السائق أحلم بأن أتزوج بمن أحب ويكون لي بيت وابناء وأستطيع تدريسهم في مدارس محترمة وإذا مرضت أن اتعالج دون امتهان لكرامتي فقال السائح يا سيدي أنا أسألك عن أحلامك ولا أسألك عن حقوقك . من على هذا المنبر اقف إجلالا واحتراما لكل من عرف حقوقه وطالب بها على الدوار الرابع وفي مختلف محافظات الوطن بطريقة حضارية دستورية قانونية راقية قل نظيرها وخاصة في وطننا العربي الأسير . عرفَ حقوقهُ وحقَ الوطن عليه وحق إخوانه في الاجهزة الامنية الذين وصلوا الليل بالنهار لتخرج لنا وللوطن هذه اللوحة الجميلة التي يعتز بها كل محب للوطن . وأطلبُ الصفحَ من زملائي الذين قالوا ان هذه الحكومة جاءت بإرادة شعبية لإختلافي معهم في هذا الامر ، صحيح ان من أسقط الحكومة السابقة هي إرادة من نزل الى الشارع رافضا للسياسات الحكومية الجائرة ولكن تشكيل هذه الحكومة جاء مطابقا لتشكيل سابقتها فلا الشعب اختار رئيس الحكومة ولا اختار أعضائَها ولا ممثلي الشعب استشيروا في اختياره واختيارهم وإن كان رئيس الحكومة يحظى برضى واسع بين ابناء الشعب وحتى بين اعضاء مجلس النواب ولكن الحديث هنا عن النهج السياسي المتبع . الشعوب هي التي تحمي الاوطان وخير مثال على ذلك احباط الانقلاب العسكري ضد الديموقراطية في تركيا فقد خرجت كل الاحزاب المؤيدة منها والمعارضة لسياسة الرئيس اردوغان ليس دفاعا عن شخص الرئيس بل دفاعا عن وطنهم وحريتهم وإرادتهم وحقوقهم . والأتراك رجال ونحن رجال فماذا يمنعنا من النهوض بوطننا على اختلاف مرجعياتنا السياسية لا تخونوا الاحزاب الاردنية فهي وطنية اكثر بكثير من حكومات اغرقت الدولة بالديون ، واهدرت مقدرات الوطن . سأبدأ حديثي من النقطة الرابعة التي حددها البيان الوزاري لدولة الدكتور عمر الرزاز وهي الاصلاح السياسي لأنني ارى الاصلاح السياسي هو الاهم وهو اساس الاصلاحات جميعا وإذا قمنا بإصلاحات سياسية حقيقية وليست شكلية فإن الاصلاحات الاخرى ستأتي تباعا سواء تحدثنا عن سيادة القانون ومكافحة الفساد او معالجة الفقر والبطالة او تشجيع الاستثمار الى آخره من الاهداف التي حددتها الحكومة في بيانها الوزاري الزملاء الاكارم بدايات المجلس السابق عند تشكيل حكومة الدكتور عبد الله نسور إمتلأ قلبي بالتفاؤل بسبب المشاورات التي تمت مع مجلس النواب في حينها ، ومع أن هذه المشاورات كانت شكلية ، إلا انها ارسلت ببريق أمل لتغيير النهج المتبع في تسمية رؤساء حكومات ووزراء لا يعرف الشارع الاردني عنهم شيئا ولا عن برامجهم ولا حتى اشخاصهم ، لا يهمني لون عيون الوزراء ولا لون شعرهم ولا لون جلودهم ولا من أي طريق دخلوا الاردن ولكن ما يهمني هو الطريق الذي سيأخذون الاردن اليه. لم تدم الفرحة طويلا فقد تم التراجع عن هذه الخطوة الاصلاحية في تشكيل حكومة الدكتور هاني الملقي وفي تشكيل هذه الحكومة وتم تجاهل مجلس النواب ايُما تجاهل وكانت النتيجة ما نراه اليوم من عدم رضى شعبي على تشكيلة الحكومة وأشخاصها ولا أقصد لا سمح الله الإساءة لأي منهم على الصعيد الشخصي فهم جميعا ذوات وقامات وأفضل مني ولكن الموضوع ليس شخصيا عندما نتحدث عن وطن وعن القدرات الفنية والسياسية وحتى الاجتماعية للوزراء ولن أخوض كثيرا في تشكيلة الحكومة فقد غطى هذا الجانب العديد من الزملاء . وعندما أسمع كلام جلالة الملك حول الاصلاحات السياسية في الاوراق النقاشية وطلبه من الشباب الانخراط في الأحزاب السياسية والمشاركة في صنع القرار انسجاما مع الدستور والقوانين لذا استغرب من التضييق الامني على الاحزاب والحريات وقد كانت تهمة الانتماء الحزبي جاهزة لعدم توظيف كثير من الكفاءات واقربائهم وربما تصل للجد السابع للمواطن الاردني الفاعل حزبيا . توصيات جلالة الملك في واد والحكومة في واد، فكيف نفعل الاحزاب في ظل هذه التضييقيات والتي وصلت إلى حد أن يتجاهل احد الحكام الإداريين والذي صار وزيرا في الحكومة السابقة قرارا قطعيا للقضاء الأردني بفسخ وبطلان قراره بتشميع مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في العقبة ، بل وما زالت بعض مقار فروع الحزب مغلقة بقرارات ادارية شبيهة من حكام إداريين ، فضلا عما تعرضت له بعض مقار الأحزاب الأخرى من تضييق على إقامة الأنشطة فيها في مخالفة دستورية قانونية صارخة . وهنا استذكر قصيدة معبرة للشاعر احمد مطر تقول : زار الرّئيسُ المؤتَمَـنْ بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ وحينَ زارَ حَيَّنا قالَ لنا : هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ ولا تَخافـوا أَحَـداً.. فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ . فقالَ صاحِـبي (حَسَـنْ ) : يا سيّـدي أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟ وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟ وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟ وأينَ مَـنْ يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟ يا سـيّدي لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً . قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ : أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟! شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً . ** وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا : هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ ولا تَخافـوا أحَـداً فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ . لم يَشتكِ النّاسُ ! فقُمتُ مُعْلِنـاً : أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟ وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟ وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟ وأينَ مَـنْ يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟ مَعْـذِرَةً يا سيّـدي .. وَأيـنَ صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟! اما في مجال سيادة القانون ومكافحة الفساد كنت قد وجهت سؤالا لوزير الاشغال السابق حول سبب تضاعف كلف تنفيذ بعض مشاريع وزارة الاشغال عن قيمتها عند احالة العطاءات وخاصة المشاريع الكبرى والذي ادى الى التأخر في انجاز بعضها لسنوات عديدة مثال ذلك ممر عمان التنموي الذي ارتفعت قيمته عند انتهاء تنفيذه ما يقارب ال 100 مليون دولار والحال يتكرر الان مع مشروع الطريق الصحراوي والذي من المتوقع مع التغييرات التي احدثها وزير الاشغال ذاته ان تزداد قيمته بما يزيد عن ال 100 مليون دولار وعليه أطالب دولتكم الاطلاع على سؤالي وتشكيل لجنة تحقيق فنية محايدة للاجابة على ما ورد في هذا السؤال لمعرفة مواطن الخلل : هل هي بسبب عدم الاعتماد على دراسات وافية ودقيقة، ام ان تفرد الوزير باتخاذ القرارات خلال التنفيذ هو الذي سبب ارباكات مالية لخزينة الدولة، وخاصة في ضوء حديثك عن ضبط النفقات وإدارة المال العام، وبإمكانك ان تطلب هذه الوثائق من وزارة الاشغال أو من ديوان المحاسبة ، كما لا يفوتني مطالبة دولتكم بتشكيل لجنة تحقيق حول عطاء إزالة الأبنية من موقع ميناء العقبة وكيفية تلزيمه . إن الدول تعرف في العالم بصقورها العسكرية وكذلك بأجنحتها المدنية فماذا سيحل بالملكية الأردنية ؟ وإنني بحكم متابعتي لهذا الملف قد اطلعت وتابعت قضايا كثيرة، فهل ستقوى على فتح ملف الفساد فيها وإنني مستعد للتعاون مع الحكومة إذا امتلكت الإرادة لذلك. كما وأطالبك بتقوية المؤسسات الرقابية وعلى رأسها ديوان المحاسبة ، هل تعلم يا دولة الرئيس ان ديوان المحاسبة يمنع من الدخول الى مؤسسة خاضعة لرقابته وتستطيع التأكد من ذلك من معالي وزير البلديات ورئيس ديوان المحاسبة. يا دولة الرئيس أخاطبك من خلال الرئاسة الكريمة المديونية يا دولة الرئيس ، هذا العبء الملقى على كاهل وطننا ، وقد تجاوزنا كل الخطوط الحمراء في هذا الامر ، و نحتاج خطة لسدادها لنحرر قرارنا السياسي ونحافظ على سيادتنا ، وكلكم تعلمون ان هناك طريقتان لاحتلال الاوطان الطريقة التقليدية بالدبابات، والطريقة الحديثة بإغراقها بالديون، وقد زارتنا البعثة التفتيشية الثانية من صندوق النقد الدولي وأكدت على ضرورة التمسك بتقديم قانون ضريبة الدخل، ، وقد أعدك الأردن لمثل هذا اليوم بما اكتسبت من خبرات اقتصادية دولية، فهل ستكون من يكتب وثيقة الاستقلال الاقتصادي عن صندوق النقد الذي ما دخل بلدا إلا ودمره، ولك في ماليزيا وتجربتها خير مثال على استقلال الإرادة. يا دولة الرئيس الحمل كبير والمثبطات كثيرة، لكن اياك ثم إياك ان تسمح لمعادي الاصلاح وقوى الشد العكسي، بتثبيط عزيمتك وثنيك عن اهدافك ، فهناك رؤساء حكومات قبلك اسماؤهم تحلق في السماء واجسادهم تحت التراب، ورؤساء حكومات ينتظر التراب ان تلحق اجسادهم بأسمائهم ، فحلق عاليا ولا تنجرف مع التيار، بل كن انت التيار الاصلاحي وخذ الاخرين معك. منذ تكليفك لم ندع لقاء الا وحضرناه لم نترك خطابا لك إلا واستمعنا له، لم نترك صفحة من بيانك إلا وحللناها، وتابعنا وزملاؤنا هذا النقاش الإيجابي لخمسة أيام متتالية، فهل سيجيء ردك كما البيان منمقا جميلا مستنسخا ومعدا مسبقا ؟ أم ردٌ يتوج الاستجابة لكل الطروحات البناءة في خطابات الزملاء النواب؟ وما استبد برأي في حكومته إن الحكومة تغري مستبديها رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها حمى الله الاردن وادامه حصنا عزيزا منيعا ، ارض حشد ورباط سندا لفلسطين واهلها ، ومشعل تحرير لأقصاها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نيسان ـ نشر في 2018/07/19 الساعة 00:00