رمضان في الصين.. صور

نيسان ـ نشر في 2015/07/05 الساعة 00:00
لمسلمين في الصين عادات وتقاليد خاصة، وطابع مميزعن غيرهم، فشهر رمضان في الصين يسمى «باتشاي»، ويبلغ عدد المسلمين حوالي 20 مليون مسلم يتركزون في شمال غرب البلاد. وصوم رمضان في الصين يكون إلزاميا منذ مراحل العمر المبكرة, فيلزمون الإناث بأداء الصيام في التاسعة من العمر, ويلزمون الذكور في سن الثانية عشرة, ومن خرج عن هذه القاعدة دون عذر واضح قوبل بالطرد والنفي من المجتمع, حتي التدخين يشكل حرمة كبيرة, ويمنع ممارسته كشرب الخمر تماما. فمع حلول شهر رمضان، تتزين المساجد في الصين، وتبدأ المطاعم الإسلامية في النشاط حول هذه المساجد، استعدادا لاستقبال المسلمين هناك. لا تخلو مائدة في المناطق التي يتركز فيها المسلمون في الصين تقريبا من الحلويات الرمضانية المشهورة في البلدان العربية والإسلامية، فضلا عن أكلات وحلويات المطبخ الصيني الذي يخلو من الكولسترول، لأنهم لا يستعملون الدهون في الأكل. ويبدأ الدعاة وأئمة المساجد مع حلول شهر رمضان في إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية، خاصة تلك التي ترتبط بالصيام وأخلاق الصائمين. كذلك يحرص المسلمون خلال شهر رمضان على تبادل الحلوى والتمر والشاي. وينتشر في الصين أكثر من 988 مطعم ومتجر للأطعمة الإسلامية، ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر في رمضان بين المسلمين في رمضان لحم الضأن المشوي. عادة ما تنتشر الفوانيس خلال شهر رمضان بين المسلمين في الصين، فهي تعد من أشهر السلع التي تصدرها الصين للعالم العربي والإسلامي، فهي بدأت منذ القدم إذ استخدمها الناس في الانارة وكذلك لتزيين المنازل والأحياء السكنية ولكنها تحولت الى عادة واستمر الناس عليها كل عام وبناء علية تحولت فوانيس رمضان إلى تجارة كبيرة. وبحسب وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء، فإن المسلمين الصينيين عند دخول وقت الافطار يأكلون أولا قليلا من التمر والحلوى ويشربون الشاي بالسكر، وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب، وبعد الانتهاء يتناولون الإفطار مع أفراد العائلة. وكعادتهم في رمضان يصلي الصينيون التراويح ليرفعوا أصواتهم بالدعاء بعد انتهاء كل ركعتين: "يا مقلب القلوب والأبصار، يا خالق الليل والنهار، اللهم قوِّ إيماننا لنثبت على طريق الحق". ويصلي المسلمون في الصين صلاة التراويح عشرين ركعة, ويحرص مسلمو الصين علي أداء الصلاة وتلاوة القرآن وإحياء ليلة القدر, ويبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن. هذا ويتعرض المسلمون في الصين لضغوط كبيرة، فالسلطات الصينية تفرض قيوداً صارمة على مسلمي إقليم شينجيانغ بخصوص صوم شهر رمضان في إجراءات نددت بها منظمة غير حكومية في الخارج. وتستهدف القيود الموظفين الرسميين والمدرسين والطلاب الذين منعوا من المشاركة في الطقوس الدينية التقليدية المرتبطة بشهر الصيام لدى المسلمين وذلك بحسب أوامر نشرها عدد من المواقع الحكومية على الإنترنت. في المقابل يتلقى الذين يفطرون علناً إشادة، حيث نشر مكتب حكومي لإدارة حوض نهر تاريم صورة يبدو فيها موظفوه المسلمون وهم يتناولون طعام الغداء السبت. وعلق المكتب "على الرغم من تزامن هذه الوجبة مع شهر رمضان، فإن الموظفين الذين شاركوا فيها أبدوا موقفاً إيجابياً". ولا تطبق هذه القيود على الموظفين العاملين فحسب، بل على المتقاعدين أيضاً، بحسب جهاز رسمي آخر. وتعكس هذه الإجراءات تفاقم قمع السلطات الشيوعية في هذا الإقليم الشاسع، الواقع شمال غربي البلاد، حيث تعارض أكبر مجموعة إثنية، أي اليجور، البالغ عددهم 9 ملايين نسمة ويتحدثون باللغة التركية، تعليمات حكومة الإقليم. يشار إلى النظام الصيني يأمر قيادييه الشيوعيين المحليين كل عام بفرض قيود صارمة على الأنشطة الدينية في شهر رمضان في شينجيانج، ولا سيما الحد من حرية ارتياد المساجد. ومن أقدم المساجد في بكين العاصمة، نجد مسجدي "نيوجيه" الذي بني منذ ما يقرب من 1000 عام، ومسجد "دونغ سي" الذي يعود تاريخ بنائه إلى 500 عام، وقد تم تجديدهما عدة مرات خلال 50 عامًا. وبحسب شبكة « سي إن إن» الأمريكية، تتبنى بعض المدارس والمؤسسات الحكومية في إقليم شينجيانج «تركستان الشرقية» بغرب الصين سياسات تحظر على المسلمين صيام شهر رمضان المبارك، وهو ما أثار انتقادات واسعة، بينها الحكومة التركية. وتأتي تلك القيود بالرغم من كون الصوم أحد الأركان الأساسية للإسلام، والذي يحرص على ممارسته مسلمو الإيجور، في الإقليم الغربي. وأصدرت الخارجية التركية بيانًا هذا الأسبوع قالت فيه: “بمشاعر الحزن، استقبل الرأي العام التركي تقارير منع الإيجور من صيام رمضان وممارسة عقائدهم الدينية". لافتًا إلى أنَّ أنقرة أبلغت رسميًا السفير الصيني لديها بمشاعر "القلق العميق".
    نيسان ـ نشر في 2015/07/05 الساعة 00:00