الدكتور علي العبوس في مواجهة مقصلة لويس السادس عشر
نيسان ـ نشر في 2018/08/19 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات...اضطرت نقابة الأطباء إلى تعليق العمل بلائحة الاجور الطبية لعام 2018؛ بعد أن أثارت زوبعة من الغضب الأردني، فيما تعكف اللجان المختصة في نقابة الأطباء على تقديم لائحة أجور جديدة، تراعي مصلحة الطبيب والمريض في ذات الوقت.
هذا التغير الحاد في الموازين والاهداف لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة لضغط إلكتروني شاركت به شرائح المجتمع الأردني، بغية إيقاف الجشع النقابي بالأدوات الديمقراطية.
نجحت الناس في معركتهم مع النقابة، ونجحوا أكثر في إعادة النقابات إلى رف العمل العام مجددا، بعد اليوم لن تقوم للنقابات قائمة، ولن تحملهم أكتاف الناس في الشوارع، لقد انكشف ظهرهم مبكراً.
لم تصمد نقابة الاطباء التي عادت للحياة العامة في أحداث أيار الفائت الرافضة لمشروع قانون ضريبة الدخل، الناس اليوم أعادت النقابات إلى "قبرها" الوثير في الشميساني، وقرأت الفاتحة بصوت خفيض، ثم وضعت نصيبة على القبر قبل أن ترشه بالماء.
بالنسبة لنقيب الاطباء، الدكتور علي العبوس فإن المزاج يتجه داخل جسم نقابته إلى إعادة النظر في اللائحة بشكل كامل، وصياغة لائحة جديدة، تراعي وضع الناس وظروفهم المادية..يا لطيف.
كأننا سمعنا مثل هذا الكلام سابقاً، لكن الحنجرة لم تكن نقابية، لقد كانت حكومية، واضطرت لمثل هذا الحديث بعد أن سحبت مشروع قانون الضريبة.
من يعود بذاكرته إلى احتجاجات الأردن التي قادها العبوس ورفاقه في قلب عمان سيدك من فوره أن المقصلة الاجتماعية لا ترحم من يخون أفكارها وقيمها، وأن من رفعته على أكتافها في الصباح ستقدمه قربانا لمقصلتها في المساء.
هذا تماما ما حدث مع النقيب العبوس..بدا المشهد بزفة العبوس فوق أكتاف الرجال، من دون أن تضوج أو حتى تتعرق أرواحهم، كان ذلك قبل أقل من 90 يوما، ثم وبعد ان انقلب الرجل على أهداف المشروع الاجتماعي ردت عليه الناس بوابل من السخط، وأدخلوه ونقابته في مأزق لن ينساه الرجل ولن تنساه الناس.
العبوس اليوم وبعد ان دخل في الحائط يقول إن مجلس النقابة سيلجأ للحوار مع جميع جهات الاختصاص.. هي صحوة لكنها لم تكن بريئة.
لعل العبوس يدرك جيداً ما حدث في الثورة الفرنسية، تلك الثورة التي ابتلعت مقصلتها مئات "القادة الثوريين" ممن انقلبوا على أنفسهم وعلى ثورتهم..في الصباح تحملهم أكتاف الثوريين، فتصدح حناجرهم ضد النظام الإقطاعي وامتيازات النبلاء ولصالح تحقيق المساواة بين الفرنسيين، ثم وما أن ينكشف أمرهم في المساء يُساقون لمقصلة الملك لويس السادس عشر.
في الحقيقة، النقابة تستنسخ تجربة الحكومة بحذافيرها..لا تراجع عن اللائحة الجديدة، وكل ما تقوله النقابة ويقوله نقيبها ليس أكثر من "خفض للرأس لتمر العاصفة بهدوء".
هذا التغير الحاد في الموازين والاهداف لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة لضغط إلكتروني شاركت به شرائح المجتمع الأردني، بغية إيقاف الجشع النقابي بالأدوات الديمقراطية.
نجحت الناس في معركتهم مع النقابة، ونجحوا أكثر في إعادة النقابات إلى رف العمل العام مجددا، بعد اليوم لن تقوم للنقابات قائمة، ولن تحملهم أكتاف الناس في الشوارع، لقد انكشف ظهرهم مبكراً.
لم تصمد نقابة الاطباء التي عادت للحياة العامة في أحداث أيار الفائت الرافضة لمشروع قانون ضريبة الدخل، الناس اليوم أعادت النقابات إلى "قبرها" الوثير في الشميساني، وقرأت الفاتحة بصوت خفيض، ثم وضعت نصيبة على القبر قبل أن ترشه بالماء.
بالنسبة لنقيب الاطباء، الدكتور علي العبوس فإن المزاج يتجه داخل جسم نقابته إلى إعادة النظر في اللائحة بشكل كامل، وصياغة لائحة جديدة، تراعي وضع الناس وظروفهم المادية..يا لطيف.
كأننا سمعنا مثل هذا الكلام سابقاً، لكن الحنجرة لم تكن نقابية، لقد كانت حكومية، واضطرت لمثل هذا الحديث بعد أن سحبت مشروع قانون الضريبة.
من يعود بذاكرته إلى احتجاجات الأردن التي قادها العبوس ورفاقه في قلب عمان سيدك من فوره أن المقصلة الاجتماعية لا ترحم من يخون أفكارها وقيمها، وأن من رفعته على أكتافها في الصباح ستقدمه قربانا لمقصلتها في المساء.
هذا تماما ما حدث مع النقيب العبوس..بدا المشهد بزفة العبوس فوق أكتاف الرجال، من دون أن تضوج أو حتى تتعرق أرواحهم، كان ذلك قبل أقل من 90 يوما، ثم وبعد ان انقلب الرجل على أهداف المشروع الاجتماعي ردت عليه الناس بوابل من السخط، وأدخلوه ونقابته في مأزق لن ينساه الرجل ولن تنساه الناس.
العبوس اليوم وبعد ان دخل في الحائط يقول إن مجلس النقابة سيلجأ للحوار مع جميع جهات الاختصاص.. هي صحوة لكنها لم تكن بريئة.
لعل العبوس يدرك جيداً ما حدث في الثورة الفرنسية، تلك الثورة التي ابتلعت مقصلتها مئات "القادة الثوريين" ممن انقلبوا على أنفسهم وعلى ثورتهم..في الصباح تحملهم أكتاف الثوريين، فتصدح حناجرهم ضد النظام الإقطاعي وامتيازات النبلاء ولصالح تحقيق المساواة بين الفرنسيين، ثم وما أن ينكشف أمرهم في المساء يُساقون لمقصلة الملك لويس السادس عشر.
في الحقيقة، النقابة تستنسخ تجربة الحكومة بحذافيرها..لا تراجع عن اللائحة الجديدة، وكل ما تقوله النقابة ويقوله نقيبها ليس أكثر من "خفض للرأس لتمر العاصفة بهدوء".
نيسان ـ نشر في 2018/08/19 الساعة 00:00