(شبيح) إعلامي يثأر للأسد بـــ (سيلفي)
نيسان ـ نشر في 2015/07/05 الساعة 00:00
سمحت قوات أمن النظام السوري، لمذيع يعمل في الفضائية السورية، بأن ينفرد مع مسلحين وقعوا أسرى بيد الجيش، ويلتقط معهم "سيلفي" مفسحاً في المجال لتعليقات تنال من المعارضة السورية.
وكان المذيع والمراسل في فضائية النظام السوري، شادي حلوة، قد قام منذ ساعات، بنشر صورة "سيلفي" واضعاً بعض المسلحين الذين وقعوا أسرى بيد جيش النظام في خلفية الصورة، ونشر عليها: "سيلفي.. والإرهابيون خلفي".
علماً أن صور الأشخاص الظاهرين في الخلفية، تظهر مسلحين ضئيلي البنية وصغيرين في السن، ولا تظهر عليهم ملامح "الأبطال" الأشداء الذين أراد المراسل السوري إظهار نفسه كما لو أنه قد قام باصطحابهم "غنائم" حرب يتباهى بها على زملائه في المهنة.
وعلى الرغم من أن ما فعله المراسل السوري والمذيع في فضائية للنظام، يعتبر من محرّمات الإعلام الحديث، حيث لا يجوز أن يتصرف المراسل مع المادة الإعلامية كأنها "صيد" شخصي أو ثأر أو تصفية حسابات، بل كان يمكن الاكتفاء بالتقاط صور لهم، ثم نشرها كخبر أو تقرير، دون الاستقواء على عناصر الصورة وإظهارهم بمظهر الخصوم العسكريين لمراسل يفترض أنه ناقل للحدث، إلا أن المراسل "البطل" استغل علاقته بقوى أمن النظام وأراد التعبير عن مدى موالاته لنظام الأسد فقرر"الانتقام" له على طريقته، فدخل الى مكان احتجاز الأسرى والتقط صورة "سيلفي" معهم.
وليست المرة الأولى التي يسمح فيها النظام لإعلاميي فضائياته، بالتقاط صور تظهر تشفّي المذيع بمن وقع أسيراً بيد الجيش. بل كان يسمح للمراسل أن يجري تحقيقات أمنية عسكرية مع الأسرى.
وما أن نشر مراسل فضائية النظام للسيلفي، حتى عبّر أنصار النظام السوري عن سعادتهم الغامرة بهذا "النصر" المؤزّر" للمذيع "البطل" متمنين له "مزيداً" من الانجازات في هذا المجال.
يذكر أن المراسل السالف ذكره، سبق وأن اعتدى بالضرب على زميلة له في فضائية سورية موالية للنظام. حيث عرف أنه التقى والمراسلة قرب القصر البلدي في مدينة حلب، ولأسباب لم تكشف قام المراسل بضرب المراسلة، ثم البصق عليها أمام المارة.
المراسل لم ينف الحادثة، بل وضعها في خانة "الخلاف الشخصي" لا الخلاف "السياسي أو المهني" على حد قوله. وطالب أمن النظام بأن "يحقق في الحادثة ليعرف من البادئ".
الحادثة اعتبرت "فضيحة" إضافية لإعلام النظام السوري، ولم يتم التحقيق فيها، مع أن الفضائية السورية مملوكة للدولة، وحادثة الاعتداء التي رواها الشهود واعترف بها المراسل للإعلام، كان يمكن أن يكون لها "عواقب" قانونية وإجراءات تتخذ بحق المعتدي.
إلا أن مصادر إعلامية سورية أكدت أن للمراسل "حظوة" لدى مؤسسة أمن النظام، فقامت بتغطيته قانونياً، ومنعت اتخاذ أي إجراء ضده، وتمت "لفلفة" الحادثة دون أن ينال "جزاءه المستحق" كما أشارت المصادر السابقة.
نيسان ـ نشر في 2015/07/05 الساعة 00:00