من براميل طلاب الفيصلية حتى ياقات أساتذة آل البيت..هذا ما جنت أيديكم
نيسان ـ نشر في 2018/09/04 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات...كيف تسربل رئيس جامعة آل البيت، الدكتور ضياء الدين عرفة إلى بيته؟ وماذا قرأ في عيون زوجته وابنائه بعد ان غادر مكتبه على وقع هتاف الربيع العربي "ارحل" .."ارحل". لم ينقص مشهد أمس الأول إلا أن تصدح حناجر تلك الجموع وبعالي الصوت " زنقة زنقة ودار دار" .
ساعات قليلة فصلت بين ضجة صنعتها ياقات ملونة في جامعة آل البيت وبراميل مدرسة الفيصيلية في مادبا، المشهد الأكاديمي اكتمل؛ فهاهم الطلبة وهاهم الأساتذة.
يا الله كم كان مشهد خروج الدكتور عرفة مرعبا وموجعاً...لقد ظهر على سطحنا الاكاديمي_ فعلا لا قولا_ كم هي منظومتنا التربوية والتعليمية اكثر من متهتكة.
كنا قديما نخشى كلفة رؤية المعلم في أسواقنا وفي اعراسنا فنلوذ لاقرب زقاق..ماذا تغير علينا اليوم؟.
الجواب . الكثير.
ما حدث كان بمثابة مرآة حقيقية عكست حجم هروبنا من مواجهة مشاكلنا وتشخيصها بعين علمية وموضوعية بعيدا عن ثقافة فناجين القهوة، وعباءات المستشيخين ممن صُنعوا على عجل في مطابخ رسمية، ظنت انها تفعل خيرا للاردن وللمجتمع.
كانت البداية مفزعة حين سمحنا للطالب ان يعتدي على المعلم، ثم شاركنا في جاهة الصلح واستبدلنا ادوات القانون بشيء من عقدنا الاجتماعية البائسة نحو المشيخة الزائفة لمستقبل غامض.
لا يمكن لاحد ان يفهم حادثة الزعرنة في جامعة ال البيت، وضجيج براميل وعصي طلاب مدرسة الفيصلية من دون ان يؤمن حق الايمان بأن سياقاتنا الاجتماعية والأكاديمية أنتجت أسوأ من ذلك، لكننا نواصل دس رؤوسنا في الرمال.
نرفض الواقع، ونتشبث بالإنكار..تخيلوا أننا ننتفض اذا سمعنا امرأة تتحدث مع شيخ يزعم أن علاقته شرعية بالجن وتطلب منه السيدة تحطيم "حماتها" مقابل ٧٥٠ دينارا، رغم انتهاجنا الأدوات ذاتها مع اختلاف بسيط في العناوين والغايات.
الناس اليوم تريد مدرسة وجامعا وملعبا وجامعة في حارتها، وقد استجاب الرسمي لذلك فامتلأت محافظاتنا بمدارس وجامعات تخرج اميين بدرجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة؛ لتكمل بذلك مسيرة الجهل في مدارسنا.
لا يمكن لنا التعميم على كل مخرجات التعليم، لكن نتائج اختبارات الجامعة الاردنية للمعلمين الجدد تقول الكثير.
في الحقيقة، لا نريد من وزارة التربية والتعليم تلويحا بتغليظ العقوبات على طلبة اعتدوا على مرافق مدرستهم في مادبا، ولا نريد تشكيل لجان وشكاوى من رئيس جامعة ال البيت تجاه زملائه، نريد ان نرش الماء "المثلّج" في وجه الانسان النائم في أعماقنا، نريده مستيقظا ومدركا لحاجتنا الملحة في احداث معالجات تتناسب وحجم الصدع في منظومتنا الاجتماعية والاكاديمية من دون مساحيق واكسسوارات عبثية.
لماذا تصرون على دفع عجلتنا المجتمعية نحو الخراب، لماذا صرنا نحلم بالفراسة ونعتاش على الكذب والدونية، كفاكم هرولة على دروب النفاق والدجل والبهرجة، فالمجتمعات الحية لا تبني نفسها بعصا موسى، إنها تؤمن حد اليقين بنفسها، فتلفظ كل من شبّ عن طوقها.
ساعات قليلة فصلت بين ضجة صنعتها ياقات ملونة في جامعة آل البيت وبراميل مدرسة الفيصيلية في مادبا، المشهد الأكاديمي اكتمل؛ فهاهم الطلبة وهاهم الأساتذة.
يا الله كم كان مشهد خروج الدكتور عرفة مرعبا وموجعاً...لقد ظهر على سطحنا الاكاديمي_ فعلا لا قولا_ كم هي منظومتنا التربوية والتعليمية اكثر من متهتكة.
كنا قديما نخشى كلفة رؤية المعلم في أسواقنا وفي اعراسنا فنلوذ لاقرب زقاق..ماذا تغير علينا اليوم؟.
الجواب . الكثير.
ما حدث كان بمثابة مرآة حقيقية عكست حجم هروبنا من مواجهة مشاكلنا وتشخيصها بعين علمية وموضوعية بعيدا عن ثقافة فناجين القهوة، وعباءات المستشيخين ممن صُنعوا على عجل في مطابخ رسمية، ظنت انها تفعل خيرا للاردن وللمجتمع.
كانت البداية مفزعة حين سمحنا للطالب ان يعتدي على المعلم، ثم شاركنا في جاهة الصلح واستبدلنا ادوات القانون بشيء من عقدنا الاجتماعية البائسة نحو المشيخة الزائفة لمستقبل غامض.
لا يمكن لاحد ان يفهم حادثة الزعرنة في جامعة ال البيت، وضجيج براميل وعصي طلاب مدرسة الفيصلية من دون ان يؤمن حق الايمان بأن سياقاتنا الاجتماعية والأكاديمية أنتجت أسوأ من ذلك، لكننا نواصل دس رؤوسنا في الرمال.
نرفض الواقع، ونتشبث بالإنكار..تخيلوا أننا ننتفض اذا سمعنا امرأة تتحدث مع شيخ يزعم أن علاقته شرعية بالجن وتطلب منه السيدة تحطيم "حماتها" مقابل ٧٥٠ دينارا، رغم انتهاجنا الأدوات ذاتها مع اختلاف بسيط في العناوين والغايات.
الناس اليوم تريد مدرسة وجامعا وملعبا وجامعة في حارتها، وقد استجاب الرسمي لذلك فامتلأت محافظاتنا بمدارس وجامعات تخرج اميين بدرجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة؛ لتكمل بذلك مسيرة الجهل في مدارسنا.
لا يمكن لنا التعميم على كل مخرجات التعليم، لكن نتائج اختبارات الجامعة الاردنية للمعلمين الجدد تقول الكثير.
في الحقيقة، لا نريد من وزارة التربية والتعليم تلويحا بتغليظ العقوبات على طلبة اعتدوا على مرافق مدرستهم في مادبا، ولا نريد تشكيل لجان وشكاوى من رئيس جامعة ال البيت تجاه زملائه، نريد ان نرش الماء "المثلّج" في وجه الانسان النائم في أعماقنا، نريده مستيقظا ومدركا لحاجتنا الملحة في احداث معالجات تتناسب وحجم الصدع في منظومتنا الاجتماعية والاكاديمية من دون مساحيق واكسسوارات عبثية.
لماذا تصرون على دفع عجلتنا المجتمعية نحو الخراب، لماذا صرنا نحلم بالفراسة ونعتاش على الكذب والدونية، كفاكم هرولة على دروب النفاق والدجل والبهرجة، فالمجتمعات الحية لا تبني نفسها بعصا موسى، إنها تؤمن حد اليقين بنفسها، فتلفظ كل من شبّ عن طوقها.
نيسان ـ نشر في 2018/09/04 الساعة 00:00