عذرا يا أبتي.. نحن مجرد لصوص

عذرا يا أبتي!! فهذه الصورة لم تعد توجع أحداً.. عذرا يا أبتي فقد سرقنا تعبك، وسنسرق حلم ابنائك ثم نطلب منهم أن يكونوا هادئين ومؤمنين.
يا أبتي!!في بلادنا لا تفكر في الراحة ابدا، عليك ان تبقى متهيئا لقمامتنا الكثيرة..القمامة في الشوارع والمركبات وحتى في رؤوسنا و قلوبنا.
"قلوبنا" باتت فائضة عن حاجتنا الإنسانية، هي فقط مضخات لحمية تمدنا بما يسمونه دماً، ثم نواصل التنكيل بك دون غيرك.
هو ليس دماً تماماً، هو مجرد سائل أحمر برائحة تشبه أعماقنا الصدئة. لا تهتم بكل ذلك، ولا تحدثني عن شيخوتك وتعب السنين وحاجة بيتك والتزامات ابنائك، فصورتك كتاب مفتوح.
في الصورة كثير من تعب الشيخوخة، وفي الصورة أيضا فضح لادعاءات وحكايا رسمية عن رعاية الشيخوخة، وحماية حق الانسان في التقاعد، والضمان، وفي الصورة سقطنا جميعاً في اختبار الإنسانية، وحق الكبار في عيش آمن من خبايا أرذل العمر.
مهلا أيها الشيخ وأنت تحمل كل هذه الأوجاع على ظهرك وتمضي.. لا تنسى أن تكنس أرواحنا وقلوبنا من كل هذا الحقد والكراهية، فمازلنا محكومين بالأمل.