جيش إلكتروني.. هكذا يسخر داعش ألعاب الإنترنت للتجنيد

نيسان ـ نشر في 2015/07/08 الساعة 00:00
أبهر تنظيم "الدولة" العالم منذ ظهوره باستخدامه المتقن للتكنولوجيا والتقدم الحاصل فيها والإعلام الجديد، فبالإضافة إلى قدرته في الإنتاج "الهوليودي" لأفلامه التسجيلية، برع التنظيم في بث فكره ومواجهة الإعلام المعادي له عن طريق جيوش إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "فيسبوك" و"تويتر". لم يقف التنظيم عند هذا الحد، بل من الواضح أنه يستمر في البحث والتنقيب عن وسائل جديدة لإيصال رسائله لغزو العالم "فكرياً". حيث تحدثت عدة مصادر إعلامية وخبراء عن بدء التنظيم في استخدام التطبيقات الذكية والألعاب الإلكترونية على الهواتف المحمولة؛ لفتح خط اتصال مع من يستخدم اللعبة أو التطبيق ومحاولة جذبه. - الإمارات تتابع وتحذر الحديث لم يكن أقاويل إعلامية فحسب، إذ أكدت ذلك دراسة أعدتها مؤسسة وطني الإمارات، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات، وخدمة الأمين، ومركز دبي للأمن الإلكتروني، أن معظم عمليات التجنيد التي يقوم بها "الدولة" تتم عبر مواقع التواصل الإلكتروني، وتطبيقات الألعاب المدعومة بخدمة الدردشة، مبينة أن التنظيم يملك أكثر من 90 ألف صفحة على موقعي فيسبوك وتويتر باللغة العربية، و40 ألفاً بلغات أخرى، وبالطبع يستخدم ذلك بدعوة أشخاص إلى لعبة معينة، وهو ما يوفره فيسبوك ويستهوي المستخدمين. الدراسة وحديثها عن إمكانية التجنيد عبر الألعاب الإلكترونية أثارت قلق السلطات الإماراتية، فلا يبدو أن الإمارات وغيرها من دول العالم قد تفطنت سابقاً لمثل هذه المخاطر. وأمام العدد الهائل من تلك الألعاب وجمهورها من كل الأعمار وبخاصة المراهقين والشباب، لا تبدو السيطرة على الموضوع سهلة كالرقابة على مواقع يوتيوب، وفيسبوك، وتويتر، التي يلاحقها الأمن الإلكتروني العالمي لحجب نشاط "الدولة" فيها. وقد جاء القلق الإماراتي على لسان الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الذي قال إن التجنيد الإلكتروني من "الدولة" يُعد من أخطر الجرائم، خصوصاً في ظل امتلاك التنظيم لعشرات المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي وبلغات مختلفة، مشيراً إلى ضرورة فهم وتحليل المحادثات التي تدور مع الشباب المستهدفين ومعرفة كيفية إقناع شاب أو شابة في دولة أوروبية بالسفر آلاف الأميال للعيش في خرابات وتنفيذ عمليات إرهابية. - الخليج والغرب أكثر خطراً كلام خلفان، أكده الخبير التقني سيف الوليد، الذي قال في حديث لـ "الخليج أونلاين" إن الإنترنت كلما كان أسرع فستكون قوة اللاعب أفضل، وهو ما توفره تقنية "ping" أو ما تسمى بالسرعة اللحظية للإنترنت، وتجعل اللاعب أقوى في ردة الفعل، مؤكداً أن تلك السرعة موجودة في الخليج وأوروبا حيث التقدم التكنولوجي، وهو ما يساعد ويشجع الشباب هناك على الإنخراط في اللعبة، ويعرضهم للاعبين مندسين من قبل التنظيم. طريق التخاطب وعن طريقة وخطوات الدخول في حوار "حر" بين شخصين أو أكثر داخل اللعبة، أضاف الوليد، أن التواصل يتم من خلال جروبات (غرف محادثة) خاصة وذات نسبة عالية من الأمان. "الجروب يضم لاعبين ضمن معركة إلكترونية معينة يختار مؤسس الجروب مكاناً وأجواء خاصة ويبدأ باستقبال طلبات إضافة لخوض النزالات، أو يقوم بنفسه بدعوة لاعبين". وبعد انقسام الجروب إلى فريقين متنافسين، يتحاور بحرية كل مجموعة حول خططها للفوز على الخصم أو يدخل أحد اللاعبين مع زميله باللعبة في نقاش قد يكون "فكرياً". - المال يستغل في المنافسة التحركات المالية (حقيقية عبر بطاقات الفيزا كارت) كما أوضح الخبير التقني، تبدأ بشراء اللعبة بقرابة 600 إلى 1000 دولار، ولكي يدخل اللاعب في ساحة اللعب "الدولي" ينشئ لنفسه حساباً خاصاً في اللعبة "أكاونت" سعره قرابة 20 دولار تقريباً. ثم يدفع التحدي الكبير بين الخصوم، إلى شراء السلاح داخل اللعبة، ويغري في ذلك الترقيات إلى رتب وقوة تضاف للاعب. - صناعة عقول الأطفال وفرصة "الدولة" الوليد، وهو مهندس إلكتروني ومقدم برامج تلفزيونية تقنية، أضاف أن ما صنعته هذه الألعاب من صورة ذهنية لدى الأطفال، تدفعه إلى حب المغامرة وتجربة ما يراه في الألعاب، "وهنا تكونت في مخيلة كل لاعب بذرة سؤال: (ماذا لو كنت أنا هذا البطل)؟". وبيّن أن ما شجع على ذلك ما تمنحه التقنيات الحديثة من نقل اللاشعورية في العالم الإفتراضي إلى عالم محسوس، من خلال النظارات الذكية أو الأجهزة ذات الاستشعار اللحظي في الألعاب. ويؤكد أن نقل العالم الافتراضي إلى العالم الحقيقي أصبح حلماً يراود كل ممارس لتلك الألعاب، "الجماعات المسلحة كتنظيم الدولة وغيره تسقي هذه البذرة بفرصة توفير ذلك، وتحقيق الحلم للاعب من خلال انخراطه معهم، وتعزز بطولاته بإقناعه بأهدافها في إنقاذ الأبرياء والقضاء على الظلم".
    نيسان ـ نشر في 2015/07/08 الساعة 00:00