مات أطفالنا وعاشت الحكومة

نيسان ـ نشر في 2018/10/29 الساعة 00:00
بقلم الصياد..الجو رائق. الاطفال يلعبون. والسماء صافية. لا شيء يدعو إلى الموت. لكنه هجم كالوحش على أطفالنا. نتحدث عن البحر يا سادة لا شيء غيره.
في الحقيقة، تتمنى الحكومةُ أن يلقي الناسُ المسؤوليةَ على البحر.. البحر ميت .. ويا حبذا لو ذهب أحدنا إلى القول إن ملوحة البحر هي من جثمت على أرواحنا.
البحر مثل ذئب قوم يوسف.. إنه بريء من دم أطفالنا.. فمن المسؤول؟..تتعثّر دابة في أرض غريبة .. فيقدم وزير ما استقالته متحمّلا المسؤولية كاملة.. مسؤولية اخلاقية وسياسية.. فمن ننتظر نحن حتى يتحملها؟.
في الخبر أن وردة قطفتها إحدى الطالبات من حديقة زهور كانت مدرسة في بلاد غريبة برحلة اليها.. فاستقال وزير التربية.. ولما سئل قال إنه يتحمل مسؤولية عدم ايصال ثقافة عدم العبث بالممتلكات العامة لكل طالب.. استقال الرجل ومضا في طريقه.
في الأردن فقط، يبلع البحرُ رحلة أطفال .. فتنشغل الحكومة بالمدرسة..هذا كتابهم.. وهذا تغيير مسار.. وهذه حمولة زائدة، قبل ان نلتقط أنفاسنا وننتشل جميع الشهداء.
ظلت تسن سكاكينها على رقبة الإدارة فيما ينشغل الأردنيون بعد الشهداء والجرحى ثم يبكون على الجميع.
تقرر أن تنصت للمسؤولين لتفهم الازمة ولتعرف أين المسؤولية فتندهش من حجم المراوغة والتدليس.. وكأن الواحد والعشرين شهيدا وعشرات الجرحى مجرد أرقام لا أرواح فيها.
لا تحاول فهم كيف هجمت المياه على الأطفال كالوحش؟ ولا تقترب من الحديث عن جسورنا وبنيتنا التحتية..فهذا شأن صيني لا أردنياً.
نحن أمام شتوة أولى قتلت أطفالنا أم أننا أمام إدارة كارثية انكشفت في الشتوة الأولى؟ مفجع ان نكتشف هشاشة البنية التحتية تحتنا. نحن لا نريد ان نتعرض لحدث طبيعي ثم نكتشف أننا نعيش فوق رمال متحركة.
    نيسان ـ نشر في 2018/10/29 الساعة 00:00