توقعات بـ 'ھطول مطري غزیر' جنوبي الأردن وشرقه

نيسان ـ نشر في 2018/12/01 الساعة 00:00
قال أمین عام وزارة المیاه علي صبح، إن الدراسات تشیر إلى زیادة في تأثیر التغیر المناخي وتتوقع أن تمتاز المواسم المطریة المقبلة في المناطق الجنوبیة والشرقیة من الأردن بـ"ھطول مطري غزیر خلال فترات زمنیة قصیرة"، فیما ستنخفض كمیات الھطول المطري في محافظات الوسط والشمال.
جاء ذلك خلال افتتاح ورشة علمیة بعنوان "التغیر المناخي والفیضانات وأثره على البنى التحتیة"، نظمتھا نقابة المھندسین الأردنیین السبت، بمشاركة عدد من المختصین والخبراء والمھندسین.
وقال صبح إن "العالم ورغم عدم قناعتھ بالتغیر المناخي، إلا أن معظم الدول تعیش ذلك التغیر، خاصة مناطق الشرق الأوسط"، مشددا على أن دور المھندس في تلك الحالة الخروج بآلیات وخطط عمل مستقبلیة وعرضھا على الحكومة وتنفیذ ما یمكن تنفیذه على ارض الواقع.
وأشار إلى أن الأردن من أكثر دول المنطقة التي تحتوي سدودا لتخزین المیاه، حیث تصل سعتھا إلى 340 ملیون متر مكعب، مبیناً أن "بناء سدود ترابیة في منطقة زرقاء ماعین یشكل خطرا مضاعفا على الجمیع في ظل قوة الفیضانات التي تشھدھا المنطقة".
وأضاف صبح أن الفیضانات التي حصلت اخیرا في منطقة البحر المیت كانت غیر طبیعیة من ناحیة علمیة، ومن الصعب جدا لأي بنیة تحتیة أن تتحمل تلك الفیضانات، الأمر الذي تسبب في حصد أرواح العدید من أبناء الأردن.
وقال إن لدى وزارة المیاه والري ثلاث محطات مع دائرة الأرصاد الجویة في منطقة الجفر، 2 منھما سجلتا 6 ملم والثالثة سجلت 62 ملم خلال 20 دقیقة، مبینا أنھ من الصعب بمكان تحدید موقع الھطول المطري.
من جانبھ، قال نقیب المھندسین الأردنیین أحمد سمارة الزعبي، إن صمیم عمل نقابة المھندسین وبالتعاون مع الجھات ذات العلاقة یتمثل بدراسة اثار التغیر المناخي وآلیات التكیف مع ھذه التغیرات في المناخ وتحلیل ظاھرة الفیاضانات التي أرقت الأردنیین وآلمتھم جدا بفقد العشرات من أبنائھم الذي وقعوا ضحایا لھذه الفاجعة، مشددا على أن دراسة العلاقة بین التغیر المناخي والفیاضانات وتاثیرھا على البنیة التحتیة، یعد امرا بالغ الاھمیة.
ولفت إلى أن الھیئة الحكومیة الدولیة المعنیة بالتغیّر المناخي والتابعة للأمم المتحدة حذرت في تقریر علمي من أثر التغیر المناخي على الناس والنظم البیئیة وسبل العیش في جمیع أنحاء العالم، وذلك نتیجة الجفاف أو الفیضانات التي تؤثر بشكل غیر متناسب في المناطق الأكثر فقرا والأكثر ھشاشة في دول العالم، مبینا أن الھواء الساخن الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة یمتص قدرا كبیرا من الرطوبة ویسبب المزید من الأمطار.
وبین الزعبي أن ما حصل في البحر المیت، یشیر الى أن "كمیة السیلان التي جرفت معھا الجسور والطرقات، لم تكن ولیدة الأمطار التي ھطلت ھناك، بل نتجت عن ھطول أمطار غزیرة من بعد عشرات الكیلومترات ووصلت عبر الودیان والمخارج الطبیعیة الى المنطقة المذكورة في ومضة عین".
وشدد على أن من واجب الحكومة إعادة النظر بخطط إدارة الأزمات والكوارث والخطط الاستشرافیة والدراسات العلمیة ذات العلاقة، وتھیئة البنیة التحتیة لاستیعاب كمیات الأمطار التي تشھدھا المملكة، وإنشاء نظام إنذار مبكر للفیاضانات والكوارث.
وقال الزعبي إن النقابة شكلت لجنة فنیة مختصة بإدارة الأزمات تضم خبراء ومختصین من الجیولوجیین والارصاد والطرق والمرور والسدود والجسور لتحدید خرائط البؤر الساخنة والخطرة في المملكة، مؤكدا أن جمیع فروع النقابة ستكون مراكز
طوارئ تعمل ضمن أیة ظروف استثنائیة تمر بالوطن، كما سیكون المھندسون ضباط ارتباط في مواقعھم ینقلون الملاحظات الى غرف العملیات الفرعیة في المحافظات ومنھا الى غرفة عملیات مركزیة، لمعالجة ما یمكن معالجته ضمن اختصاصھا.
بدوره، قال رئیش شعبة ھندسة المناجم والتعدین سمیر الشیخ، إن الدول الغنیة ھي الدول الاكثر تأثیرا بالتغیر المناخي، إلا ان الدول الفقیرة ھي الاكثر تأثرا بھ، مبینا أن ذلك یشكل انعكاسات خطیرة وكارثیة على الشعوب.
ودعا رئیس اللجنة العلمیة والزلازل في شعبة ھندسة المناجم والتعدین ناصر النواصرة، إلى تأسیس البنى التحتیة ضمن أسس ھندسیة تبدأ من الجیو تقنیة لتوفیر الامان للبشریة كافة.
بترا
    نيسان ـ نشر في 2018/12/01 الساعة 00:00