حِراكي
نيسان ـ نشر في 2018/12/12 الساعة 00:00
سفينةُ نوح.. الشّكُّ الذي قاد إبراهيم إلى يقين الإيمان.. حيرة يوسف ما بين الحُّبِ والجُبِّ... السريرُ الذي حمل موسى إلى برِّ الأمان.. دروبُ المسيح عيسى ابن مريم.. خشبُ صليبِه النورانيِّ اليسوعيِّ الصاعد إلى السماء.. كل هذا وذاك يقودنا إلى أننا أبناء منطقةٍ زاخرةٍ بالأسرار والصلوات والكتب والآيات والأسفار والمزامير.. ثم جاء محمد الرسول.. ولد الهدى فالكائنات ضياء.. حمل قصص من قبله كجزء لا يتجزأ من ضرورات الإيمان به وبرسالته السماوية.. فصرنا جميعنا معاً كُتْلَةً صلبةً من الاختلاف الآسرِ الجميل.. بقعةٌ فوق لُجّةِ المعمورة تَعُجُّ بالديانات والمذاهب والمِلَلِ والنِّحَل.. لا لكي نتناحر.. بل كي نحاول كُلُّنا دون استثناء سَبْر عجينة الخلق السحرية.. وطرق مرافئ المعرفة.. وابتكار الأفضل والأحسن والأجمل.. على أسسٍ متينةٍ راسخةٍ من المحبةِ وحسنِ الجوار والمعشر والتطلع نحو البناء.. علَّ أولادنا وأحفادنا ينالون أحسن من حظِّنا تقدماً ورقيّاً ورفاه.
في هذه المساحة الخصبة رموزاً وقيماً ومعارجَ يتجلى حِراكي الشخصي، ولا شأن لي بحِراك الآخرين.
حِراكٌ تقوده معارف راسخةٌ، ويعبّر عن مشاعر صادقة لا تسعى لاسترضاء أحد أو النفاق لأحدٍ كائناً من كان.
مساحتي ترتقي فوق عشّاق الصورة الفاقعة المأسورة لتجاذبات مواقع التواصل الافتراضيّ وضحالة الخطاب المعرفيّ الفكريّ داخل خيوط عنكبوتها. كأن يلج ملتحٍ بدشداشٍ بوابة الكنيسة كي يبهّر الصورة، ويبرهن لوزير أو أمير أو مسؤول أنه فعلها، وهو بالتالي ينتظر قطف ثمار المشهد المفتعل الأجوف.
حِراكي ليس فيه غرفةٌ مُخَصَّصَةٌ للشّماتة، وليس لديّ وكيلٌ حصريٌّ لتقاذف الأذى.
لوحتي تزهو بألوان عشائي الأخير قبل أن أذهب إلى موعدٍ يانعٍ مع العناقيد وما تجود به خمرتها من أغنياتٍ وصلواتٍ وحصرمٍ شهيّ وزبيبٍ رطيب.
لا أسعى لرضا أحد من البشر، فإن جاء ووصلني كما أنا فمرحا به. لا أفكر أساساً بموضوع من يرضى عني ومن يحمل عليّ، فجلُّ تفكيري مركّزٌ أن لا أسيء إلى أحد، ولا أبغي ولا أظلم ولا أفْجُر ولا أخسّ عند النزال، فلست أرضى بغير نزال النبلاء، وخوض المعارك بروح الشرفاء. لا أقابل الغدر بغدر ولا الركاكة بمثلها.
معسول الكلام يصيبني بدوار، ابتسامة الرزاز لا معنى لها تقريباً بالنسبة لي. أقف احتراماً للرجال الشامخين برجولتهم ومواقفهم وصلابتهم وملئهم الحقيقي العميق العنيد لمواقعهم ولشكل تحمّلهم مسؤولياتهم. لا أقبل أن أكون (شرّابة خُرْج) ولن أكون.
حِراكي لا يحتاج لا لنكز ولا لهز وسط ولا لخدمات مارك ولا أبو مارك كمان.
ولا يتوقف عند مماحكات ما إلها معنى (مكبرات صوت خارجية لأ مكبرات داخلية لأ سحبوه لأ أقرّوه) وكل هالحكي الفاضي.
الحِراك المدفوع بعصبيات وعنصريات وشعبويات وضيق أفق لا يمثّلني.
الحِراك المأجور لا يمثّلني.
الحِراك المأزوم بحلم منصبٍ ما، أو استعادة مكانة ما عفا عليها الزمان لا يمثّلني.
الحِراك الحامل لعناوين محدودة لا يمثّلني (إلغاء القانون المعدّل للضريبة على سبيل المثال أو إيقاف قانون الجرائم الإلكترونية وما شاكل ذلك من عناوين محدودة).
فحِراكي شاملٌ جارفٌ عاصفٌ، لا ينسى محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، ولا يغضّ الطرف عن المقصرين، ولا يقبل بأنصاف الحلول ولا ببيع المواقف ولا تأجير الشرف.
حِراكي ضد طحلبية القرار الوطنيّ، وضد اللعب على حبال الصراعات في المنطقة، وضد الخطاب الديبلوماسيّ (الخرع النيّ الضبابيّ) بما يتعلّق بالسياسة الخارجية، وضد الخطاب النمطيّ الشعاراتيّ عديم اللون بما يتعلّق بالسياسة الداخلية.
حِراكي يريد فلسطين بالقدر نفسه الذي يريد فيه الأردن.
يريد سوريا حُرّةً أبيّة خالية من عفن الطغاة والمجرمين، تماماً كما يريد عراقاً شامخاً مثل النخل في بلاد الرافديْن.
حِراكي بالباب واقفُ والمدى منه خائفُ.
في هذه المساحة الخصبة رموزاً وقيماً ومعارجَ يتجلى حِراكي الشخصي، ولا شأن لي بحِراك الآخرين.
حِراكٌ تقوده معارف راسخةٌ، ويعبّر عن مشاعر صادقة لا تسعى لاسترضاء أحد أو النفاق لأحدٍ كائناً من كان.
مساحتي ترتقي فوق عشّاق الصورة الفاقعة المأسورة لتجاذبات مواقع التواصل الافتراضيّ وضحالة الخطاب المعرفيّ الفكريّ داخل خيوط عنكبوتها. كأن يلج ملتحٍ بدشداشٍ بوابة الكنيسة كي يبهّر الصورة، ويبرهن لوزير أو أمير أو مسؤول أنه فعلها، وهو بالتالي ينتظر قطف ثمار المشهد المفتعل الأجوف.
حِراكي ليس فيه غرفةٌ مُخَصَّصَةٌ للشّماتة، وليس لديّ وكيلٌ حصريٌّ لتقاذف الأذى.
لوحتي تزهو بألوان عشائي الأخير قبل أن أذهب إلى موعدٍ يانعٍ مع العناقيد وما تجود به خمرتها من أغنياتٍ وصلواتٍ وحصرمٍ شهيّ وزبيبٍ رطيب.
لا أسعى لرضا أحد من البشر، فإن جاء ووصلني كما أنا فمرحا به. لا أفكر أساساً بموضوع من يرضى عني ومن يحمل عليّ، فجلُّ تفكيري مركّزٌ أن لا أسيء إلى أحد، ولا أبغي ولا أظلم ولا أفْجُر ولا أخسّ عند النزال، فلست أرضى بغير نزال النبلاء، وخوض المعارك بروح الشرفاء. لا أقابل الغدر بغدر ولا الركاكة بمثلها.
معسول الكلام يصيبني بدوار، ابتسامة الرزاز لا معنى لها تقريباً بالنسبة لي. أقف احتراماً للرجال الشامخين برجولتهم ومواقفهم وصلابتهم وملئهم الحقيقي العميق العنيد لمواقعهم ولشكل تحمّلهم مسؤولياتهم. لا أقبل أن أكون (شرّابة خُرْج) ولن أكون.
حِراكي لا يحتاج لا لنكز ولا لهز وسط ولا لخدمات مارك ولا أبو مارك كمان.
ولا يتوقف عند مماحكات ما إلها معنى (مكبرات صوت خارجية لأ مكبرات داخلية لأ سحبوه لأ أقرّوه) وكل هالحكي الفاضي.
الحِراك المدفوع بعصبيات وعنصريات وشعبويات وضيق أفق لا يمثّلني.
الحِراك المأجور لا يمثّلني.
الحِراك المأزوم بحلم منصبٍ ما، أو استعادة مكانة ما عفا عليها الزمان لا يمثّلني.
الحِراك الحامل لعناوين محدودة لا يمثّلني (إلغاء القانون المعدّل للضريبة على سبيل المثال أو إيقاف قانون الجرائم الإلكترونية وما شاكل ذلك من عناوين محدودة).
فحِراكي شاملٌ جارفٌ عاصفٌ، لا ينسى محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، ولا يغضّ الطرف عن المقصرين، ولا يقبل بأنصاف الحلول ولا ببيع المواقف ولا تأجير الشرف.
حِراكي ضد طحلبية القرار الوطنيّ، وضد اللعب على حبال الصراعات في المنطقة، وضد الخطاب الديبلوماسيّ (الخرع النيّ الضبابيّ) بما يتعلّق بالسياسة الخارجية، وضد الخطاب النمطيّ الشعاراتيّ عديم اللون بما يتعلّق بالسياسة الداخلية.
حِراكي يريد فلسطين بالقدر نفسه الذي يريد فيه الأردن.
يريد سوريا حُرّةً أبيّة خالية من عفن الطغاة والمجرمين، تماماً كما يريد عراقاً شامخاً مثل النخل في بلاد الرافديْن.
حِراكي بالباب واقفُ والمدى منه خائفُ.
نيسان ـ نشر في 2018/12/12 الساعة 00:00