الإسلام والمسيحية...دين ووفاء
نيسان ـ نشر في 2018/12/12 الساعة 00:00
تتسم العلاقة بين الديانتين السماويتين السمحتين الإسلام والمسيحية بالمتانة وبالجميل ورد الجميل ،بدأت بالقس ورقة بن نوفل الذي نصح أهل النبي محمد صلى اله عليه وسلم بالحفاظ عليه ،إبان مرورهم به وهم في طريقهم إلى الشام ضمن قافلة تجارية،ولأنه كان صغيرا تركوه عند امتعتهم،لكن القس ورقة بن نوفل طلب منهم إحضاره إليه ،وبعد ان تفحصه مليا،قال لهم أن شأنا عظيما سيكون لصغيرهم ،وأن عليهم إخفاءه عن يهود.
بعد أن بعث النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" في أهل مكة ،واجه صعوبات كبيرة وتعرض لمؤامرات أكبر قادها يهود الجزيرة ،ومنها ان عجوزا دعته على وليمة غداء ،وطبخت له لحم الكتف لمعرفتها بأنه يحب هذا الجزء من الشاه ،ووضعت له السم فيه ،وعندما تناول النبي أول لقمة شعر بالسمم فأخرجها من فمه ،معاتبا العجوز اليهودية على فعلتها ،وكان جوابها عذرا أقبح من ذنب،وهو أنها أرادت كشف مصداقيته كنبي،وأنه في حال كان نبيا حقيقيا مرسلا فإن الله سينجيه ،وإن كان مدعيا فتكون قد خلصت العالم من أذاه.
عندما ضاقت الأرض في مكة بما رحبت على النبي وأتباعه وهم قلة آنذاك،طلب منهم التوجه إلى الحبشة،مؤكدا لهم أن فيها ملك عادل ، وهو النجاشي وكان مسيحيا مؤمنا بطبيعة الحال ،وقد ضرب مثلا يحتذى في نجدة الملهوف والحفاظ على العهد،برفضه تسليم أؤلئك الصحابة الذين إستجاروا به إلى وفد قريش،رغم حجم الرشا الذي قدمته قريش له مع وفدها الذي طالب بتلسيمهم المجموعة المسلمة ،ولم يرفض النجاشي هذا الطلب فقط ،بل أجرى حوارا مع المسلمين ،ورتب مناظرة بينهم وبين وفد قريش الذي عاد خائبا وبخفي حنين ،وهذه هي المكرمة المسيحية الثانية للإسلام.
ولن ننسى بطبيعة الحال فضل مسيحيي القدس بقيادة البطريك الدمشقي العربي صفرونيوس الذي اشترط على الخليفة المسلم عمر بن الخطاب أثناء قدومه إلى المدينة المقدسة لتسلم مفاتيحها ، نصا"على ألّا يساكننا فيها يهودي"،وهذا ما أطلق عليه العهدة العمرية التي تبّتت التآخي الإسلامي المسيحي آنذاك.
وبالمقابل فإن الإسلام كرّم المسيحية أيّما تكريم من خلال كيل المديح والمكانة السامية التي خصصها الله جل في علاه للنبي عيسى بن مريم عليه السلام ،ولأمه الطاهرة البتول مريم العذراء عليها السلام،إذ خصص سورتين كبيرتين هما آل عمران ومريم للحديث عن المعجزة المتعلقة بالسيد المسيح وأمه البتول مريم عليهما السلام،دلالة كبيرة على حب وتقدير الإسلام والمسلمين لهذا النبي وأمه.
عاش المسيحيون في ظل الحكم الإسلامي حياة ملؤها الكرامة ،وحصلوا على حقوقهم ،شأنهم شأن يهود الذين غدروا وحاكوا المؤامرات حتى يومنا هذه ضد الإسلام والمسيحية،وأسهم المسيحيون في نهضة العرب حملة الراية ،وهناك أقطاب مسيحيون يعيشون بين ظهرانينا يفتخرون بعروبتهم وينافحون من أجل تحررنا ونهضتنا شأنهم شأن المخلصين منا والقائمة تطول.
ربما يتساءل البعض عن العلاقة الإسلامية- المسيحية هذه الأيام ،والجواب بسيط وسهل وهو ان هذه العلاقة تتعرض لهزات لا علاقة للإسلام والمسيحية الحقين بها ،لأنها بفعل عدو متمكن حاقد ،يرى أن الوئام الإسلامي –المسيحي يشكل خطرا عليه ،ولذلك بادر لخلق معولين هدامين خطيرين هما المسيحية -الصهيونية"الإنجيلية" والإسلام السياسي.
نبدأ بالمسيحية –الصهيونية "الإنجيلية " التي تحالفت مع الصهيونية وكرست كل طاقاتها وإمكانيتها لدعم مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية في فلسطين ، وأقامت لها سفارة في القدس ،وتتخذ مواقف أكثر تطرفا من الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ،وإتسم هذا التحالف بإنتهازية عالية ،إذ يرى يهود أن دعم الإنجيليين لهم ،إنما يسرع بنزول المخلّص الذي سيقودهم في حرب هرمجدون التي تقضي على غير اليهود ،ويقوم بتهويد المسيحيين على طريق شطب المسيحية،بينما يرى الإنجيليون أن دعمهم لمستدمرة إسرائيل يسرع بعودة المخلّص أيضا ،ومن ثم سيقوم بتمسيح اليهود ،وبذلك يكونون قد قضوا على اليهودية بالكامل.
أما معول الهدم الثاني فهو الإسلام السياسي الذي أعطى صورة مغايرة للإسلام في نظرته للآخر وتحديدا العرب المسيحيين ،وقد رأينا نماذج لا تمت للإسلام بصلة مثل فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية "ISIS"الملقب ب داعش ويترأسه حاخام موسادي إسمه "شيمون آيلوت"ويظهر على هيئة أبو بكر البغدادي المسلم،بعد إجراء العديد من العمليات التجميلية له،الذي نفذ فصلا إرهابيا لا حدود له ،خدمة للصهيونية وحلفائها في الغرب،كل ذلك كان بإسم الإسلام ،مع أن الإسلام منه ومن أمثاله بريء براءة الذئب من دم يوسف.
هذه الأرض الطيبة المباركة لنا جميعا مسلمين ومسيحيين ،ونحن من أوكلنا بتعميم ونشر المحبة والعدالة والتسامح،فالله رحمن رحيم وهو محبة أيضا ،وكان أولى أن نكون مخلصين لما أكرمنا الله به ونتحد في وجه الإقصائيين المدعين بأن الله إنما خلقهم وحدهم ،وأن الآخرين عبارة عن خدم وعبيد لهم.
بعد أن بعث النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" في أهل مكة ،واجه صعوبات كبيرة وتعرض لمؤامرات أكبر قادها يهود الجزيرة ،ومنها ان عجوزا دعته على وليمة غداء ،وطبخت له لحم الكتف لمعرفتها بأنه يحب هذا الجزء من الشاه ،ووضعت له السم فيه ،وعندما تناول النبي أول لقمة شعر بالسمم فأخرجها من فمه ،معاتبا العجوز اليهودية على فعلتها ،وكان جوابها عذرا أقبح من ذنب،وهو أنها أرادت كشف مصداقيته كنبي،وأنه في حال كان نبيا حقيقيا مرسلا فإن الله سينجيه ،وإن كان مدعيا فتكون قد خلصت العالم من أذاه.
عندما ضاقت الأرض في مكة بما رحبت على النبي وأتباعه وهم قلة آنذاك،طلب منهم التوجه إلى الحبشة،مؤكدا لهم أن فيها ملك عادل ، وهو النجاشي وكان مسيحيا مؤمنا بطبيعة الحال ،وقد ضرب مثلا يحتذى في نجدة الملهوف والحفاظ على العهد،برفضه تسليم أؤلئك الصحابة الذين إستجاروا به إلى وفد قريش،رغم حجم الرشا الذي قدمته قريش له مع وفدها الذي طالب بتلسيمهم المجموعة المسلمة ،ولم يرفض النجاشي هذا الطلب فقط ،بل أجرى حوارا مع المسلمين ،ورتب مناظرة بينهم وبين وفد قريش الذي عاد خائبا وبخفي حنين ،وهذه هي المكرمة المسيحية الثانية للإسلام.
ولن ننسى بطبيعة الحال فضل مسيحيي القدس بقيادة البطريك الدمشقي العربي صفرونيوس الذي اشترط على الخليفة المسلم عمر بن الخطاب أثناء قدومه إلى المدينة المقدسة لتسلم مفاتيحها ، نصا"على ألّا يساكننا فيها يهودي"،وهذا ما أطلق عليه العهدة العمرية التي تبّتت التآخي الإسلامي المسيحي آنذاك.
وبالمقابل فإن الإسلام كرّم المسيحية أيّما تكريم من خلال كيل المديح والمكانة السامية التي خصصها الله جل في علاه للنبي عيسى بن مريم عليه السلام ،ولأمه الطاهرة البتول مريم العذراء عليها السلام،إذ خصص سورتين كبيرتين هما آل عمران ومريم للحديث عن المعجزة المتعلقة بالسيد المسيح وأمه البتول مريم عليهما السلام،دلالة كبيرة على حب وتقدير الإسلام والمسلمين لهذا النبي وأمه.
عاش المسيحيون في ظل الحكم الإسلامي حياة ملؤها الكرامة ،وحصلوا على حقوقهم ،شأنهم شأن يهود الذين غدروا وحاكوا المؤامرات حتى يومنا هذه ضد الإسلام والمسيحية،وأسهم المسيحيون في نهضة العرب حملة الراية ،وهناك أقطاب مسيحيون يعيشون بين ظهرانينا يفتخرون بعروبتهم وينافحون من أجل تحررنا ونهضتنا شأنهم شأن المخلصين منا والقائمة تطول.
ربما يتساءل البعض عن العلاقة الإسلامية- المسيحية هذه الأيام ،والجواب بسيط وسهل وهو ان هذه العلاقة تتعرض لهزات لا علاقة للإسلام والمسيحية الحقين بها ،لأنها بفعل عدو متمكن حاقد ،يرى أن الوئام الإسلامي –المسيحي يشكل خطرا عليه ،ولذلك بادر لخلق معولين هدامين خطيرين هما المسيحية -الصهيونية"الإنجيلية" والإسلام السياسي.
نبدأ بالمسيحية –الصهيونية "الإنجيلية " التي تحالفت مع الصهيونية وكرست كل طاقاتها وإمكانيتها لدعم مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية في فلسطين ، وأقامت لها سفارة في القدس ،وتتخذ مواقف أكثر تطرفا من الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني ،وإتسم هذا التحالف بإنتهازية عالية ،إذ يرى يهود أن دعم الإنجيليين لهم ،إنما يسرع بنزول المخلّص الذي سيقودهم في حرب هرمجدون التي تقضي على غير اليهود ،ويقوم بتهويد المسيحيين على طريق شطب المسيحية،بينما يرى الإنجيليون أن دعمهم لمستدمرة إسرائيل يسرع بعودة المخلّص أيضا ،ومن ثم سيقوم بتمسيح اليهود ،وبذلك يكونون قد قضوا على اليهودية بالكامل.
أما معول الهدم الثاني فهو الإسلام السياسي الذي أعطى صورة مغايرة للإسلام في نظرته للآخر وتحديدا العرب المسيحيين ،وقد رأينا نماذج لا تمت للإسلام بصلة مثل فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية "ISIS"الملقب ب داعش ويترأسه حاخام موسادي إسمه "شيمون آيلوت"ويظهر على هيئة أبو بكر البغدادي المسلم،بعد إجراء العديد من العمليات التجميلية له،الذي نفذ فصلا إرهابيا لا حدود له ،خدمة للصهيونية وحلفائها في الغرب،كل ذلك كان بإسم الإسلام ،مع أن الإسلام منه ومن أمثاله بريء براءة الذئب من دم يوسف.
هذه الأرض الطيبة المباركة لنا جميعا مسلمين ومسيحيين ،ونحن من أوكلنا بتعميم ونشر المحبة والعدالة والتسامح،فالله رحمن رحيم وهو محبة أيضا ،وكان أولى أن نكون مخلصين لما أكرمنا الله به ونتحد في وجه الإقصائيين المدعين بأن الله إنما خلقهم وحدهم ،وأن الآخرين عبارة عن خدم وعبيد لهم.
نيسان ـ نشر في 2018/12/12 الساعة 00:00