حراك الرابع بلا رأس
نيسان ـ نشر في 2018/12/15 الساعة 00:00
أخفق حراك الدوار الرابع (الرمضاني) في الوصول إلى الدولة المدنية التي يبشر بها أنصاره ، وكان نجاحهم في إيصال أحد رموزهم إلى موقع رئيس الوزراء مفاجئا لهم وانتصارا غير متوقع وأسرع مما هو مخطط له .
و كانت سرعة الاستجابة لهم التفافا على دخول "حراك" مختلف في أهدافه وأجنداته وهو حراك المحافظات الذي وصل إلى الرابع فتغيرت المطالب والهتافات مما جعل التغيير الحكومي يبدو انتصارا لهذا التيار "المدني" في ظاهره، ولكنه كان هروبا من استحقاقات الحراك الحقيقي ، وجاء اخفاق الرئيس في اختيارطاقمه ، وتصريحاته وتغريداته المتواترة ليفرّغ هذا النصر من مضمونه، فكان الحراك (الكانوني) محاولة لنفخ الروح في الدولة المدنية ، ولم تكن أصابع الحكومة بعيدة عنه ، فالحوارات التي تتصدى لها كان تدفع بهذا الاتجاه ، وكانت فكرة صناعة "الحراكي النجم " وخلق قيادات بديلة للحراك يحلّون محلّ قادة الأحزاب والنقابات خطّة حكومية ، عززها رفض هذه الأحزاب والنقابات تبني الحراك أو نصرته .
ومرّة اخرى لم "تأت القمرا على قدّ الساري" فتدخل الحراك الشعبي وأعلى سقف مطالبه وتجاوز الخطوط الحمراء مما دفع الحكومة لاستخدام قبضتها الأمنية ضد الحراكيين، ويبدو أن هناك "مصالحة تحت الطاولة" تمت بين (بعض) الأجهزة والحكومة بعد أن كانت هذه الأجهزة قد رفعت الغطاء عن حكومة الملقي وسرّعت بإسقاطها ، كانت نتيجة هذه المصالحة أن تولّت هذه الأجهزة "قمع الحراك" بصلابة .
ويدرك المراقب أن الحراك الأردني ذو منطلقات ومرجعيات متناقضة أبرزها :
- الحراك الشعبي : وهو الحراك الذي ظل مستمرا منذ الربيع العربي وأغلبه حراك غير منظم ، وإن كانت تبرز قيادات مازالت ثابته ومحاولات لتشكيل تنظيم ممتد على مساحة الوطن " كتجمع أبناء العشائر"وحراك "ذيبان" و"السلط" وغيرها من التجمعات التي يجمع بينها "عدم ارتباطها بالأحزاب " ولكن لها مطالب سياسية واجتماعية غير مجمع عليها وتتفاوت سقوف مطالبها وحدّتها بحسب من يرفع الشعار أو يتواجد في التظاهرات والاعتصامات .
- الأحزاب التقليدية : وأبرز الصامدين منها الحزب الشيوعي الذي مايزال بعض رموزه يتواجدون بصورة شبه دائمة في الحراكات بعد أن قرر الكثير من الأحزاب الناي بنفسها عن أي تحرك شعبي.
- التيار الشبابي : وهو أقرب إلى تيار الدولة المدنية ويحاول دعاته استغلال الحماس الشبابي لخلق موطئ قدم لهم على الأرض بالرغم من اختلاف مرجعيات هذا الحراك وتناقضها أحيانا .
إن الإصرار على منع الاحتجاجات على الدوار الرابع دون أي استجابة لمطالب الناس هو إعادة الاحتجاجات إلى بداياتها في المحافظات والمناطق التي انطلقت منها بسقوفها العالية وصداميتها ولعب على المكشوف مع الحكومة التي (لن تعود مدنية في التعامل مع الحراك) وسيظهر رئيسها كأي رئيس عادي مرّ بمبنى الحكومة دون أن يترك أثرا أو يترك أثرا سيئا وذكرى لا يحرص الناس على تكرارها .
في الواقع أن هذه التجمعات الحراكية لاتلتقي على كثير من الأفكار فبينها التقليدي والمحافظ الذي يجد نفسه أقرب إلى الدولة وغايته العودة إلى حضنها الدافئ وبينها التقدمي الذي يطمح للمشاركة السياسية من باب المعارضة وفيها الطامح الذي يحمل أجندات تتصادم تماما مع منطلقات الفئة الأولى وبين كل هؤلاء متسلقون تستغلهم الحكومة -لمرّة واحدة - ثم تحرق أوراقهم وتكشفهم وتجعل منهم حديثا للشارع (ولدينا نموذجان ظاهران) الغاية من كشف هذه النماذج محاولة لضرب الحراك وتسهيل اتهامه فالأوراق والصوروالفيديوهات التي تنتشر عن هؤلاء لايمتلكها الأشخاص العاديون أصلا ...وهؤلاء سهّلوا ضرب الحراك ولوّثوا طهارته .
وما نحتاجه اليوم هو تحديد الأولويات الوطنية والالتفاف حولها والتمسك بما هو متنفق عليه والسعي لتشكيل قيادة مشتركة للحراك تحدد أهدافه وتنظم مطالبه وتحمل رؤاه ..وتدرك جيدا على أي أرض تقف ومتى يجب أن تتوقف .. قبل أن يجد الحراكيون أنفسهم في مواجهة بعضهم بعضا.
و كانت سرعة الاستجابة لهم التفافا على دخول "حراك" مختلف في أهدافه وأجنداته وهو حراك المحافظات الذي وصل إلى الرابع فتغيرت المطالب والهتافات مما جعل التغيير الحكومي يبدو انتصارا لهذا التيار "المدني" في ظاهره، ولكنه كان هروبا من استحقاقات الحراك الحقيقي ، وجاء اخفاق الرئيس في اختيارطاقمه ، وتصريحاته وتغريداته المتواترة ليفرّغ هذا النصر من مضمونه، فكان الحراك (الكانوني) محاولة لنفخ الروح في الدولة المدنية ، ولم تكن أصابع الحكومة بعيدة عنه ، فالحوارات التي تتصدى لها كان تدفع بهذا الاتجاه ، وكانت فكرة صناعة "الحراكي النجم " وخلق قيادات بديلة للحراك يحلّون محلّ قادة الأحزاب والنقابات خطّة حكومية ، عززها رفض هذه الأحزاب والنقابات تبني الحراك أو نصرته .
ومرّة اخرى لم "تأت القمرا على قدّ الساري" فتدخل الحراك الشعبي وأعلى سقف مطالبه وتجاوز الخطوط الحمراء مما دفع الحكومة لاستخدام قبضتها الأمنية ضد الحراكيين، ويبدو أن هناك "مصالحة تحت الطاولة" تمت بين (بعض) الأجهزة والحكومة بعد أن كانت هذه الأجهزة قد رفعت الغطاء عن حكومة الملقي وسرّعت بإسقاطها ، كانت نتيجة هذه المصالحة أن تولّت هذه الأجهزة "قمع الحراك" بصلابة .
ويدرك المراقب أن الحراك الأردني ذو منطلقات ومرجعيات متناقضة أبرزها :
- الحراك الشعبي : وهو الحراك الذي ظل مستمرا منذ الربيع العربي وأغلبه حراك غير منظم ، وإن كانت تبرز قيادات مازالت ثابته ومحاولات لتشكيل تنظيم ممتد على مساحة الوطن " كتجمع أبناء العشائر"وحراك "ذيبان" و"السلط" وغيرها من التجمعات التي يجمع بينها "عدم ارتباطها بالأحزاب " ولكن لها مطالب سياسية واجتماعية غير مجمع عليها وتتفاوت سقوف مطالبها وحدّتها بحسب من يرفع الشعار أو يتواجد في التظاهرات والاعتصامات .
- الأحزاب التقليدية : وأبرز الصامدين منها الحزب الشيوعي الذي مايزال بعض رموزه يتواجدون بصورة شبه دائمة في الحراكات بعد أن قرر الكثير من الأحزاب الناي بنفسها عن أي تحرك شعبي.
- التيار الشبابي : وهو أقرب إلى تيار الدولة المدنية ويحاول دعاته استغلال الحماس الشبابي لخلق موطئ قدم لهم على الأرض بالرغم من اختلاف مرجعيات هذا الحراك وتناقضها أحيانا .
إن الإصرار على منع الاحتجاجات على الدوار الرابع دون أي استجابة لمطالب الناس هو إعادة الاحتجاجات إلى بداياتها في المحافظات والمناطق التي انطلقت منها بسقوفها العالية وصداميتها ولعب على المكشوف مع الحكومة التي (لن تعود مدنية في التعامل مع الحراك) وسيظهر رئيسها كأي رئيس عادي مرّ بمبنى الحكومة دون أن يترك أثرا أو يترك أثرا سيئا وذكرى لا يحرص الناس على تكرارها .
في الواقع أن هذه التجمعات الحراكية لاتلتقي على كثير من الأفكار فبينها التقليدي والمحافظ الذي يجد نفسه أقرب إلى الدولة وغايته العودة إلى حضنها الدافئ وبينها التقدمي الذي يطمح للمشاركة السياسية من باب المعارضة وفيها الطامح الذي يحمل أجندات تتصادم تماما مع منطلقات الفئة الأولى وبين كل هؤلاء متسلقون تستغلهم الحكومة -لمرّة واحدة - ثم تحرق أوراقهم وتكشفهم وتجعل منهم حديثا للشارع (ولدينا نموذجان ظاهران) الغاية من كشف هذه النماذج محاولة لضرب الحراك وتسهيل اتهامه فالأوراق والصوروالفيديوهات التي تنتشر عن هؤلاء لايمتلكها الأشخاص العاديون أصلا ...وهؤلاء سهّلوا ضرب الحراك ولوّثوا طهارته .
وما نحتاجه اليوم هو تحديد الأولويات الوطنية والالتفاف حولها والتمسك بما هو متنفق عليه والسعي لتشكيل قيادة مشتركة للحراك تحدد أهدافه وتنظم مطالبه وتحمل رؤاه ..وتدرك جيدا على أي أرض تقف ومتى يجب أن تتوقف .. قبل أن يجد الحراكيون أنفسهم في مواجهة بعضهم بعضا.
نيسان ـ نشر في 2018/12/15 الساعة 00:00