هل أقنع أوباما (مجلس التعاون) في كمب ديفيد؟
نيسان ـ نشر في 2015/07/13 الساعة 00:00
بعد أشهر من تلبية زعماء دول "مجلس التعاون الخليجي" دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى كمب ديفيد للبحث في الوضع الإقليمي في ضوء المفاوضات بين المجموعة الدولية 5+1 وإيران والقلق الذي أثارته في نفوسهم، زار ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان روسيا واتفق مع رئيسها فلاديمير بوتين على تعاون مدني وعسكري طويل المدى. ثم زار فرنسا والتقى رئيسها هولاند ومسؤولين كباراً فيها ورعى توقيع اتفاقات تعاون مدني وعسكري ونووي.
هذه النقلة في السياسة أثارت التساؤلات عن حقيقة الذي جرى في كمب ديفيد، وعن دقّة التصريحات الرسمية الصادرة عنها التي أكدت استمرار العلاقات التحالفية الاستراتيجية بين واشنطن و"مجلس التعاون"، وعن تفاهم أزال شكوك الأخير في المفاوضات الدولية (الأميركية) – الإيرانية وخوفه من انعكاس نجاحها سلباً على دُولِه. طبعاً لم يتناول الرسميون في العاصمة الأميركية أو في عواصم الخليج هذا الأمر لا سلباً ولا إيجاباً. لكن عدداً من المتابعين للأوضاع في المنطقة والعالم، وجلُّهم من أصحاب "العقل المؤامراتي" اعتبروا أن زيارة روسيا مماثلة لزيارة سابقة قام بها رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان لموسكو، وفشلت لأنها كانت مرتجلة إذ جعلته يبدو كأنه يرشو روسيا كي تتخلى عن الاسد، وكأنه يحاول أن يرد الرجل لأميركا "لتجاهلها" مصالح وطنه، بالسعي الحثيث لرئيسها إلى "التصالح" مع إيران الخطر الأول على الخليج بل على العرب وفي مقدمهم المسلمون السنّة. لكنهم رأوا أن زيارة محمد بن سلمان كانت أكثر تنظيماً وإعداداً ولذلك نجحت. وبدأوا منذ ذلك الوقت انتظار رد الفعل "العقابي" لأميركا على الذين قاموا بها. ووضع بعضهم ما تعرّضت له دول عربية أخيراً في هذا الإطار. فهل يعني ذلك أن اجتماعات كمب ديفيد في أيار الماضي لم "تفقأ الدملة" في علاقات الخليج وواشنطن أو لم "تنظّفها" تماماً بعد فقئها، وأن التوجّس الخليجي من تحوّل أميركا إيرانية لا يزال مستمراً ومعه القلق بل الخوف؟
لا جواب عن هذا السؤال الآن على الأقل لأن مضمونه يتناول قضايا ومواقف تُمارس ولا تُعلن ولا يمكن معرفة تفاصيلها إلا بعد وقت. لكن ما يقدّمه متابعون أميركيون جدّيون هنا هو شرح أمور مهمة تمَّ التفاهم عليها في أيار الماضي بين أوباما ونظرائه الخليجيين ومن يمثل بعضهم. وفي هذا المجال يلفت هؤلاء إلى أن الأخيرين غادروا كمب ديفيد مطمئنين بعض الشيء، مع بقاء شكوكهم الكبيرة في الذي يجري بين واشنطن وطهران، رغم إصرار أوباما على إقناعهم بأن أميركا لن تتخلى عنهم لمصلحة إيران. وأضافوا: لم يحصل زعماء "مجلس التعاون" على "مذكرة" كتلك الموقعة مع حلفائها. وقد يكون السبب أن ذلك يستلزم وقتاً طويلاً للتفاوض، وأنه قد يواجه اعتراضاً بل رفضاً من الكونغرس. كما قد يكون فشل هؤلاء الزعماء في إدراك أن المعاهدة والمذكرة الأميركيتين لهما عادة أساسات مهمة مثل الديموقراطية وقيم انسانية مشتركة ودور المرأة وما إلى ذلك. فضلاً عن أنهم أخفقوا في إدراك أن أوباما لن يعطيهم حق "الفيتو" على اتفاق أميركا مع إيران إذا توصَّلتا إليه. علماً أنها لم تُعطِه لإسرائيل حليفها الاستراتيجي. لكنهم رغم ذلك حصلوا على الآتي وهو كثير:
1 - استعداد أميركا للدفاع عن دولهم لمواجهة تهديد إيران لها وكل تهديد خارجي آخر.
2 – استعداد أميركا لتزويدها الأسلحة الدفاعية التي تحتاج إليها مع المعلومات والتخطيط.
3 – استعداد أميركا لتنفيذ مناورات عسكرية مشتركة معها حتى تصبح قادرة على الاشتراك معها في الدفاع عن نفسها.
في مقابل ذلك يؤكد المتابعون أنفسهم: أعلم أوباما زعماء "التعاون" أن "صراعهم" مع إيران ومع غيرها ليس صراع اميركا، وأن ما يفعله سيكون محاولة احتواء المتشدّدين الإيرانيين. وأعلمهم أيضاً أنه لن يفعل المزيد في العراق حتى تقوم فيه حكومة شاملة التمثيل فعلاً وحتى يكفّ مسؤولوه وحكومته عن استعمال الميليشيات. وأعلمهم ثالثاً أنه وافق على تشكيل "حرس وطني" من العشائر السنية مشابهة لـ"البشمركة" الكردية حتى تأليف حكومة كالمذكورة. وأعلمهم رابعاً أنه وافق على القيام بالمزيد لدعم الثوار السوريين مع إفهامهم ضرورة العمل لتفادي المجازر وتحوّل سوريا دولة فاشلة. المصدر: النهار اللبنانية
هذه النقلة في السياسة أثارت التساؤلات عن حقيقة الذي جرى في كمب ديفيد، وعن دقّة التصريحات الرسمية الصادرة عنها التي أكدت استمرار العلاقات التحالفية الاستراتيجية بين واشنطن و"مجلس التعاون"، وعن تفاهم أزال شكوك الأخير في المفاوضات الدولية (الأميركية) – الإيرانية وخوفه من انعكاس نجاحها سلباً على دُولِه. طبعاً لم يتناول الرسميون في العاصمة الأميركية أو في عواصم الخليج هذا الأمر لا سلباً ولا إيجاباً. لكن عدداً من المتابعين للأوضاع في المنطقة والعالم، وجلُّهم من أصحاب "العقل المؤامراتي" اعتبروا أن زيارة روسيا مماثلة لزيارة سابقة قام بها رئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان لموسكو، وفشلت لأنها كانت مرتجلة إذ جعلته يبدو كأنه يرشو روسيا كي تتخلى عن الاسد، وكأنه يحاول أن يرد الرجل لأميركا "لتجاهلها" مصالح وطنه، بالسعي الحثيث لرئيسها إلى "التصالح" مع إيران الخطر الأول على الخليج بل على العرب وفي مقدمهم المسلمون السنّة. لكنهم رأوا أن زيارة محمد بن سلمان كانت أكثر تنظيماً وإعداداً ولذلك نجحت. وبدأوا منذ ذلك الوقت انتظار رد الفعل "العقابي" لأميركا على الذين قاموا بها. ووضع بعضهم ما تعرّضت له دول عربية أخيراً في هذا الإطار. فهل يعني ذلك أن اجتماعات كمب ديفيد في أيار الماضي لم "تفقأ الدملة" في علاقات الخليج وواشنطن أو لم "تنظّفها" تماماً بعد فقئها، وأن التوجّس الخليجي من تحوّل أميركا إيرانية لا يزال مستمراً ومعه القلق بل الخوف؟
لا جواب عن هذا السؤال الآن على الأقل لأن مضمونه يتناول قضايا ومواقف تُمارس ولا تُعلن ولا يمكن معرفة تفاصيلها إلا بعد وقت. لكن ما يقدّمه متابعون أميركيون جدّيون هنا هو شرح أمور مهمة تمَّ التفاهم عليها في أيار الماضي بين أوباما ونظرائه الخليجيين ومن يمثل بعضهم. وفي هذا المجال يلفت هؤلاء إلى أن الأخيرين غادروا كمب ديفيد مطمئنين بعض الشيء، مع بقاء شكوكهم الكبيرة في الذي يجري بين واشنطن وطهران، رغم إصرار أوباما على إقناعهم بأن أميركا لن تتخلى عنهم لمصلحة إيران. وأضافوا: لم يحصل زعماء "مجلس التعاون" على "مذكرة" كتلك الموقعة مع حلفائها. وقد يكون السبب أن ذلك يستلزم وقتاً طويلاً للتفاوض، وأنه قد يواجه اعتراضاً بل رفضاً من الكونغرس. كما قد يكون فشل هؤلاء الزعماء في إدراك أن المعاهدة والمذكرة الأميركيتين لهما عادة أساسات مهمة مثل الديموقراطية وقيم انسانية مشتركة ودور المرأة وما إلى ذلك. فضلاً عن أنهم أخفقوا في إدراك أن أوباما لن يعطيهم حق "الفيتو" على اتفاق أميركا مع إيران إذا توصَّلتا إليه. علماً أنها لم تُعطِه لإسرائيل حليفها الاستراتيجي. لكنهم رغم ذلك حصلوا على الآتي وهو كثير:
1 - استعداد أميركا للدفاع عن دولهم لمواجهة تهديد إيران لها وكل تهديد خارجي آخر.
2 – استعداد أميركا لتزويدها الأسلحة الدفاعية التي تحتاج إليها مع المعلومات والتخطيط.
3 – استعداد أميركا لتنفيذ مناورات عسكرية مشتركة معها حتى تصبح قادرة على الاشتراك معها في الدفاع عن نفسها.
في مقابل ذلك يؤكد المتابعون أنفسهم: أعلم أوباما زعماء "التعاون" أن "صراعهم" مع إيران ومع غيرها ليس صراع اميركا، وأن ما يفعله سيكون محاولة احتواء المتشدّدين الإيرانيين. وأعلمهم أيضاً أنه لن يفعل المزيد في العراق حتى تقوم فيه حكومة شاملة التمثيل فعلاً وحتى يكفّ مسؤولوه وحكومته عن استعمال الميليشيات. وأعلمهم ثالثاً أنه وافق على تشكيل "حرس وطني" من العشائر السنية مشابهة لـ"البشمركة" الكردية حتى تأليف حكومة كالمذكورة. وأعلمهم رابعاً أنه وافق على القيام بالمزيد لدعم الثوار السوريين مع إفهامهم ضرورة العمل لتفادي المجازر وتحوّل سوريا دولة فاشلة. المصدر: النهار اللبنانية
نيسان ـ نشر في 2015/07/13 الساعة 00:00