عمان تتألم

ناجح الصوالحه
نيسان ـ نشر في 2019/03/05 الساعة 00:00
عندما كنا صغاراً كان اقصى طموح لنا هو الذهاب الى عمان , ننتظر الباص بفارغ الصبر بعدما أنهينا جميع الترتيبات وتأمين متطلبات زيارة عاصمتنا التي غنى لها ولأجلها أشهر الفـــ ــــنانين وكتب لها أعظم الشعراء , كانت عمان تعني لنا الامل القادم والحب المستمر وطريقة الوصول إلـى العصر الحديث , لها رائحة في تلك الأيام تبقى عالقة الى أشهر ويستمر تناول كل لحظـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـة من لحظات وجودنا في عمان في ليالي السهر وحديث الليل , لحظة وقوف باص" ديرعلا " في محـــ ــطة العبدلي تبدأ حكاية فرح لابد من شراء بعض الحاجيات البسيطة من العصائر وغيرها ؛ لبعد المسافة وتعرجات طريق العارضة المرهقة .
يكون الفرح غامرا لا ننتظر سرفيس " وسط البلد " في حينه نسير دون وعي , نمعن النظر بالمحال والسيارات ونشاهد حافلات النقل الخارجي , بداخلنا نستغرب هل تستطيع هذه الحافلات الوصول الى الكويت وبغداد والسعودية , كنا نتوقع هذه الدول الذهاب اليها فقط من خلال الطائرات , نستمر في المسير وتجذبنا الإشارات الضوئية وهي تعطي أوامرها للمركبات بالسير او الوقوف , للمـــ ـــ ـــ ـــ حال التجارية الخاصة بالملابس شوق ؛ لنعرف موديلاتها وانواعها وأهم شئ اسعارها , مخيلتي كانت ان اغلى سعر للبنطال دينار ونصف او دينارين تنبهر بتلك الأسعار , عمان في ألق شوارعها نظيفة وقد تحدث لنا البعض بأن الزيارة لابد ان تبتدء من جبل اللويبده الممتلئ بالجمال ونخب المثقفين ومقاعدها المريحة .
هنا يكون الاحتفال على أصوله كما يقال , بعد هذا الجهد والمشي يكون قمة ما نتمناه هو الذهاب الى مطعم هاشم لتناول بعض الماكولات التي ذاع صيتها وتتوافق مع ميزانية هذا المشــــوار , اعتدت ان أكمل جلستي في مقهى السنترال وبيدي رفيقتي أينما حللت "جريدة الرأي ", بعد مقـــ ـــ ـــ ــــهى السنترال يكون لوسط البلد الوقت الكافي للتجول والتمعن بكل شئ به , الفنادق المقاهي محـــ ـــ ـــ ـــ ــــال الألـــ ـــ ـــ ـــ ـــبسة الاوروبية , يكون للوجوه المارة بقربك وتعابير الفرح او الحزن نصيب من أهتمـــ ــــامي , يكون لعمان ووسطها روحانية تجبرك على أن تتنفس بعمق من أريج تاريخها , كل مبنى له تأريخ وعز وشـــ ـيد بعرق رجال أحباء نفتخر بما قدموا , بنيت عمان واستمرت نهضتها بسواعد أبطـــ ـــ ــــال بحثت عن المـــ ـــ ـــ ــــجد والرفعة لم يدر بخلدها او هدفها فقط جني المال والشهرة وكرسي زائل , عمان كانت ملاذاً آمنا لكـــ ـــ ل من تعبت روحه في بلده , لم يُغلق باب عمان بوجه كل من قصـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـدها , احتضنت كل من قدم لرحابها , وكان رد جميلها بأن اخلص لها وبنى بنيان تغنى به الشـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـاعر والأديب , عمان قدمت شكرها لـــ ـــ ـــ ـــ ــــكل من سأهم في نهضتها ورفع بنيانها ووضع أسمها على قوائم المدن الصديقة للإنسان والتأريخ .
عمان روح وريحان وتعب اجداد وميثاق حب لهذا الوطن , عمان كانت ترسم لنا مستقبل مشرق وبها صـــ ـناديد لأجلها تربع هذا الوطن وأنتشر عبيره فـــ ـــ ـــ ــــي بقاع الارض , عمان غنـــ ـــ ــــت لها نـــ ـــ ـــ ـــ ــجاة الصـــ ـــ ـــ ـــ ـــ غيرة وفيروز وكتب لها شعراء , من هنا لن نسمح لكم بعد الأن ان يســـ ـــ ـــ ـــ ـتمر دمع عمان , بكت بشده عمـــان في سنواتها الأخيرة , اصبحت عمان طارده لزوارها ولم يعد يعشقها احبابـــ ـــ ـــ ـــها , ادراجها اصبحت وحيدة وغريبه , اين صبية القلم وعشاق الورق عن عمان , عمان كل عام في غرق وتراجع وأضمـــ ــحلال , لكل من ساهم في تراجع عمان عليك لعنة الله الى ان تقوم الساعة .
ناجح الصوالحه
    نيسان ـ نشر في 2019/03/05 الساعة 00:00