مأزق التحالف العربي في اليمن في ظل الاتفاق النووي الإيراني
نيسان ـ نشر في 2015/07/15 الساعة 00:00
أما وقد تم الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب أو كاد فالتحالف العربي في اليمن في مأزق في ظل الرفع المرتقب للعقوبات تدريجيا عن إيران.
أول نتيجة متوقعة هو طول أمد الصراع الذي يصوره الحوثيون وحليفهم علي عبد الله صالح على أنه اعتداء على اليمن والشعب اليمني.
وبحكم الواقع وتأثر المواطن اليمني والشعب اليمني بقصف التحالف والحصار المفروض على اليمن فقد بدأت الدعاية الحوثية تلقى رواجا عند قطاع واسع من اليمنيين، وحتى نلخص نتائج الحرب الدائرة في اليمن حتى هذه اللحظة فإننا نضعها في النقاط التالية:
1. الوضع في اليمن عموما تحت سيطرة متمردي الحوثي والرئيس المخلوع الممثلين في كل مؤسسات الدولة تقريبا من خلال اللجان الثورية التي تمرر فقط ما يناسب جماعة الحوثي من قرارات، وبعض هذه المؤسسات نهبت موجوداتها للتو من قبل الحوثيين وبالتالي فإن مؤسسات الدولة اليمنية مختطفة من قبل متمردي الحوثي ومن معهم من مؤيدي الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
2. يروج الحوثيون أن تدخل التحالف العربي في اليمن هو عدوان سافر على اليمن وليس على جماعة متمردة. هذا الترويج أصبح شيئا فشيئا يلقى رواجا في الشارع اليمني لما أسلفنا من الضرر المباشر اللاحق بحياة اليمنيين منه وأكثر من ذلك استمرار الصراع على هذا النحو في اليمن سيفضي بل هو قد أفضى الى كارثة انسانية..... باختصار وقع التحالف العربي في مأزق امتداد أمد الصراع في ظل صعوبة الحسم من خلال القصف الجوي ومقاومة غير كافية على الأرض.
3. أفضى الصراع الدائر الى سيطرة القاعدة على مساحات شاسعة ولا سيما في حضرموت وبالتالي أصبح المواطن اليمني بين مطرقة الحوثي وسندان القاعدة.
4. كل ما ذكرنا أعلاه سيفضي الى نسخة طبق الأصل عن الوضع في العراق تحديدا: دولة ضعيفة تسيطر عليها مليشيات الحوثي وصراع طائفي طرفاه القاعدة وتنظيم الدولة ضد من أصبحوا بتعريف هؤلاء شيعة روافض تابعون لإيران.
وهذا بحد ذاته خلط خطير للأوراق وانحراف عن أسباب الصراع وتأجيج لحرب طائفية ليست موجودة أساسا في اليمن.
التحليل أعلاه هو من قلب الوقائع في اليمن بينما فضائية عربية أصيلة تهمها الحقيقة مثل الجزيرة لا تغطي الصورة الكلية في اليمن على حقيقتها الماثلة.
لقد صدعوا رؤوسنا بتقدم المعارضة في تعز وعدن ومأرب وهل بقي في اليمن ما هو ليس تحت سيطرة الحوثيون وأنصار المخلوع سوى بعض الجيوب في هذه المناطق حتى وصل الأمر الى احتلال الحوثيين للجوف ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى وعلى حدود المملكة العربية السعودية.
في ظل رفع العقوبات عن طهران بموجب اتفاقها النووي مع الغرب فإن مأزق الأمة العربية في اليمن سيتضاعف اذا استغلت ايران أموالها التي سيرفع الحظر عنها في تمويل عمليات الحوثي وصالح مع أننا أقررنا سابقا بأن اليمن لن تكون لإيران لفقدان الجوار الإقليمي وقلة الحوثيين في اليمن ولكن دفع الأموال في بلد يفتقر لكل شيء الآن قد يغير المعادلات كلها ونصبح أمام وضع يرضى فيه اليمنيون بدولة الأمر الواقع وهذه طامة كبرى على الأمة العربية جمعاء.
ليس أمام المملكة العربية السعودية سوى أشهر وليس سنوات لحسم الصراع في اليمن ولن يكون الحل عسكريا البتة.....المطلوب عدم إعانة الشيطان على إخوتنا في اليمن ولا بد من التالي وبشكل حاسم لا يقبل أي تردد:
1. لا بد من حرمان الحوثيين من تأجيج دعاية العدوان السعودي على اليمن واستخدام المدنيين دروعا بشرية وذلك بوقف استهداف الأماكن السكنية مهما كان الثمن.....بيوت اليمنيين متهالكة واستهداف مواقع الحوثيين داخل الأماكن السكنية يؤدي الى ضرر بالغ على المواطنين اليمنيين الأبرياء وإيقاع ضحايا لا علاقة لهم بالصراع.
2. لا بد من تحييد علي عبد الله صالح بأقصى سرعة ممكنة لأن هذا التحييد مهما بلغ ثمنه فهو ذو أهمية حاسمة قبل وصول المدد الإيراني للحوثيين خلال الأشهر القادمة.
3. لا بد من إعلان خطة صريحة لضم اليمن الى دول مجلس التعاون الخليجي بحيث تسوق هذه الخطة داخل اليمن بشكل فاعل يغري اليمنيين بالانتفاضة ضد الحوثيين سريعا قبل أن تقضم إيران اليمن فاليمن مؤهل ليكون دولة ثرية في ظل موارد جبارة تستطيع رؤوس الأموال في الخليج العربي أن تستثمر فيها قبل أن تستثمر فيها إيران... يكفي اليمن سواحل بطول 2000 كلم لا يزال معظمها بكرا وإشرافا على طريق تمر منه 40% من التجارة العالمية علاوة على ثروات طبيعية هائلة غير النفط والغاز غير مؤهلات سياحية لبلد شهد أقدم حضارات على وجه الأرض.
4. نقولها أخيرا وبكل صراحة فقد أثبت المواطن اليمني أنه مسالم تماما وهاجس التعداد السكاني الكبير في اليمن لن يكون خطرا على دول الخليج العربي بل بالعكس سيكون مددا لها في ظل مواجهتها مشروعا إيرانيا توسعيا لا يرحم.
وأخيرا فإن إدراك اليمن قبل رفع العقوبات الحقيقي عن إيران ضرورة استراتيجية خليجية وعربية عاجلة جدا لا تقبل أي تأجيل وبخطوات تنعكس عملا مؤثرا فوريا على الأرض اليمنية تعيد اليمن الى حضنه العربي.
نيسان ـ نشر في 2015/07/15 الساعة 00:00