خراف القاعدة ومجانين البغدادي
نيسان ـ نشر في 2015/04/08 الساعة 00:00
لقمان إسكندر
القتال بين تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" من جهة وتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أصبح مسألة وقت فقط .. لكن هذه المرة لن يشبه القتال الذي دار بين جبهة النصرة والدولة الاسلامية في سوريا.
إن حجم الكراهية التي تعززت منذ مدة غير قليلة بين تنظيمي القاعدة وداعش بدأت معالمها بالاقتتال في سوريا بين التنظيمين، لكنها اليوم تذهب حيث معقل تنظيم القاعدة في المنطقة وهي اليمن.
انشغلت قبل أيام مواقع التواصل الاجتماعي بقصف متبادل بين "مجانين البغدادي" و"خراف الظواهري" على حد وصف كل من الطرفين لغريمه. هذا يتهم الطرف الآخر بالتقاعس عن نصرة المسلمين في اليمن فيسكت عن جرائم الحوثيين، وذاك يوصف ما قامت به داعش في اليمن من تفجيرات بالاجرام نظرا لقتله عددا كبيرا من المسلمين.
داعش تقول: (هل فهمت قاعدة اليمن اليوم معنى قول الخليفة إبراهيم"لو وجد الحوثيون من يقارعهم من الموحدين لما استفحل شرهم"؟!) والقاعدة تجيب على لسان أحد مقاتلي جبهة النصرة في ادلب: (أيام الزرقاوي كان يوقف المجاهدين "العبوات الناسفة" إذا مر مسلم واحد أمام همر أمريكي" والآن: مسجد أختلط فيه "السني والرافضي" ليُنسف بِرمته..)
وبينما تقول داعش: (ليت القاعدة التي سكتت على المرتدين أن تسكت وتبلع لسانها إزاء جهاد الدولة الإسلامية الروافض بطريقتها ).. تجيب القاعدة: (لا زال مسلسل تشوية "تنظيم القاعدة" متواصل .! والملا برادلي يفتح المسارات "للفرس" أكثر في "اليمن " والله ليسوا منا ولسنا منهم... يظن أنصار مجانين البغدادي ان الذب عن خرافتهم وعن طوامهم بالكلام القذر والشب والكارثة التكفير خدمة ونصرة.. لا كنتم ولا كان هذا التدين.)
صحيح أن اليمن لم يشهد تفجيرات لداعش سوى التي وقعت قبل فترة وجيزة في مسجدين يصلي فيها شيعة، وصحيح أيضا أن المشهد العام يقول إن دولة الإسلام تريد أن تشعر من في اليمن أنها تتمدد، لكن الكثيرين يقولون إن اليمن ليست سوريا، وأن مجالات فضاء داعش لن تكون يمنية. لكن أليس الساحة اليمنية قابلة لكل (قات).
تفجير المسجدين أوقع رجال القاعدة في مربع الدفاع عن النفس وهم يرون أعداءهم "داعش تدافع عن المسلمين دونهم". وهو ما يدفع أنصار داعش الى القول: نتمنى من القاعدة أن لا تكابر بعد اليوم وأن تتعلم من الدولة الإسلامية كيف تكون مقاتلة الروافض".
لم تمض ساعات على عمليات تفجير المسجدين حتى خرج داعشيون يقولون في حساب مزيف لأيمن الظواهري بصورة لصفحته والظواهري يرتدي قبعة أمريكية ملونة بالعلم الأمريكي: (قاعدتي في اليمن فضحوني أمام الدواعش بأنني منعتهم من استهداف الشيعة أدررركني ياخميني.. الله يا جنودي في الذب عن دماء شيعة أمير المؤمنين "ع" نحن القاعدة على حجر طهران قاعدة. ساخرين من نفي القاعدة صلتها بالهجوم الذي إستهدف مساجد الحوثة، تحت ذريعة "الحاضنة الشعبية").
إن حجم الكره الذي في صدور القاعدة لداعش أكبر مما قد يظنه البعض. وهذا ما يدعونا إلى مزيد من القلق. والشاهد سوريا.
نيسان ـ نشر في 2015/04/08 الساعة 00:00