الدكتور سالم الأقطش راثياً: قتلوا نيبال وأطفأوا سراج البيت
نيسان ـ نشر في 2019/03/30 الساعة 00:00
في رثاء الطفلة نيبال التي مضت بهذا القدر الموجع من الغياب
ما كنتُ أدري أنّني أقطفُ آخر فجرٍ في حياتي، وما كان في ظني أنني أسير نحو مقصلة الموت، دون وجع أو خوف من المجهول مضيت، لم تصح بي أمي أن ارجعي يا بكري يا ابنة بطني يا خبز البيت.
لم أودّع أحدا بل أسرع من السهم إلى حتفي مضيت، عبرتُ الطريق والحقول وما كان يؤرقني أني لن أعود منها، لملمتُ خيوطَ الفرح ورحت أذرعها دون كلل، أحمل ابتسامة مستقيلة على وجه صغير كبقعة ضوء، معذرة إليك يا أمي إذا تسربلتُ في البياض فلم أكن أدرك ما يدور في الجوار.
يقيني بأنك عندما تريني مسجية على رصيف العمر ستعذريني، ما تأخرت لشيء بل لقلة الدم في عروقي، قبلات الموت التي دغدغت جسدي، رأيت خصلات شعري مخضبة بالأحمر القاني، حاولت أن أبقى كنخلة صغيرة واقفة تحت ظل الموت، قاومت وقاومت، هدّني أن تكون نهاية بلا وداع.
سقطت رغم حبي للنهوض، رغم تفلتي من عقال الموت، سقطت وأيقنت أنها نهايتي، افترشت الأرض وتوسدت ذراعي، وتعلّقت عيناي في السماء، ما أجمل السماء ! وكأني لأول مرة أرى السماء مفتوحة الذراعين، كانت الشمس قد لملمت خيوطها ورحلت عن الحي البارد خذلتني الشمس، وخذلني ظني بالطيبين.
تحت ظل الفجر نمت بكل ما أهديتنيه من متع الحياة وبكامل قيافتي، وأدركت حينها أني عدت إلى النوم، لم يكن هناك من يسبّل عيني فتركتهما مفتوحتين لعلي أراك يا أمي ولو بعد حين .
ما كنتُ أدري أنّني أقطفُ آخر فجرٍ في حياتي، وما كان في ظني أنني أسير نحو مقصلة الموت، دون وجع أو خوف من المجهول مضيت، لم تصح بي أمي أن ارجعي يا بكري يا ابنة بطني يا خبز البيت.
لم أودّع أحدا بل أسرع من السهم إلى حتفي مضيت، عبرتُ الطريق والحقول وما كان يؤرقني أني لن أعود منها، لملمتُ خيوطَ الفرح ورحت أذرعها دون كلل، أحمل ابتسامة مستقيلة على وجه صغير كبقعة ضوء، معذرة إليك يا أمي إذا تسربلتُ في البياض فلم أكن أدرك ما يدور في الجوار.
يقيني بأنك عندما تريني مسجية على رصيف العمر ستعذريني، ما تأخرت لشيء بل لقلة الدم في عروقي، قبلات الموت التي دغدغت جسدي، رأيت خصلات شعري مخضبة بالأحمر القاني، حاولت أن أبقى كنخلة صغيرة واقفة تحت ظل الموت، قاومت وقاومت، هدّني أن تكون نهاية بلا وداع.
سقطت رغم حبي للنهوض، رغم تفلتي من عقال الموت، سقطت وأيقنت أنها نهايتي، افترشت الأرض وتوسدت ذراعي، وتعلّقت عيناي في السماء، ما أجمل السماء ! وكأني لأول مرة أرى السماء مفتوحة الذراعين، كانت الشمس قد لملمت خيوطها ورحلت عن الحي البارد خذلتني الشمس، وخذلني ظني بالطيبين.
تحت ظل الفجر نمت بكل ما أهديتنيه من متع الحياة وبكامل قيافتي، وأدركت حينها أني عدت إلى النوم، لم يكن هناك من يسبّل عيني فتركتهما مفتوحتين لعلي أراك يا أمي ولو بعد حين .
نيسان ـ نشر في 2019/03/30 الساعة 00:00