الأولوية السعودية في اليمن .. معركة عقول
نيسان ـ نشر في 2015/07/18 الساعة 00:00
قلنا سابقا إن من أول الملفات التي ستتأثر بالاتفاق النووي الإيراني هو الملف اليمني. لكن كما فاجأتنا العربية السعودية قبل مائة يوم بعاصفة الحزم فاجأتنا بالسهم الذهبي. نعود ونقول: نحن أمام التحديات ذاتها حتى مع هذا التقدم المهم.
ما يجب أن يشغلنا بقاء اليمن جرحا مفتوحا، وأن تشغل اليمن بلاد الحرمين وتستنزفها. لقد دعمت المملكة العربية السعودية المخلوع على مدار سنين حكمه لليمن وأمنت له بعد خلعه ما يرغب به ومع ذلك لم يمنعه ذلك من خيانته لها وترك بلده منهوبا مقسما الى مناطق نفوذ بين القبائل والحوثيين والقاعدة.
المخلوع لم يكتف بذلك، بل سلم اليمن للفرس وسلمها أفرادا ومعدات الجيش اليمني التي وهبته إياها المملكة العربية السعودية ولا سيما الصواريخ البالستية. وكما خان صالح السعودية اقتفت بعض القبائل اليمنية ذلك
على السعودية أن تحذر من متاهات الولاء في اليمن وعلى المملكة العربية السعودية أن تحذر أيضا حتى من قصة الأقاليم إن لم تدر المعركة بحكمة.
الحرب والتنمية في اليمن هما حرب عقول تماما كما الملف النووي الإيراني. وقد أرادت قوى الشر أن تكون اليمن مستنقعا للسعودية لا تخرج منه.
لا يراد للسعودية مناطق نفوذ في اليمن أو حتى أن تخضع القبائل لسلطة الدولة وأن تكون هناك سلطة مركزية قوية، وأن تكون اللامركزية فقط لأغراض التنمية ورفاه الشعب اليمني وأن يصبح اليمن جزءا أصيلا في المنظومة الخليجية وأن تشجع العربية السعودية وتضمن استثمار السعوديين ذوو الأصول اليمنية لرؤوس أموالهم في اليمن ونحن نتحدث هنا عن عشرات بل ربما مئات المليارات من الدولارات.
عبر زعماء قبليين أغرتهم السلطة المطلقة في مناطقهم، فاستعبدوا الشعب واستفردوا به بعيدا عن نفوذ الدولة المركزية، مستغلين انشغال صالح بفساده وإفساده، ومن هذا الجحر دخل الفرس.
نيسان ـ نشر في 2015/07/18 الساعة 00:00