إلا البيضات.. المشكلة بالخم مش بالجاجات

ابراهيم قبيلات
نيسان ـ نشر في 2019/07/01 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات....حتى اللحظة لا توجد إحصائية دقيقة لكميات البيض غير الصالح للاستهلاك البشري في السوق، وسط خشية من وصول سمية الفساد إلى ما هو أخطر من البيضات.
على ان الواجهات الإخبارية لم تكف عن إرسال العواجل كلما أتلفت الجهات الرقابية آلافا من البيض الفاسد..طوط.. طوط ..عاجل: إتلاف 270 ألف بيضة فاسدة.
هذا كل ما فعلناه حيال جريمة غامضة، وتعني بوضوح أن "ديكاً" منفوشاً يصيح في الأرجاء، ولا أحد قادر على كف غطرسته عن جاجات الحارة وصيصانها.
مواقع التواصل الاجتماعي تصرّ على مطلبها بعد ان أدلت بدلوها في أزمة البيض العفن، في إجلاس الديك الفاسد على البيضات حتى مرحلة التفقيس، في محاولة لدفع الحكومة لإظهار اسم الفاسد وأعوانه أسوة بعوني مطيع.
الاتحاد النوعي للدواجن قال إن كميات الانتاج اليومي من بيض المائدة تصل الى 4 ملايين بيضة، ومليار بيضة سنوياً؛ هذا يعني أننا نبحث عن إبرة في كومة قش، ويعني أننا بمواجهة إبر تخدير لا أكثر، فيما يتشكك البعض أصلاً بالرقم المعلن، وأنه يصل إلى أكثر من ذلك بكثير.
المختصون يقول التالي: إذا كانت المشكلة فقط بمليون بيضة، فهذا يعني أنها جزء بسيط من الاستهلاك اليومي للأردنيين، لكن الرقم الحقيقي يبدو أنه خلف الكثير من الأصفار.
ويقولون أيضاً أن المشكلة ناجمة عن زيادة في الإنتاج وضعف في الطلب وصل ذروته خلال شهر رمضان الفائت؛ ما تسبب بتكديس ملايين الصناديق في مخازن غير مهيئة لدرجات الحرارة العالية.
ما ندركه جيداً أن هناك "صيصاناً" كثيرة مستفيدة من فساد البيض وغيره، وتنعم برعاية يوفرها ديك هرم، تاجر بكل شيء فاسد، حتى وصل "للبيض"، ماراً بمحطات كثيرة، وكلها مخدرة تماماً عن الرقابة، سوى من مصالحها الخاصة وحصصها من كل هذا الخراب.
بعد أيام سنقرأ خبراً جديداً عن خلو أسواق الممكلة تماماً من بيضات الفاسدين، وسيقول الخبر ان أجهزة الرقابة تنتشر في كل مكان، بل إنهم وصلوا حتى "خم" الدجاج، ووضعوه تحت الرقابة.
نعم، نريد الوصول إلى خم الدجاج وتفجيره، فهناك يجري كل شيء، هناك يجري تدجين الدجاج، وخلط البيض، وهناك أيضاً يجري السيطرة على كل الفراخ، ونزع ريشها كي لا تبيض على طريقتها، إنما حسب رغبة الديك في حكومة تكذب حتى في أرقام البيض الفاسدة.
    نيسان ـ نشر في 2019/07/01 الساعة 00:00