رسائل أوباما لخامنئي والاتفاق النووي
نيسان ـ نشر في 2015/07/21 الساعة 00:00
نشرت وسائل إعلام عالمية، قبل مدة قصيرة من توقيع "الاتفاق النووي"، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أرسل أخيراً إلى المُرشِد آية الله علي خامنئي كتاباً يتعلق طبعاً بالمفاوضات التي كانت دائرة والموضوعات التي تثير قلق طهران وجهات عدة في واشنطن وحلفاء لبلاده في المنطقة. طبعاً لم ينفِ البيت الأبيض هذا الأمر كما لم يؤكده محيط المرشد. لكن يبدو أنه كان ذا أثر في تذليل العقبات من أمام الاتفاق.
طبعاً لن ننشر هنا مضمون الرسالة المذكورة لأننا لا نمتلك شيئاً عنه حتى الآن، ولأن الرسالة الأخيرة تجاوزته. لكن يبقى مفيداً تناول رسالة كان وجهها أوباما إلى خامنئي قبل أشهر والتعليقات الأميركية عليها، إذ من شأن ذلك إلقاء الضوء على مناخ الدوائر الأميركية والمساعدة في معرفة مصير الاتفاق الأخير.
يومها قال متابعون أميركيون جدّيون الآتي:
1 - تتعلق الرسالة بالمفاوضات النووية وبالحملة العسكرية التي تقودها أميركا ضد "داعش" في العراق وسوريا.
2 - ليس خطأ توجيه هذه الرسالة إلى خامنئي وليس إلى رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني. ذلك أن الأول هو المرجع الأخير لإيران وصاحب القرار النهائي في كل القضايا والموضوعات ومن أهمها البرنامج النووي لبلاده ومصيره من خلال المفاوضات الدائرة مع مجموعة الـ5+1.
3 - ما يجعل رسالة أوباما مقلقة بعض الاقتراحات التي تضمنتها استراتيجيته وخصوصاً التي منها تتعلق بإيران.
4 - لأوباما هدفان: الأول الإبلاغ إلى خامنئي أن أي تعاون مع دولته ضد "داعش" يتوقف في صورة أساسية على انتهاء المفاوضات الجارية إلى "اتفاق نووي". ويتوقف أيضاً على تهدئة قلق إيران على مستقبل حليفها السوري الرئيس بشار الأسد. علماً أن ذلك لا يعكس حرص واشنطن عليه بل رغبتها في حض إيران على عدم جعل بقائه هدفاً استراتيجياً، وتالياً عائقاً أمام "الاتفاق" وأمام أي تعاون مع أميركا.
5 - بدا أن الرسالة كانت مخصّصة للإبلاغ إلى خامنئي أن أميركا لا تشكِّل تهديداً للنظام في إيران رغم عدم اقتناع أميركا بديموقراطيته، ولا تهديداً لمصالحها في العراق وربما في سوريا، وأنها مستعدة للتعاون معها في الدولتين المذكورتين لإيجاد التسويات النهائية المقبولة من شعبيْهما في مقابل التوصل إلى "اتفاق نووي" موقّع.
6 - يعتبر المتابعون أنفسهم هذه الرسالة أو بالأحرى هذا النوع من الرسائل إشارة إلى أن أوباما يعتبر نفسه في حال انفراج (Detente) مع إيران. وهذا يعني في نظرهم تشوشاً في استراتيجيته إذ يوحي أن الأخيرة صارت أو قد تصبح شريكاً محتملاً لإدارته في سوريا والعراق، في حين أنها جزء من المشكلة التي تكاد أن تصبح مستعصية على الحل في كل منهما. والدليل على ذلك دعمها اللامحدود للأسد الذي أطال أمد الحرب فيها، ودعمها الميليشيات المذهبية الشيعية في العراق. وقد ساهم ذلك في تصليب الموقف السنّي العراقي الرافض لهيمنتها على هذه الدولة بشيعته وهم حلفاؤها. كما تسبّب في "تنقيز" الحلفاء العرب لأميركا بل إخافتهم ومعهم المعارضة السورية. ويعتبرون أيضاً أن رسالة أوباما التي يتناولونها بالتحليل كما أي رسائل أخرى مشابهة لا تتطابق أبداً مع رؤيته عراقاً موحداً وحكومة شاملة تضم كل مكوناته، وسوريا من دون الأسد. فضلاً عن أنها توحي أن أميركا على استعداد للتكيف مع سياسات إيران ولتخفيف الضغط عليها بذريعة دفعها إلى القيام "بنقلة" إستراتيجية.
في النهاية، يظن المتابعون الأميركيون أنفسهم أن إذابة الجليد بين أميركا وإيران وبدء عودة الحرارة إلى علاقتهما بعد غيابها نحو 36 سنة يمكن أن يساعدا في دفع الشرق الأوسط نحو الاستقرار. لكنهم يظنون، في الوقت نفسه، أن ذلك رهن سياستها الإقليمية وطموحاتها. فهل يقبل أوباما ذلك؟ كما أن الملف النووي الإيراني والوضع غير المستقر في المنطقة لا يحتاجان إلى رسائل أوباما وإنما إلى استراتيجية شرق أوسطية شاملة يضعها، ويواجه بها كل تهديد لمصالح بلاده الحيوية والإستراتيجية من أي جهة أتت ومعها مصالح حلفائه.
هل "الاتفاق النووي" الذي صار حقيقة مع "الرسائل" الرئاسية الأميركية التي واكبت مفاوضاته يحقق كل ذلك؟
الجواب ينتظر التنفيذ وكشف الحلفاء كما الأعداء لأوباما ولخامنئي داخل بلديهما وفي المنطقة بل العالم، أوراقهم كلها. النهار اللبنانية
طبعاً لن ننشر هنا مضمون الرسالة المذكورة لأننا لا نمتلك شيئاً عنه حتى الآن، ولأن الرسالة الأخيرة تجاوزته. لكن يبقى مفيداً تناول رسالة كان وجهها أوباما إلى خامنئي قبل أشهر والتعليقات الأميركية عليها، إذ من شأن ذلك إلقاء الضوء على مناخ الدوائر الأميركية والمساعدة في معرفة مصير الاتفاق الأخير.
يومها قال متابعون أميركيون جدّيون الآتي:
1 - تتعلق الرسالة بالمفاوضات النووية وبالحملة العسكرية التي تقودها أميركا ضد "داعش" في العراق وسوريا.
2 - ليس خطأ توجيه هذه الرسالة إلى خامنئي وليس إلى رئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني. ذلك أن الأول هو المرجع الأخير لإيران وصاحب القرار النهائي في كل القضايا والموضوعات ومن أهمها البرنامج النووي لبلاده ومصيره من خلال المفاوضات الدائرة مع مجموعة الـ5+1.
3 - ما يجعل رسالة أوباما مقلقة بعض الاقتراحات التي تضمنتها استراتيجيته وخصوصاً التي منها تتعلق بإيران.
4 - لأوباما هدفان: الأول الإبلاغ إلى خامنئي أن أي تعاون مع دولته ضد "داعش" يتوقف في صورة أساسية على انتهاء المفاوضات الجارية إلى "اتفاق نووي". ويتوقف أيضاً على تهدئة قلق إيران على مستقبل حليفها السوري الرئيس بشار الأسد. علماً أن ذلك لا يعكس حرص واشنطن عليه بل رغبتها في حض إيران على عدم جعل بقائه هدفاً استراتيجياً، وتالياً عائقاً أمام "الاتفاق" وأمام أي تعاون مع أميركا.
5 - بدا أن الرسالة كانت مخصّصة للإبلاغ إلى خامنئي أن أميركا لا تشكِّل تهديداً للنظام في إيران رغم عدم اقتناع أميركا بديموقراطيته، ولا تهديداً لمصالحها في العراق وربما في سوريا، وأنها مستعدة للتعاون معها في الدولتين المذكورتين لإيجاد التسويات النهائية المقبولة من شعبيْهما في مقابل التوصل إلى "اتفاق نووي" موقّع.
6 - يعتبر المتابعون أنفسهم هذه الرسالة أو بالأحرى هذا النوع من الرسائل إشارة إلى أن أوباما يعتبر نفسه في حال انفراج (Detente) مع إيران. وهذا يعني في نظرهم تشوشاً في استراتيجيته إذ يوحي أن الأخيرة صارت أو قد تصبح شريكاً محتملاً لإدارته في سوريا والعراق، في حين أنها جزء من المشكلة التي تكاد أن تصبح مستعصية على الحل في كل منهما. والدليل على ذلك دعمها اللامحدود للأسد الذي أطال أمد الحرب فيها، ودعمها الميليشيات المذهبية الشيعية في العراق. وقد ساهم ذلك في تصليب الموقف السنّي العراقي الرافض لهيمنتها على هذه الدولة بشيعته وهم حلفاؤها. كما تسبّب في "تنقيز" الحلفاء العرب لأميركا بل إخافتهم ومعهم المعارضة السورية. ويعتبرون أيضاً أن رسالة أوباما التي يتناولونها بالتحليل كما أي رسائل أخرى مشابهة لا تتطابق أبداً مع رؤيته عراقاً موحداً وحكومة شاملة تضم كل مكوناته، وسوريا من دون الأسد. فضلاً عن أنها توحي أن أميركا على استعداد للتكيف مع سياسات إيران ولتخفيف الضغط عليها بذريعة دفعها إلى القيام "بنقلة" إستراتيجية.
في النهاية، يظن المتابعون الأميركيون أنفسهم أن إذابة الجليد بين أميركا وإيران وبدء عودة الحرارة إلى علاقتهما بعد غيابها نحو 36 سنة يمكن أن يساعدا في دفع الشرق الأوسط نحو الاستقرار. لكنهم يظنون، في الوقت نفسه، أن ذلك رهن سياستها الإقليمية وطموحاتها. فهل يقبل أوباما ذلك؟ كما أن الملف النووي الإيراني والوضع غير المستقر في المنطقة لا يحتاجان إلى رسائل أوباما وإنما إلى استراتيجية شرق أوسطية شاملة يضعها، ويواجه بها كل تهديد لمصالح بلاده الحيوية والإستراتيجية من أي جهة أتت ومعها مصالح حلفائه.
هل "الاتفاق النووي" الذي صار حقيقة مع "الرسائل" الرئاسية الأميركية التي واكبت مفاوضاته يحقق كل ذلك؟
الجواب ينتظر التنفيذ وكشف الحلفاء كما الأعداء لأوباما ولخامنئي داخل بلديهما وفي المنطقة بل العالم، أوراقهم كلها. النهار اللبنانية
نيسان ـ نشر في 2015/07/21 الساعة 00:00