أين مادبا... من إلاقليم السياحي المأمول؟
نيسان ـ نشر في 2019/10/12 الساعة 00:00
مرة أخرى نعيد البحث في الشأن السياحي في محافظة مادبا الغنية في المنتج السياحي الاثري ونقف أمام مطلب ملح بحت الأصوات و الحناجر واستنزفت الأقلام وهي تحاول إن تحث على انشاء إقليم سياحي تنموي لهذه المحافظة لضرورته والحاحيته.
فقد بات واضحا بالنسبة لي شخصيا وغيري كثر ان مادبا ليست بتاتا في عقل الدولة وما نراه من فزعات وهبات ما هي الا من قبيل "كفاية شر" وربما رفع العتب واقرب إلى برتوكولات رسمية والاستعراضات التى بالتاكيدلا تغني ولا تسمن .
فمثلا لماذا تماطل الدولة رغم مطالبات عديد وعبر سنوات طويلة مضت في تحويل مادبا إلى منطقة سياحية خاصة أو إقليم سياحي خاص ينسجم وطبيعة المنطقة /الإقليم وخاصيتها وتميزاتها السياحية كونها حاضنة لاشكال وأنواع متعددة من" السياحات" من دينية وأثرية وتاريخية إلى الاستشفائية والعلاجية وسياحية طبيعية ترفيهية وسياحة المغامرات وسياحة المؤتمرات لتوفر بنية تحتية مؤهلة والسياحة العلمية المعرفية.
فالمطلب عادل ومشروع والمدينة تملك المقومات والممكنات وتحمل وجاهة سياحية دينية خاصة بدلالة الارتفاع المتواتر لإعداد الزائرين شهريا وسنويا حيث زاد زوارها خلال الأشهر الأولى من العام الحالي بنسبة ٤٢٪ "8" الماضية عن 320 ألف سائح قياسا بعدد زوارها الإجمالي عام ٢١٨ البالغ ٢٢٥ ألف سائح وفيما الانتقال المخطط والممنهج له من كونها تاريخيا عدت ممرا للافواج السياحية إلى اعتبارها مستقر يجري اعدادهاعلى قدم وساق وبموازة نشاط متواتر لسياحة الترانزيت الذي صار ملموسا للعيان ومعتبر .
ومع ذلك صرت أخشى أن يسطحني ما أحمله من معلومات ليست ذات قيمة واعتبارية من كون عدم إعلان المدينة وما إلى جوارها إقليم سياحي خاص هو قرب مادبا من عمان وقلة عدد الغرف الفندقية"517" غرفة في الوقت الحاضر ومعيقآت لوجستية اخرى هي بمثابة عقبات تحول دون التحول إلى منطقة خاصة أو إقليم وإضافة لمعلومات يمكن إدخالها تحت عنوان المنافسة الحامية التى تغذيها المكاتب السياحية ورغبتهم الغير مبررة أن تكون مدينتين فقط من مدن الأردن ما يطلق عليها بالمدينة السياحية الأولى والمدينة السياحية الثانية وغير ذلك لا حضور للمدن الاخرى على المسار السياحي المحلي والاقليمي والاهتمام الرسمي ولغاية في نفس يعقوب.
ومادبا للقريب والبعيد من جانب آخر لديها مشكلاتها المزمنة فهي مكتظة ومزدحم السير فيها فقد أقيمت على إفرازات قديمة من عام 1950 لهذا تحتاج إلى تحديث تنظيمي يجريه مهندسون مختصون في هندسة المرور وتحتاج بإلحاح لوقف فوضى وارتجال منح التراخيص كتريخص مطاعم بلا مواقف وكذلك الفنادق والمحلات التجارية الكبيرة فهي ما عادت تستوعب لا الحجارة ولا السيارات ولا البشر ولكنها تنام على كنوز من الاثار النفيسة منثورة على أزيد من 40 موقعا سياحيا اثريا دينيا من أبرزها (جبل نيبو، كنيسة الخارطة، مكاور، حمامات ماعين، مسلة ميشع، وادي الهيدان، مسجد عمر بن الخطاب في الخطابية شمال غرب مادبا و حسبان، أم الرصاص، تل مادبا، وتل ذيبان، ومقام ابو ذر الغفاري.. الخ) واي تفكير" اني" بعلاجات لمشاكلها المزمنة هي علاجات مسكنة لا تنفع بل تفاقم .. !
وحين ندعي أن مادبا مكتظة بالمخالفات والتجاوزات والتعديات والتراكمات و هي اي مادبا أيضا عاجزة عن التفكير المستقبلي لذا هي مزدحمة بحاضرها ومغلقة على المستقبل وتهاب التخطيط فيما ما يزيد الطين بله ان" لا عظام لها في الدولة ومكشوفة الظهر والصدر والراس" .
اتحدى اذا كان لدى اي جهة شعبية او رسمية تصور مستقبلي لتحولات في طابع المدينة ..هي تتحول او تحول لمدينه تعليمية بوجود الجامعه الامريكية التى للاسف تغلق ابوابها عن المجتمع المحلى والجامعة الالمانية التى نتعذر ببعدها الجغرافي ومعهد فيسيفساء مادبا وكنجز اكاديمي وكلها تنمو في غفلة من مؤسساتنا الرسمية المحلية والشعبية .
..ونحن كفرادى يعرقلنا عنصر المبادرة والمغامرة والتفكير المستقبلي واستمرأنا الخمول وانتظار التغيير ان يزحف الينا لا ان نذهب الية او نقوده وفي اغلبنا مرعوبين منه .
بعد سنة من نشؤ جامعة اليرموك دب التغير الشامل في اربد ونحن في مادبا تحولنا لببغاوات وحكاواتية وعاجزين عن الفعل ممزوجة بخوف ان يفوتنا القطار وان لا نقوى عن التحدي المعرفي العلمي ونخسر خيراتنا الواحد تلو الاخر فتخرج بخفي حنين.
فالاستعراض السريع لامكنة المعرفة الجديدة في ماديا تراها امكنة بلا روح وتراها عاجزة عن جذب المتبرعين والمبادرين والمغامرين والمقامرين والمستثمرين فاعدادهم في ازدياد وترددهم وخوفهم في ازدياد وحاجة مساحات جرداء في محيط الجامعات والمعاهد المعرفية وحاجتها الى شتى الخدمات يدمي العين والقلب ويوجع العقل
.
لكن المعضلة الأخطر أن مادبا تتوسع مساحة وتزداد سكانا سنة بعد اخرى ويتراجع الاهتمام الرسمي بها ونحن ما زلنا نفكر ونتصرف على انها مازالت قرية بشارعين وبضعة محلات وبقئمقام " وب أبو عرب"! ومواطنها مازال يفكر بعقلية القرية وبالمقابل الدولة تتعامل مع مادبا بعقلية الاسترضاءات احيانا وفي الأغلب بإدارة الظهر حين يفكر أهل مادبا خارج الصندوق.!
هذه معضلة عدم الاستيعاب والعجز عن رفض المتغيرات وعن التكيف عن المتغيرات وربما رفضها ولهذا نعبر عن رفضنا للمتغيرات الروحية والمادية والنفسية والسلوكية بالسلوك الشاذ لاننا نرفض الانتقال من حالة الى اخرى ونرفض تحمل كلف التحول الباهضة في كل شيء.
وندب الصوت مرة ومرات حتى لا نتهم اننا مجرد حكواتيه ومسلاياتي وببغاوات!!
.
فقد بات واضحا بالنسبة لي شخصيا وغيري كثر ان مادبا ليست بتاتا في عقل الدولة وما نراه من فزعات وهبات ما هي الا من قبيل "كفاية شر" وربما رفع العتب واقرب إلى برتوكولات رسمية والاستعراضات التى بالتاكيدلا تغني ولا تسمن .
فمثلا لماذا تماطل الدولة رغم مطالبات عديد وعبر سنوات طويلة مضت في تحويل مادبا إلى منطقة سياحية خاصة أو إقليم سياحي خاص ينسجم وطبيعة المنطقة /الإقليم وخاصيتها وتميزاتها السياحية كونها حاضنة لاشكال وأنواع متعددة من" السياحات" من دينية وأثرية وتاريخية إلى الاستشفائية والعلاجية وسياحية طبيعية ترفيهية وسياحة المغامرات وسياحة المؤتمرات لتوفر بنية تحتية مؤهلة والسياحة العلمية المعرفية.
فالمطلب عادل ومشروع والمدينة تملك المقومات والممكنات وتحمل وجاهة سياحية دينية خاصة بدلالة الارتفاع المتواتر لإعداد الزائرين شهريا وسنويا حيث زاد زوارها خلال الأشهر الأولى من العام الحالي بنسبة ٤٢٪ "8" الماضية عن 320 ألف سائح قياسا بعدد زوارها الإجمالي عام ٢١٨ البالغ ٢٢٥ ألف سائح وفيما الانتقال المخطط والممنهج له من كونها تاريخيا عدت ممرا للافواج السياحية إلى اعتبارها مستقر يجري اعدادهاعلى قدم وساق وبموازة نشاط متواتر لسياحة الترانزيت الذي صار ملموسا للعيان ومعتبر .
ومع ذلك صرت أخشى أن يسطحني ما أحمله من معلومات ليست ذات قيمة واعتبارية من كون عدم إعلان المدينة وما إلى جوارها إقليم سياحي خاص هو قرب مادبا من عمان وقلة عدد الغرف الفندقية"517" غرفة في الوقت الحاضر ومعيقآت لوجستية اخرى هي بمثابة عقبات تحول دون التحول إلى منطقة خاصة أو إقليم وإضافة لمعلومات يمكن إدخالها تحت عنوان المنافسة الحامية التى تغذيها المكاتب السياحية ورغبتهم الغير مبررة أن تكون مدينتين فقط من مدن الأردن ما يطلق عليها بالمدينة السياحية الأولى والمدينة السياحية الثانية وغير ذلك لا حضور للمدن الاخرى على المسار السياحي المحلي والاقليمي والاهتمام الرسمي ولغاية في نفس يعقوب.
ومادبا للقريب والبعيد من جانب آخر لديها مشكلاتها المزمنة فهي مكتظة ومزدحم السير فيها فقد أقيمت على إفرازات قديمة من عام 1950 لهذا تحتاج إلى تحديث تنظيمي يجريه مهندسون مختصون في هندسة المرور وتحتاج بإلحاح لوقف فوضى وارتجال منح التراخيص كتريخص مطاعم بلا مواقف وكذلك الفنادق والمحلات التجارية الكبيرة فهي ما عادت تستوعب لا الحجارة ولا السيارات ولا البشر ولكنها تنام على كنوز من الاثار النفيسة منثورة على أزيد من 40 موقعا سياحيا اثريا دينيا من أبرزها (جبل نيبو، كنيسة الخارطة، مكاور، حمامات ماعين، مسلة ميشع، وادي الهيدان، مسجد عمر بن الخطاب في الخطابية شمال غرب مادبا و حسبان، أم الرصاص، تل مادبا، وتل ذيبان، ومقام ابو ذر الغفاري.. الخ) واي تفكير" اني" بعلاجات لمشاكلها المزمنة هي علاجات مسكنة لا تنفع بل تفاقم .. !
وحين ندعي أن مادبا مكتظة بالمخالفات والتجاوزات والتعديات والتراكمات و هي اي مادبا أيضا عاجزة عن التفكير المستقبلي لذا هي مزدحمة بحاضرها ومغلقة على المستقبل وتهاب التخطيط فيما ما يزيد الطين بله ان" لا عظام لها في الدولة ومكشوفة الظهر والصدر والراس" .
اتحدى اذا كان لدى اي جهة شعبية او رسمية تصور مستقبلي لتحولات في طابع المدينة ..هي تتحول او تحول لمدينه تعليمية بوجود الجامعه الامريكية التى للاسف تغلق ابوابها عن المجتمع المحلى والجامعة الالمانية التى نتعذر ببعدها الجغرافي ومعهد فيسيفساء مادبا وكنجز اكاديمي وكلها تنمو في غفلة من مؤسساتنا الرسمية المحلية والشعبية .
..ونحن كفرادى يعرقلنا عنصر المبادرة والمغامرة والتفكير المستقبلي واستمرأنا الخمول وانتظار التغيير ان يزحف الينا لا ان نذهب الية او نقوده وفي اغلبنا مرعوبين منه .
بعد سنة من نشؤ جامعة اليرموك دب التغير الشامل في اربد ونحن في مادبا تحولنا لببغاوات وحكاواتية وعاجزين عن الفعل ممزوجة بخوف ان يفوتنا القطار وان لا نقوى عن التحدي المعرفي العلمي ونخسر خيراتنا الواحد تلو الاخر فتخرج بخفي حنين.
فالاستعراض السريع لامكنة المعرفة الجديدة في ماديا تراها امكنة بلا روح وتراها عاجزة عن جذب المتبرعين والمبادرين والمغامرين والمقامرين والمستثمرين فاعدادهم في ازدياد وترددهم وخوفهم في ازدياد وحاجة مساحات جرداء في محيط الجامعات والمعاهد المعرفية وحاجتها الى شتى الخدمات يدمي العين والقلب ويوجع العقل
.
لكن المعضلة الأخطر أن مادبا تتوسع مساحة وتزداد سكانا سنة بعد اخرى ويتراجع الاهتمام الرسمي بها ونحن ما زلنا نفكر ونتصرف على انها مازالت قرية بشارعين وبضعة محلات وبقئمقام " وب أبو عرب"! ومواطنها مازال يفكر بعقلية القرية وبالمقابل الدولة تتعامل مع مادبا بعقلية الاسترضاءات احيانا وفي الأغلب بإدارة الظهر حين يفكر أهل مادبا خارج الصندوق.!
هذه معضلة عدم الاستيعاب والعجز عن رفض المتغيرات وعن التكيف عن المتغيرات وربما رفضها ولهذا نعبر عن رفضنا للمتغيرات الروحية والمادية والنفسية والسلوكية بالسلوك الشاذ لاننا نرفض الانتقال من حالة الى اخرى ونرفض تحمل كلف التحول الباهضة في كل شيء.
وندب الصوت مرة ومرات حتى لا نتهم اننا مجرد حكواتيه ومسلاياتي وببغاوات!!
.
نيسان ـ نشر في 2019/10/12 الساعة 00:00