مرايا و حكايات ! (نص فني ) للاديب ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2015/07/24 الساعة 00:00
ماجد شاهين ا ت !
( 1 ) مرايا !
كُل ّ الذي نحتاج إليه لكي نغدو " أجمل َ و أكثر نضارة " ، أن ْ لا
نغمض أعيننا حين نقف أمام المرايا و أن لا نهرب من وجوهنا فيها !
.. و أن ْ نعترف بأن ّ الشحوب الذي يتبدّى في وجوهنا لم يكن بسبب المرايا ، بل ربّما كان بسبب ٍ من غموض لا لزوم له .
.. و أن ْ لا نفزع أو نجزع حين نرى في المرايا ما لا نستطيع رؤيته بدونها .
.. و أن ْ !
كُل ّ الذي نحتاجه أن ْ لا نخنق المكنون الهاجع فين ا !
كلّ الذي نحتاجه لكي نغدو أكثر بهجة و جمالا ً ، أن لا نطرد العصافير عن شبابيكنا بحجة ِ أننا لا نملك قمحاً نقدمه لها أو خبزاً أو فاكهة !
...
العصافير لا تحيا أو ترقّ بالقمح وحده أو الخبز ، بل بــ ِ حنو ّ النوافذ
و وجوهنا المبتهجة !
...
كُل ّ الذي نحتاج إليه لكي نغدو واضحين لنا ولكي نرانا في المرايا بلا سوءات : أن ْ نحبّنا و أن لا نسرق الورد من فم العصفور .
( 2 ) حين تعاتبنا المرحبا !!
كُل ّ ٌ يُغنّي على ليلاه ، و لا " ليلى " واضحة الآن لنا لكي نغنّي أو نرفع النشيد لها !
.. لا شارع متاحاً لكي نذرعه ، كما كنّا نفعل ذات تجلّ ٍ وبهجة .
.. لا رصيف يحفظ حكاياتنا الآن ، كما كنّا نظن ّ .
.. لا مقاعد هنا أو هناك تحتمل الآن هواجسنا ، فالمقاعد لم تعد مؤهلة للصبر والحكمة.
.. لا طعم أو لون أو رائحة لكلّ الذي نراه أو يرانا ، لأن ّ الذائقة فقدت بوصلتها و .. .
...
لم أقصد أن أقول " أن الذي كنا نحبّه صار فستقا ً فارغا ً " ، بل كنت أنتوي الآن إطلاق " المرحبا المعاتبة " إلى الصحب وإلى الذين غابوا
و إلى الحاضرين الغائبين و إلى الذي كانوا يزيحون عنّا قيظ الشمس و لكنهم الآن انخرطوا في لعبة التيه .. و إلى آخرين أخذتهم بهرجة المواسم فراحوا إلى أرصفة أخرى.
...
كلّ يغنّي على ليلاه ، لكن " هذه الـــ ليلى أو تلك " ليست واضحة وليست مبهجة وليست مدهشة وليست قريبة من أرصفتنا والمطارح التي لنا ، ليست كما عهدناها في الأوقات الغابرة .
.. كنت ُ الآن أهز ّ أغصان شجرة بدت ناشفة ، و أطرح المرحبا في الهواء لكي تصل إلى نوافذ الذين حسبتهم ما فارقوا .
...
يا أنتم و أنتن ّ ، خذوا مرحباتي المعاتبة ، و اقرأوا فيها سطر الكلام الذي كنّا نوضّب حروفه من رصيف إلى جدار و من مقهى إلى شارع ٍ و من كأس شاي إلى حافلة تروح بنا هناك حيث نقرأ سيرتنا عند بوّابات البيوت و حواف ّ الحكايات .
.. خذوها ، مرحبااااااااااات بالفاكهة و بتلويحات ما بعد العصر .
( 3 ) حكايات ! ا !
ليست كلّ الحكايات تصلح أو تنفع للرَوْي أو للقراءة !
.. هناك حكايات تنفع لكي تحملها المكاتيب إلى أطراف ٍ بعيدة .
.. و حكايات تنفع لكي ندسّها تحت الوسائد و نغفو .
.. و حكايات تنفع لكي ننذرها للرحيل .
.. و حكايات تنفع لكي نلقمها لطيور البحر .
.. و حكايات تنفع لكي نعلّقها في النوافذ مثل ملابس العيد .
.. و حكايات تنفع لكي يحملها التقاة و يوزّعوا منها تمائم الحكمة والصبر .
.. و حكايات تنفع لكي نحشوها في " صُرر / صُرات " النساء الذاهبات إلى بيادرهن ّ.
.. و حكايات تنفع لكي تحفظ أسرارنا ولا تبوح .
..
الحكايات كلّها ، وجوهنا و مطارح استرخائنا و ملاذات أرواحنا حين وجد ٍ و شوق ، الحكايات لا تُروى بدون ترابها و رقّة العصافير و أوراق داليات الجدّات .. الحكايات محطّات بوح لكنها لا تنفع للروي دائماً .
..
الكلام في الحكايات ، حكاية أخرى !
و اليوم كنتُ أقرأ شيئا ً من روايتي التي لم أكتبها بعد ، فكان السؤال : هل تنفع حكاية ٌ من دون و جوه تحمل ملامح الحياة و أوراقها ؟
..
الحكاية حاضرة والروي مؤجّل ، هكذا يرى السارد ُ الذي حاول أن يحرس درب اليمام حين ينام .
نيسان ـ نشر في 2015/07/24 الساعة 00:00